تحتفل شبكة شباب الشرق الأوسط هذه الأيام بشمعتها الرابعة، حيث أصبحت الشبكة واحدة من أهم منابر النشر والحوار علي الإنترنت يساهم فيها طيف متنوع يضم العديد من الشباب من مختلف أنحاء الشرق الأوسط من أفغناستان حتي مورتاينيا.. وفي المنتصف إسرائيل. قصة إنشاء وتطور الشبكة واحدة من التجارب المثيرة للاهتمام علي الإنترنت، فقد بدأت الشبكة كمدونة شخصية للشابة البحرينية إسراء الشافعي تحولت وبمجهوداتها الذاتية إلي شبكة إقليمية إلكترونية توظّف قوة الإعلام البديل، كأداة للتعبير والتغيير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، علي مستوي الشباب، وفي جميع المجالات الإنسانية، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية. ويديرها مجموعة من النشطاء المتطوّعين من كافة دول المنطقة. حيث عملت الشبكة علي عدد من القضايا الأساسية أبرزها قضية حرية الرأي والتعبير، حقوق الإنسان، حقوق الاعتقاد الديني، حقوق الأقليات، تقبّل الآخر، والتسامح. بدأ الموقع باللغة الإنجليزية 2006، وتمت إضافة اللغة العربية والفارسية 2008، ليصل عدد كتاب الموقع من اللغات الثلاثة إلي 300 كاتب، والعدد مرشح للزيادة فالاشتراك في الموقع مفتوح لأي شخص يرغب في الانضمام. هدف الشبكة الأساسي كما يوضحه أحمد زيدان المحرر العربي منح شباب المنطقة فرصة التعبير عن آرائهم بحرية كاملة، بلا أي شروط أو قيود، عسي أن تسهم هذه المساحة الحرة في إلهامهم لإفراز طاقاتهم، كي يلهموا، بدورهم، عدداً أكبر من الشباب." أما التغيير الذي يعتبره الهدف الثاني من أهداف الشبكة فهو "نشر ثقافة الحرية، احترام وتقبّل الآخر، مساندة الأقليات المعزولة، القضاء علي التوترات والصراعات التي تحتشد بها دول المنطقة، ونبذ العنف والطائفية والعنصرية بكل أشكالها". لا تعتمد الشبكة علي وسائل النشر المكتوبة فقط بل يوجد قسم مخصص للملفات المسموعة، وقسم آخر لملفات الفيديو، وثالث للقصص المصورة "الكومكس". كما أطلقت الشبكة عدداً من المشاريع الثقافية الرائدة في نوعها منها مشروع موقع "ميد ايست توونز" وهو موقع لاستكشاف ودعم الموسيقيين الصاعدين في المنطقة كما توفر الشبكة استضافات ونطاقات وتصميمات مجانية لأكثر من 180 موقعًا خاصًا بناشطين وحقوقيين ومدوّنين في المنطقة. أما في مجال محاربة الرقابة علي الإنترنت فقد طور أعضاء الشبكة مجموعة من الأدوات التي تساعد مستخدمي الإنترنت في بعض البلدان علي تجاوز حاجز الحجب والرقابة الذي تفرضه بعض الحكومات علي الإنترنت. وعلي الرغم من كل الايجابيات السابقة تظل الشبكة محط الكثير من الانتقادات والإشاعات أبرزها أن موقع الشبكة يتلقي تمويلاً من وزارة الخارجية الأمريكية وهو الأمر الذي نفاه زيدان تماما، مؤكداً أن الموقع لا يتلقي أي تمويل من جهات حكومية أو غير حكومية، حتي أنهم مؤخراً قد عرض عليهم تمويل بمبلغ ضخم من واحدة من المنظمات اليمينية الأمريكية لكنهم رفضوا حتي لا تتأثر توجهاتهم وسياساتهم التحريرية. أما عن فتح صفحات الموقع لعدد من المدونين والكتاب الإسرائيليين فيبرره زيدان قائلاً "الموقع اسمه شبكة شباب الشرق الأوسط، ولا يمكننا أن نتجاهل إسرائيل لأنها موضوع مشكلة كبيرة بل أهم مشكلة في الشرق الأوسط. لذلك نعتقد أنه من المهم أن تكون هناك مساحة لهم، وفي نفس الوقت هناك مساحة للفلسطينيين، ويمكن للزائر علي الموقع أن يتابع حالة الجدل والنقاشات الدائرة بين الكتاب الإسرائيليين والفلسطينيين والعرب، وهي حالة النقاش التي لا تتوفر كثيراً والتي تكشف الكثير من تعقيدات هذا الصراع موقع شبكة شباب الشرق الأوسط: http:www.mideastyouth.com