* مع بداية النصف الثاني من القرن 18 انطلقت الثورة الصناعية في العالم وتطورت تقنياتها بشكل متسارع لتشمل كل مظاهر الحياة علي الأرض وتضاعفت معها معدلات النمو الاقتصادي بشكل جارف ومشجع في الكثير من الدول الغربية ثم العديد من دول آسيا مثل اليابان والصين وكوريا وروسيا وبلدان النمور الآسيوية. * ومع انطلاقة الثورة الصناعية كان من الطبيعي أن يزيد ويتعاظم حجم الطلب العالمي علي مصادر الطاقة الطبيعية مثل: الفحم الحجري في أول الأمر لتشغيل المصانع وتسيير السفن والقطارات.. والنفط ومشتقاته لتوليد الكهرباء وتحريك السيارات والطائرات.. ثم الغاز لإنارة الشوارع والميادين وتدفئة المنازل والطهو.. وخلافه. * ومع زيادة الاعتماد علي استخدام هذه المصادر الطبيعية لتوليد الطاقة ارتفعت معدلات احتراقها.. ومن ثم تزايدت نواتج هذا الاحتراق وأخطرها انبعاثات غاز الدفيئة بما يحتويه من الكربون وثاني أكسيد الكربون.. يخلق مناخاً حاراً خانقاً يلهب سطح الأرض ويشوي أبدان البشر وهو ما يسمي بظاهرة "الاحتباس الحراري".. والذي نلمسه جميعاً في السنوات القليلة الماضية كلما حل علينا فصل الصيف.. فالأرض محروقة والأجساد مسلوقة.. بل وامتدت آثارها لتحرق الزرع مثل الضرع.. ولتتفجر أسعار الخضراوات في مصر إلي أرقام غير مسبوقة. * وتضيف تقارير علماء البيئة أن تزايد وتصاعد هذه الظاهرة سوف يؤدي إلي ذوبان جزء كبير من الجبال والكتل الجليدية في القطبين الشمالي والجنوبي والكثير من القمم الثلجية المنتشرة في أوروبا.. كما تؤكد ذلك أيضاً الصور والتقارير التي تبثها ليل نهار الأقمار الصناعية.. والتي سجلت أيضاً ارتفاعاً ملحوظاً في مناسيب البحار والمحيطات.. وتحذر بشدة من احتمالات زحف مياهها لتغرق أجزاء شاسعة من عمار الأرض علي اليابسة بحلول عام 2100م. * وعلي صفحة أخري تحذر تقارير الرصد والمتابعة للمخزون العالمي الاحتياطي من البترول والغاز.. ان كافة الاحتياطيات العالمية من البترول والغاز الطبيعي المستغلة حالياً أو الجاري استخراجها وتلك المخزنة التي تم رصدها في باطن الأرض أو تحت البحار والمحيطات عن طريق الأقمار الصناعية لن تكفي العالم لأكثر من 42 سنة قادمة في أكثر هذه التقارير تفاؤلاً. * وقد دفعت تلك التقارير وهذه المحاذير الكثير من دول العالم الصناعية الكبري وعلي رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية إلي محاولة البحث والاستكشاف عن مصادر أخري جديدة أو بديلة للطاقة لتعزيز أمنها الطاقي.. وقد وضعت في اعتبارها ضرورة تلافي الأضرار والآثار السلبية التي يسببها الاستخدام الحالي لمصادر الطاقة الطبيعية وأهمها انبعاثات غازات الدفيئة أو الاحتباس الحراري في الأرض.. وأطلقت علي هذا البرنامج "التحول إلي مصادر الطاقة المتجددة النظيفة" والتي تعتمد أساساً علي الاستفادة من: أداء الخلايا الشمسية Solarcells. توربينات الرياح. الوقود البيولوجي. * حيث لا تعتمد فكرة استخدام الخلايا الشمسية في توليد الطاقة علي تحويل أشعة الشمس إلي تيار كهربائي عن طريق عدة مواد مساعدة متاحة ومتوافرة مثل شرائح السيليكون المتعدد المنتشرة في السوق العالمي حالياً. * وتتميز الخلايا الشمسية بأنها سهلة الاستخدام ولا توجد أية صعوبة في وضعها أو تثبيتها في أي مكان علي أسطح المنازل أو علي الجدران أو علي شكل مصفوفات ARRAYS كبيرة في الصحراء لتغذية مدينة كاملة بالكهرباء.. وقد شاهدنا الكثير من الأجهزة الكهربائية والالكترونية كالتي في متناول أيدينا كالساعات والآلات الحاسبة التي تدار بالخلايا الشمسية. * وهناك تقارير تؤكد زيادة الاعتماد علي الخلايا الشمسية بشكل ملفت خلال السنوات القليلة القادمة حيث تهدف أمريكا وحدها إلي إنتاج 3000 ميجاوات باستخدام مليون سطح شمسي بحلول 2018م. * كما يسعي العالم حالياً إلي ابتكار تكنولوجيا جديدة لتوفير الخلايا الشمسية بأسعار زهيدة حتي تمهد لانتشارها تجارياً في العالم علي نطاق واسع. * وعلي صعيد آخر.. فقد تصاعدت الأخبار عن تزايد أرقام الطاقة الكهربائية التي تولدها الرياح.. وبسرعة موازية لتلك التي تولدها الخلايا الشمسية حيث تؤكد هذه التقارير زيادة مقدرة التوليد العالمية لتوربينات الرياح بأكثر من 25% كل عام في المتوسط حتي وصلت إلي 60000 ميجاوات عام 2005 في دول الاتحاد الأوروبي وحدها.. كما انها تزايد بنسبة 36% سنوياً في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وإحقاقاً للحق.. فقد سلكت حكومتنا نفس المنهج وسارت في نفس الاتجاه في مجال البحث عن المصادر الجديدة البديلة للطاقة الامنة مثل باقي دول العالم المتقدم وقد خطت لنفسها هدفاً بالوصول إلي درجة الاعتماد علي مصادر الطاقة البديلة إلي 20% في غضون السنوات القليلة القادمة.. فضلاً عن دخولها إلي عصر المفاعلات النووية السلمية لتوليد الطاقة.