يعد الزواج الثاني من أهم القضايا التي تثير الخلافات والمشاكل داخل الأسرة المصرية، وبالرغم من أن الإسلام كفل للرجل أن يتزوج أربعة زوجات، إلا أن الكثيرات ترفضن ذلك، بحجة أن الزوجة طالما ليس بها عيب فلا داعي لأن تكون زوجة ثانية. وهناك من يرى أن الزوج الذي يتزوج بأخرى «عيونه زايغة»، وهناك من يرى أن الرجل من حقه الزواج بأخرى من باب الستر على بنات المسلمين، وهناك من يبرر زواجه بأخرى بسبب تقصير زوجته وعدم الاهتمام به، نتيجة الانشغال الدائم مع الأولاد في دراستهم، أو الاستغراق في قضاء مصالح البيت التي لا تنتهي. والسؤال الذي يطرح نفسه هل ترضى "حواء" أن تكون زوجة ثانية، وتقدم لزوجها هدية بمناسبة زواجه من أخرى، كما فعلت سيدة سعودية عندما أهدت رجلها هدية، عبارة عن 10 آلاف ريال وتليفون "آيفون 6"، وحقيبة عطور من ماركة شهيرة بمناسبة زواجه الثاني، أم أن غالبية النساء ترفضن أن يكون لهن "ضرة"، ويطلبن الطلاق أو يخلعن أزواجهن؟. أمي اختارت لي وأن اخترت زميلتي محمد إسماعيل مواطن 46 عاما قال، تزوجت مرة أخرى لكثرة الخلافات والضغوط، واخترت زميلتي في العمل وهي تشاركني مشاكلي، ورزقت منها بطفل وحياته أفضل من السابق. وأضاف، زوجتي الأولى كانت من اختيار أمي، ولم أراها ولو لمرة واحدة قبل أن يتقدم إليها وهي مازالت على ذمته. معتز لامع 47 عاما مواطن، قال: أخفيت زواجي الثاني عن زوجتي الأولى قرابة 3 أعوام، وعندما علمت زوجتي الأولي خيرتني بينها وبين الثانية، فما كان على غير أن أطلق الثانية خوفا على صحة والدتي التي غضبت كثيرا من زواجه. زوجتي سمحت لي سمير محمد 49 قال، قرار الزواج الثاني كان بناء على رغبة زوجتي، فهي كانت "عاقرا" واستمر الحب بيننا لمدة 8 أعوام، ولكن ضغوط الأهل جعلت زوجتي تطلب مني الزواج بأخرى. وأضاف بعد الزواج بالثانية رزقت بطفل أحبته جدا زوجتي الأولى، ولكن ضرتها بدأت تعاملها معاملة سيئة جدا ولكن لم أكن أعلم ذلك، وبعد علمي قررت معاقبتها إلا أن زوجتي الأولى رفضت أن أعاقب ضرّتها أو التدخل في الموضوع. واستطاعت بأخلاقها وحسن معاملتها لضرتها رغم كل ما تعرضت له من أذى منها أن تعيدها إلى رشدها، وهما الآن تعيشان كأختين تخاف كل منهما على الأخرى أكثر مما تخاف على نفسها وتسكنان في بيت واحد مع والدتي التي تحبهما كما تحب أخواتي إن لم نقل أكثر. في السر محمود صبحي 35 عاما قال، إنه في حالة الزواج بأخرى لن يخبر زوجته حفاظا على مشاعرها. وأضاف أن الزوج قد يفكر في أخرى لأسباب عديدة أهمها عدم التفاهم. وأوضح أن القانون والشرع أباح الزواج بأكثر من واحدة، ولكن الزوجة لديها حب امتلاك وترفض وجود أخرى، وهناك من توافق وترضى بالزواج الثاني؛ لأنها مغلوبة على أمرها. احمد محمد 40 عاما قال، لم أفكر في الزواج بأخرى وادع الله أن يحفظ لي زوجتي، فهي من تحملت ظروفي من البداية، وربت أولادي. وأضاف من الصعب أن يبلغ زوجته بالزواج من أخرى، قائلا: "العمر مش بساهل". هطلب الطلاق سلمى محمد 35 عاما قالت أنها لن تستطع رؤية زوجها مع أخرى، فهو ملكها ولن تتركه لأخرى، وفي حالة معرفتها بالزواج من أخرى فسوف تتطلب من زوجها الطلاق. أمينة محمد 40 عاما قالت عانيت من تجربة وجود ضره لي، ولكني لم استطيع الاستمرار معه وانفصلت عنه، وكان الخبر مثابة من يطلق على الرصاص، فلم أفعل له شيء وقدمت من أجلة الكثير. أيمان شريف 30 عاما قالت أنها كانت الزوجة الثانية، لرجل كبير لديه أولاد كبار، ولكن فور علمهم بالزواج قاموا بالحجر على والدهم ومنعوا عنه الأموال لرد الاعتبار لأمهم. وأضافت، "بهدلوني وكسروا كل شيء لي في المنزل، الأمر الذي جعلني لم استطيع الاستمرار في الزواج وطلبت بالطلاق". وأوضحت أن الزواج استمر 8 شهور فقط، ولم تحصل على حقوقها الشرعية وأخذوا كل شيء أخذوه. الصبر مفتاح الجنة أسماء محمد 45 عاما قالت إن زوجها تزوج عليها ولكنه مهد لها ذلك الزواج حتى اخبرها به، وفي البداية استقبلت الخبر بالصدمة ولكنها فيما بعد تأقلمت معه. وأضافت أنها بدأت تصبر نفسها بالذكر والقرآن، ووضعت نفسها مكان زوجات الرسول (ص) و الخلفاء الصالحين، الذين كانوا يستقبلون الأمر ويتعايشون مع أزواجهم بالمودة والرحمة، مضيفة أن زوجها اتقى الله فيها ولم يظلمها. وطالبت كل زوجة أن تتصبر بالذكر والقرآن، وأن تراعي الله في أولادها وزوجها، فالصبر مفتاح الجنة. علماء الدين: التعدد أساس العدل الشيخ هاشم إسلام عضو لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، قال إن الإسلام شرع للرجل بالزواج بأخرى وفقا للآية الكريمة ( وإن خفتم ألا تُقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا) – سورة النساء. وأكد انه وفقا للآية الكريمة فالتعدد مباح، وللرجل في شريعة الإسلام أن يتزوج واحدة أو اثنتين أو ثلاثة أو أربعة، بأن يكون له في وقت واحد هذا العدد من الزوجات، ولا يجوز له الزيادة عن الأربعة، وهذا ما قاله المفسرون والفقهاء، وأجمع عليه المسلمون ولا خلاف فيه. وأكد على أن الإسلام وضع شرط هو أن يكون هناك عدل بقوله تعالي " فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة"، فإذا خاف الرجل من عدم العدل بين زوجاته إذا تزوج أكثر من واحدة، كان محظوراً عليه الزواج بأكثر من واحدة. وأشار إلى أن المقصود بالعدل المطلوب من الرجل لإباحة التعدد له، هو التسوية بين زوجاته في النفقة والكسوة والمبيت ونحو ذلك من الأمور المادية مما يكون في مقدوره واستطاعته. وأما العدل في المحبة فغير مكلف بها، ولا مطالب بها لأنه لا يستطيعها، وهذا هو معنى قوله تعالى: ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ) النساء. وأضاف أن الحكمة من التعدد هو لكثرة الأمة، والستر على نساء المسلمين بدل اللجوء إلى الانحراف، فقد كثر في زمننا هذا العوانس من البنات بسبب عدم وجود تعدد إلا في الحالات القليلة جدا. وأوضح أن سبب اللجوء لزوجة أخرى قد تكون الزوجة عقيمة أو لا تفي بحاجة الزوج، أو من أجل الستر على النساء، فمن العدل والإنصاف والخير للزوجة نفسها أن ترضى بالبقاء زوجة، وأن تسمح للرجل بالزواج بأخرى. علماء الاجتماع: المرأة مظلومة الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم اجتماع قال، إن المرأة تظلم التي يتزوج عليها زوجها لمرة الثانية، معتبرا ذلك عدم تقدير لدور المرأة وما فعلته معه. وأضاف صادق في تصريحات لشبكة الإعلام العربية "محيط"، أن الزوج الذي يعلن عن زواجه يرجع إلى ضعف الزوجة وعدم خوفه منها، ولكن في حالة أن حواء قوية فأن "آدم" يخفى خبر الزواج خوفا من رد فعلها هي وأهلها، مضيفا أن السؤال الذي يجب يسأله الرجل لنفسه "هل لديك الشجاعة لتعلن عن الزواج الثاني؟". وأشار إلى أن الإسلام وضع حدود للزواج بأخرى منها أن يكون مقتدر وعادل في معاملته مع الاثنتين، لكن على أرض الواقع الزواج أحيانا يكون من أجل المتعة فقط وليس الستر، لأنه في أغلب الحالات تطلق الزوجة الثانية. وتساءل صادق، كم من زوجة تعلم أن زوجها "عينة زايغة " ومازالت تعيش معه؟، لافتا إلى أن ذلك يرجع إلى أمرين أولهما أن ليس لها مكان يؤويها أو زوجها معه ميسور الحال، ولا تستطيع تركه. وأكد على أن مازالت المرأة لم تحصل على حقوقها، فأن أي خطأ يقوم به الرجل كالزواج بأخرى يكون رد فعل المجتمع أكيد لم تريحه أو لديها مرض، ولكن أن حدث العكس وطالبت الزوجة بالطلاق في حالة مرض زوجها فأن المجتمع يعيب عليها.