دراسه بريطانية مثيرة صدرت مؤخرا تسعد الرجال المسلمين فى الوطن العربى بأكمله .. حيث تنادى إلى تعدد الزوجات .. وتقول ان الزواج الثانى يسعد الزوج وبالتالى تسعد الزوجة الاولى وتكون الحياة افضل .. الدراسة الغريبة رغم انها ليست لها علاقة بنا من قريب أو بعيد .. فمن المعروف أن الاجانب عامة ليس لديهم تعدديه فى الزواج .. لكن عالمان بريطانيان قررا دراسة التعددية .. حتى توصلا الى هذه النتيجة المثيرة .. وكان لابد من عرضها ودراستها ومعرفة آراء علماء الدين والقانون وكذلك النفس والاجتماع وتكون سطور التحقيق المقبلة! فجأه انتشرت دراسة على كل مواقع الانترنت حتى الفيس بوك وتويتر .. لا تحمل الكثير من المعلومات حولها ولكن سننقل تلك المعلومات كما وجدناها حيث تقول الدراسة التى أجراها العالمان البريطانيان "فراين البرغ وبراون سميث" حول الزواج الثانى للرجل .. ان ارتباط الرجل بامرأة اخرى يزيد من اشتياقه لزوجته الاولى ويحسن من علاقتهما الزوجية .. ويعيد اليها النشاط والود من جديد ..وعللت النتائج ذلك بأن الرجل بطبعه يمل من العلاقة الزوجية بعد فترة حيث يصاب بالفتور ويدب بينه وبين زوجته ما يسمى بالخرس الزوجى فى حين ووفقا للدراسة التى اجريت على اكثر من 700 حالة أن الزواج الثانى للرجل يجدد علاقته بالاولى ويبعد الملل والفتور عن حياتهما الزوجية .. وبالتالى فهو يعود بالنفع على الزوجة الاولى! تقول شيماء "29 سنه" طبيبة شابه ومتزوجة منذ عامين فقط من طبيب زميل لها: من المؤكد ان وجود زوجة ثانية يكون مصدر ألم شديد للزوجة الاولى لذلك يجب ان يكون الزواج مرة ثانية او ثالثة او حتى رابعة له اسباب حقيقية تبرره مثل مرض الزوجة الاولى او عدم الإنجاب انما من رأيى الشخصى اكيد شىء غير مطمئن لأى فتاة أن تتزوج من شخص متزوج عدة مرات بدون وجود اسباب تدفعه لذلك! اما المهندسة منى"32 سنه" لم يسبق لها الزواج فتقول: رغم انى الآن ارفض فكرة تعدد الزوجات لكنى لا اعلم ربما بعد فترة أقبل بها وأرضى بالزواج من رجل متزوج وهذا لا يعنى انى اقدم علاج مشكلة العنوسة بتعدد الزوجات بل انى اتحدث عن ظروفى الخاصة .. لانى يتيمة الوالدين واعيش مع شقيقتى وزوجها واتمنى ان اجد سندا ورجلا استظل فى ظله! وتعارضها الرأى ريم "25 سنه" تعمل فى احدى الشركات الخاصة وتقول: مهما كانت ظروفى فأنا لا اقبل ان اشارك امرأة اخرى فى زوجى وإذا فكر فى الزواج من اخرى سوف اطلب الطلاق فورا واذا رفض سأطلب الخلع فمثلما حلل الله تعدد الزوجات حلل ايضا للمرأة طلب الخلع! العدل! وفى هذا الصدد كان لابد أن نتوجه الى رأى الدين والقانون سألنا المستشار عبد الله الباجا رئيس محكمة استئناف الأسرة .. وقال: موضوع تعدد الزوجات له جوانب متعددة اولا من الناحية الشرعية فهو جائز لكن بشروط فلابد من العدل وقد نبه الله عز وجل على اهمية العدل بين الزوجات حيث قال فى كتابه العزيز "وان خفتم ألا تعدلوا فواحدة .." الى آخر الآية .. ومع الاسف هناك رجال يتزوجون اكثر من واحدة لمجرد أن التعدد متاح له .. لكنه لا يدرك خطورة العواقب التى تنتظره .. لان الله سيعاقبه عقابا عسيرا فى الآخرة لانه لم يعدل بين الزوجات فعلى الرجال الذين يتزوجون الحرص على العدل بين زوجاتهم فى كل شىء .. كما أن التعدد له اسباب وشروط .. ومنها على سبيل المثال لا الحصر .. مرض الزوجة مرضا مزمنا لا شفاء منه .. أو عقم الزوجة .. او إذا كانت الزوجة الثانية التى سيتزوجها مطلقة أو ارملة وهو يريد تحصينها وبالتالى تعتبر حالة انسانية ولكن برضا الزوجة الاولى! أما الناحية القانونية .. يجوز للزوجة المتضررة اللجوء الى القضاء وطلب الطلاق للضرر .. وبالتالى إذا ثبت الضرر يحكم لها القاضى بالطلاق! أما من الناحية الاجتماعية .. فالزواج من اخرى لابد ان يكون بالتراضي بين الزوجين .. ففى احدى القضايا تقدمت زوجة مهندسة بقضية طلاق للضرر ضد زوجها ضابط شرطة وقالت أنه تزوجها وهو متزوج من اخرى دون أن يخبرها أو يثبت ذلك فى عقد الزواج .. وهذا فى حد ذاته جريمة يعاقب عليها القانون بالحبس ستة أشهر .. وقد صدر الحكم لصالحها بالطلاق .. وقمنا بتحويل الشق الجنائى الخاص بتزويره فى عقد الزواج للنيابة العامة! .. وله ايضا جوانب اقتصادية وثقافية.. ولكن من الناحية الاسرية فمن وجهة نظرى يسبب تعدد الزوجات مشاكل اسرية كبيرةوبالتالى يسبب مشاكل للمجتمع .. ومثلما قابلت حالات عن تراض قابلت ايضا قضايا طلاق كثيرة بسبب الزواج من اخرى .. ولكن أجاز القانون للزوجة أن تضع شروطا فى قسيمة الزواج شرط عدم زواج الزوج من امرأة اخرى طوال فترة زواجهما .. هنا توجهنا اليه بالسؤال بأن الشروط التى توضع فى عقد الزواج لابد ألا تحلل حراما أو تحرم حلالا .. فهل شرط عدم زواج الرجل بأخرى لا يندرج تحت هذا الشرط؟! .. واجاب المستشار الباجا: هناك فرق بين الحلال والحرام .. عندما يحرم الله شيئا علينا .. لا يحرمه عقابا لنا مثلما فعل مع اليهود .. فعندما حرم الله علينا أكل لحم الخنزير مثلا فقد اثبت بالدليل العلمى أن لحم الخنزير يضر جسم الانسان .. وكذلك الخمر.. لذلك حرمه الله علينا حرصا على حياة المسلمين ومصلحتهم .. اما عندما يحلل الله لنا شيئا معينا تكون فيه فائدة ومنفعة لنا .. إذا الزواج الثانى ليس حراما لكنه ليس ضرورة لحياتنا .. إلا اذا كان له احتياج لسبب معين .. اى أن الله لم يحرمه وحلله لانه يدرك ان هناك بعض الظروف تجعل الرجل يحتاج الى امرأة اخرى فى حياته لذلك ربنا فتح لنا الطريق فقط .. وبدل من أن ينحرف او يلجأ الى طرق خاطئة عليه الزواج .. لكنه ايضا ليس ضرورة للحياة أى انه ليس واجباعلينا مثل الصلاة فهى واجب لابد ان نفعلها فى اوقاتها .. لذلك للزوجة أن تشترط بعدم زواجه من اخرى لان الزواج عقد والعقد شريعة المتعاقدين! وعلى الإعلام بدلا من أن يعرضوا مسلسلات تأخد الموضوع بهزار وكوميديا أن يأخذوه على محمل الجد وتوعية الناس به وأن يحتاج الى اهم شىء قائم عليه الملك وهو العدل وإلا عدم تعدد الزوجات افضل! الزواج السرى! وتقول الدكتورة إنشاد محمود عز الدين استاذ علم الاجتماع: موضوع الماجستير الذى اعددته كان يدور حول موضوع تعدد الزوجات .. للاسف ليس لدينا احصائيات رسمية حتى نعرف الحقيقة وندرسها .. لانه فى الاغلب يكون زواجا سريا وليس محسوبا .. لذلك ليس فيه اشهار ولا يعترف اصحابه بالقيام به .. كما أنه فى حالات كثيرة منه يكون زواجا عرفيا لانه لابد ان يخطر الزوجة الاولى وخوفه من تدمير بيته يجعله يتزوج عرفيا فى السر! مشاكل البطالة والاسكان هى اكثر المشاكل التى تتسبب فى ظاهرة تعدد الزوجات .. والاسلام عندما إباحة بشرط العدل .. والرسول صلى الله عليه وسلم قال ان الميل القلبى لا يستطيع أحد أن يتدخل فيه وإنما لابد ان يعدل بين زوجاته فى كل شىء .. وهذا امر صعب للغاية! والزواج من اخرى طبيعته يكون سرى ولحالات خاصة .. كل حالة لها سببها وظروفها الخاصة ..ولا نستطيع ان نقيم رد فعل كل زوجهة عندما تعلم بخبر زواج زوجها من اخرى .. فهناك من تقول مش عايزه اعيش مع نصف رجل اريد رجلا كاملا .. وهناك من ترى انها تقدر تتعامل مع اى شىء وتعيش فى ظرف افضل من حياتها بمفردها كما يقولون فى الامثال الشعبية "ظل رجل ولا ظل حيطه!" .. وهكذا فالعلاقات الانسانية تحكمها الظروف الفردية والظروف المجتمعية .. فليس بالضرورة عائلتين بل ممكن ان تكون شقيقتين واحدة منهما تقبل فكرة تعدد الزوجات وفى المقابل شقيقتها ترفض الفكرة من الاساس .. رغم انهما عاشا فى نفس الظروف الاجتماعية والثقافية والاقتصادية! حل الظروف! ومن الجانب النفسى يقول الدكتور محمد عبد الفتاح استاذ الطب النفسى بجامعة الازهر: اولا انا سعيد بهذه الدراسة .. واشعر بفخر شديد عندما يقوم الغرب بدراسة كل شىء يخصنا وكل الاحكام الاسلامية التى وضعها الاسلام .. وان ديننا يدرس ويحترم! أما من الناحية النفسية لهذا الموضوع .. ففى الحقيقة تعدد الزوجات موضوع كبير جدا ويحتاج الى ايام طويلة للبحث فيه .. ولكن باختصار شديد .. شرعه الله سبحانه وتعالى لانه بالتأكيد فيه شىء جيد للناس .. وفى احوال كثيرة يحتاجون الى هذا الزواج .. فهناك زوجة مريضة ويحتاج الرجل دائما لوجود امرأة بجانبه تسانده .. وهناك زوجة عقيمة ويحتاج زوجها ان يكون أبا .. لذلك على كل زوجة وامرأة أن تنظر إلى الموضوع نظرة مختلفة .. كما أنه للمرأة ايضا حق طلب الخلع وأن تترك الزوج حتى تعيش حياتها وتتزوج من رجل آخر يحترمها ويعطيها ما تتمناه كامرأة . فأنا عن نفسى عندما تأتى الى مشكلة اسرية اقيمها فى البداية .. فى بعض الحالات يكون رأيى بالزواج مرة اخرى واحيانا اكون ضده تماما .. ليس هناك تعميما فى شىء .. فكل حالة بظروفها .. فلنفترض ان هناك رجلا _كما يقولون_ عينه زايغة .. بالتأكيد لن اطلب منه ان يمشى فى طريق الانحراف ولكن سأطلب منه الزواج من اخرى .. وعلى زوجته ان تكون سعيدة فى هذا الوقت .. لانه بدلا من أن يخونها زوجها الافضل ان يتزوج .. فنحن نعلم أن عدو المرأة أمرأة اخرى .. ولكن يجب ألا ننظر الى هذا الموضوع بهذا الشكل .. لكن ننظر له على أنه زواج له ظروف .. ومنحه الله لنا كحل لتلك الظروف!