في حين لا تزال الأسواق في حالة هياج بعد أسوأ أزمة مالية شهدها العالم منذ عقود طويلة، ولا تزال المخاوف من تجدد الركود تطارد الغرب خرجت صحيفة "الشعب" الصينية اليومية في الأسبوع الأخير من أغسطس الماضي تتحدث عن ما اسمته "العصر الذهبي للتنمية" وهو قول صادق بالنسبة لآسيا علي الأقل. فآسيا النامية وفي مقدمتها الصين تزدهر اقتصاديا بوضوح هذه الأيام. فاجمالي الناتج المحلي الصيني زاد في مجموعه بنسبة 11،1% عما كان عليه منذ عام كذلك فإن النمور الصغيرة حديثة التصنيع مثل هونج كونج وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان ومعظم دول جنوب شرق آسيا تبدو وقد تعافت تماما من الركود.. وحتي تايلاند التي تعرضت لاضطراب سياسي شديد حققت معدل نمو اقتصادي بلغ 9،1% في الربع الثاني من هذا العام. والمأمول بطبيعة الحال كما تقول مجلة "الايكونوميست" ان يظل هذا المستقبل الصيني المزخرف بالذهب والمعزول حاليا عن ركودات العالم الغني قادرا علي دفع النمو في النطاق الآسيوي علما بأن الصين قد ازاحت اليابان رسميا من مركزها كثاني أكبر اقتصاد في العالم لتحل محلها في هذه المكانة.. إن هذا لم يحدث بعد ولكنه ربما يحدث يوما ما وعلي أية حال فإن انتشار مثل هذا الأمل يعكس في حد ذاته تحولا بتعين الانتباه إليه فخلال الأزمة المالية الآسيوية في تسعينيات القرن الماضي ألقت كثير من دول المنطقة اللوم علي الصين باعتبارها مسئولة عن المشكلة. وقالت هذه الدول إن بزوغ الصين كمنافس قوي في أسواق التصدير أوقف النمو السريع في الصادرات الذي كانت تعتمد عليه دول مثل تايلاند وهو ما أحدث اختلالا في موازين مدفوعات هذه الدول وعجل بانهيار الثقة واندلاع الأزمة المالية. ومنذ ذلك التاريخ أو بالاحري منذ الطفرة التي اعقبت قبول الصين في عضوية منظمة التجارة العالمية عام 2001 صار الاقتصاد الصيني ينمو "بسرعة" بل وبأسرع من نمو أي اقتصاد آسيوي آخر. وعلي عكس سياستها تجاه أوروبا وأمريكا كانت الصين حريصة في تجارتها مع دول شرق آسيا علي عدم توريطها في عجوزات تجارية كبيرة. والآن صارت الصين أكبر شريك تجاري لكل من استراليا والهند. كما صارت أكبر سوق تصديري بالنسبة لليابان وكوريا الجنوبية وتايوان. وثاني أكبر سوق تصديري بالنسبة لماليزيا وتايلاند وثالث أكبر سوق تصديري بالنسبة لاندونيسيا والفلبين وما إلي ذلك. لقد انتبه الجميع لأهمية سوق الصين فتعلم مربو الدواجن الهنود أن أرجل الدجاج بعد ذبحه يمكن أن تصدر إلي هناك وتسابق أصحاب فنادق بالي والعاملون فيها علي تعلم اللغة الصينية حتي يحسنوا التعامل مع أفواج السياح الصينيين الذين يتدفقون علي هذه المدينة وغيرها من مدن آسيا القريبة. ومع ذلك فلاتزال هناك قلة لا تثق في عصر التنمية الذهبي الذي تحدثت عنه جريدة الشعب الصينية وقالت إن كثيرا من المتحدثين من منتدي بكين طوكيو السادس قد استخدموه. وهذه الكثرة علي الأرجح لم تشمل الفريق الياباني المشارك في هذا المنتدي. فأوضاع اليابان الاقتصادية مقلقة علي الرغم من أنها كان يمكن أن تسوء بدرجة أكبر لولا النموالكبير الذي حدث خلال السنوات الأخيرة في الصادرات اليابانية إلي الصين. ونستطيع القول إن تقرير جريدة الشعب الصينية كان يبدو في هذه النقطة بالذات أشبه بحديث رياضي شاب يواسي منافسا مخضرما تغلب عليه في التو والرياضي الشاب بالطبع هو الصين أماالمنافس المخضرم الذي انهزم فهو اليابان. وهنا تقول مجلة "الايكونوميست" إنه حتي في البلدان الآسيوية النامية الأكثر شبابا ونشاطا من اليابان يبدو من السابق