"الكمين " عمليات طالبان الجديدة ضد الاحتلال واعوانه محيط - وكالات: خلافا لما توقعته قوات حلف شمال الاطلسي "الناتو" بعد مقتل القائد الميداني لحركة طالبان الملا داد الله، تصاعدت هجمات الحركة ضد القوات الافغانية والاجنبية بشكل كبير في الايام الماضية، كما اعلنت الحركة بدء سلسلة هجمات جديدة في أنحاء متفرقة من أفغانستان تستهدف مواقع للقوات الحكومية والدولية، وقال المتحدث باسم طالبان إن العمليات التي أطلق عليها اسم "الكمين" سيتم اللجوء فيها لمختلف الوسائل بما فيها العمليات الاستشهادية. وصرح الناطق بأن هذه الحملة ستنطلق اليوم في كافة أرجاء أفغانستان، وقال أنه بعد فترة هدوء شتائية بدأت طالبان تكثف الهجمات الاستشهادية والعمليات العسكرية، وذلك بالتزامن مع تصعيد الناتو والقوات التي تقودها الولاياتالمتحدة لعملياتها لاستباق أي هجوم ربيعي لحركة طالبان. وكانت حركة طالبان قد عينت "حاجي منصور" مسؤولاً عسكريًا خلفًا لشقيقه الملا داد الله، الذي استشهد في معركة في ولاية هلمند جنوبي أفغانستان. وقال شهاب الدين أتل، المتحدث باسم حاجي منصور: إن هجمات الربيع للحركة لن تتأثر باستشهاد داد الله، وستستمر كما خطط لها، مضيفا "إن رسالة منصور لجميع المسلمين هي تأكيده الاستمرار على نهج داد الله"، مشيرًا إلى أن اختياره قائدًا عسكريًا تم لتمتعه بالقدرات القيادية والخبرة العسكرية التي كان يتمتع بها داد الله. تصاعد الهجمات في هذه الأثناء قتل شرطيان أفغانيان في كمين قرب قندهار جنوبي أفغانستان، حيث اندلعت مواجهات بين عناصر الشرطة ومسلحين تابعين لطالبان. وفي ولاية زابل المجاورة لقندهار أصيب شرطيان في تفجير عبوة ناسفة استهدف قافلتهم على إحدى الطرق، في غضون ذلك شنت قوات أفغانية ودولية حملة دهم واعتقالات في ولاية غازني شرقي أفغانستان ، حيث أُلقي القبض على عدد من عناصر طالبان، وفقا لما جاء في بيان لقوات التحالف الدولية. كما أعلنت طالبان إطلاق سراح ثلاثة من عُمّال الإغاثة الإنسانية الأفغان خُطفوا في الشهر الماضي مع اثنين من عمال الإغاثة الفرنسيين اللذين أُفرج عنهما في وقت سابق، وقال المتحدث باسم طالبان: إن العمّال الثلاثة أُفرج عنهم، أمس السبت وسُلِّموا إلى شيوخ قبائل في نمروز بجنوب غربي أفغانستان. وفي وقت سابق أعلنت الحركة أنها قتلت ستة من جنود الاحتلال التابع لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في اشتباكات بولاية هلمند جنوبي أفغانستان، ومن جهتها، قالت وزارة الدفاع البريطانية: إن أحد جنودها لقي حتفه وجُرح أربعة آخرون في انفجار خلال تنفيذ عملية ضد مقاتلي طالبان في الولاية نفسها، وتشهد مديرية سانجين بولاية هلمند جنوبي أفغانستان مواجهات متعددة بين طالبان والقوات الأفغانية مدعومة بقوات الناتو. وشوهدت عدة عربات تابعة لقوات الناتو مدمَّرة ومحترقة في المديرية، بينما قالت وزارة الداخلية الأفغانية: إن سبعة من مقاتلي طالبان بينهم قياديان قتلوا الجمعة، في عملية بالولاية نفسها، وقد أعلنت الحكومة الأفغانية أنها استولت على المنطقة بعد عمليات واسعة، شاركت فيها قواتها وقوات الناتو ضد مقاتلي طالبان. كما تبنت الحركة عملية تفجير تمت الأربعاء الماضي في ولاية فارياب شمال غرب البلاد وأسفرت عن مقتل جندي فنلندي تابع لقوات حلف الأطلسي ومدني أفغاني ، وأكدت الحركة أن التفجير نفذ بواسطة قنبلة موجهة عن بعد وأدى أيضا إلى إصابة أربعة جنود نرويجيين بجراح. ويعتبر هذا الجندي أول فنلندي يعمل مع القوة الدولية العاملة في أفغانستان، يقتل وأول عسكري للحلف يسقط في تفجير عن بعد في ولاية فارياب الواقعة على الحدود مع تركمانستان حيث نادرا ما تسجل هجمات هناك. ويذكر أن حوالي 500 جندي نروجي يعملون في إطار قوة الحلف الأطلسي ، وقد وقع هذا الهجوم بعد أربعة أيام من عملية انتحارية تبنتها حركة طالبان في ولاية قندوز وأسفرت عن مقتل ثلاثة جنود ألمان وستة مدنيين. داد الله ومن جانبه قام الدكتور أيمن الظواهري، بنعي الملا "داد الله" أحد زعماء حركة طالبان، الذي قتل في أفغانستان ، وحث انصاره على مواصلة القتال ضد قوات التحالف الغربية ، التي تقودها الولاياتالمتحدة. وقال الظواهري - الرجل الثاني في تنظيم القاعدة - في شريط تسجيلي ، تم بثه من خلال أحد مواقع الإنترنت إن الملا داد الله ذهب شهيدا بعد أن أعد وجهز وترك وراءه مئات الساعين للشهادة الذين ينتظرون بفارغ الصبر لينقضوا على الصليبيين والذين يساعدونهم. ووصف الظواهري "داد الله" بقائد الساعين للشهاده ، كما طالب الأفغان ألا يحيدوا عن طريقه، وكان داد الله -الذي يطلق عليه زرقاوي أفغانستان نسبة إلى أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق- هو مهندس التفجيرات ومنفذ عمليات خطف الأجانب والافغان والإعدامات، التي تتم بأفغانستان. وقارن الظواهري بين موت "داد الله" وموت "الزرقاوي" قائلا، إنها بداية النهاية للقوات التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان، مضيفا أنه إذا كانت شهادة أبو مصعب الزرقاوي هي بداية الإنهيار الكبير للأمريكان في العراق ، فإن شهادة الملا داد الله ستقصم ظهر "الصليبيين" ومساعديهم في أفغانستان وتسرع من هزيمتهم الوشيكة. كما كشف الظواهرى أن القوات الغربية والأفغانية هاجمت قائد طالبان مرتين قبل أن تتمكن من قتله. يذكر أن مقتل "داد الله" قد تم خلال اشتباك مع القوات الغربية والأفغانية هذا الشهر، وينُظر إلى موته على أنه أكبر ضربة لطالبان منذ أن اطاح التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة بالحركة عام 2001.