جسدك يتعري أمامي، عظامك يمكن رؤيتها تتحرك علي السطح، بشرتك تعكس الانفعالات، أنتِ أجمل من عرايا مودلياني وأكثر حساسية من فتيات رينوار. الرجل مخيف وجذاب، يملأ قلبي بالرعب مع أنني أدرك أنه مجرد ممثل وأنني أجلس علي كرسي جاء إلي بيتي منذ أربعين سنة. أشاهدك عارية ورجل يتمشي فوق جسدك بقطعة ثلج. بينما تئنين من المتعة، كنت أفكر كيف يمكن لجسدي أن يحبس كل هذه النشوة بعيدًا عني. تقتربين وتبتعدين.. يدك التي يقيدها أعرفها، إرادتك التي يجب أن تتراجع وتخضع لإرادته أعرفها، مع ذلك لا أعرف المتعة. جسدي لا يشبه جسدك، جمالي مختلف، وحياتي أيضَا. مع ذلك أقابل ذلك المخيف كثيرًا، أقابله ويخبرني أننا لكي نمارس حبنا العلني يجب أن أتخلي عن إرادتي طوعًا يا آنستازيا، ومثل (جراي) سيخبرني أن هذا لن يكون مؤلمًا علي الإطلاق، وأن نساء كثيرات يقبلن به. هنا ننتظر العقاب دائمًا، يعاقبوننا إذا استدارت أجسادنا، ويعاقبوننا علي ضمورها أيضًا، يعاقبوننا لأننا نترجرج ويعاقبوننا علي الخفة. أبي يغضب كلما غسلت شعري، البلل اللامع يحرِّكه، وبدلاً من مصارحة نفسه باحتياجه إلي امرأة يصرخ. أبي يصرخ لأنني غادرت طفولتي بسرعة، ويصرخ لأنني أذهب إلي الشيخوخة دون رجل. أنا محبوسة يا آنستازيا الحرة، محبوسة داخل جسد عاطل لم تمسسه الكهرباء، لذلك أشاهدك تنامين و(جراي) يحكي عن طفولته بعد أن عذبك جيدًا، جراي يعذبك بالتدريج وكلما فاض ألمك تفيض شهوته. يا آنستازيا الجميلة أنا أيضًا أملك محبين لا أشعر بهم، وأذهب بكامل إرادتي إلي المخيف، لكنني لست مثلك، كل محبتنا هنا تبدأ وتنتهي داخل الأفكار. جسدي محفوظ داخل خزانة أبي، وهذا الذي يعيش معي مجرد ظل لإرادة العائلة. جسدي سينتقل بموجب العقد إلي خزانة زوجي، جسدي لا أملكه ولا يملكني. أنا خائفة يا آنستازيا، أبي سيجد جثة بانتظاره، رائحة العفن تتحرك معي، أكسر زجاجة عطر كاملة علي ملابسي كي تضيع الرائحة؛ لكن التراب يتحرك بين أصابعي ويخرج من عيني. أنتِ تذهبين للسؤال عن طريق للخلاص ويهرب الكلام، لكن أفلام الحياة تتحرك بالقرب منك وتلهمك الإجابة. أنتِ أيتها الرومانسية ترغبين في الحب كما يظهر علي شاشات السينما وكل ما ستحصلين عليه هو تلامس حميم وقبلات ساخنة وكلابات وأحزمة وكرافتات تربط يديك جيدًا. لماذا تقعين في حب رجل يرغب بتعذيبك؟ ولماذا لم تكسري الشاشة وتأخذيني معك بعيدًا عن هنا أو قومي بتعريتي وأنا سأتمدد علي الطاولة وأكتشف أن لي جسدًا ينبض. آنستازيا بطلة فيلم Fifty shades of Grey