مر شهران على عزل مرسي, وقدوم الدكتور "حازمِ الببلاوي" كرئيس للحكومة الانتقالية تحت رئاسة المستشار عدلي منصور الرئيس المؤقت, وهو ما جعل "البديل" ترصد أراء بعض السياسيين عن أداء الحكومة, لتسليط الضوء على السلبيات والإيجابيات ووضع خطوط عامة مطلوب من الحكومة التحرك فيها بشكل عاجل. في هذا السياق قال "محمد بيومي" نائب رئيس حزب الكرامة, أن الحكومة الجديدة ليست على مستوى تطلعات الشعب المصري, ولا مستوى ثورة يناير ومن بعدها ثورة يونيو, فهي حكومة مترددة وتهمل بعض الملفات الهامة جداً مثل ملف العدالة الاجتماعية, فالشعب المصري يحتاج وبشكل عاجل لرفع مستوى معيشته, من خلال بعض الإجراءات مثل إقرار الحد الأدنى والأقصى للأجور, وإقرار مرتب آدمي, ووقف دفع 20 مليار جنيه لمستشارين الوزراء, وإعفاء الفلاحين من الديون المتراكمة عليهم, وديون سائقي التاكسي الأبيض, ورفع المعاشات. وأضاف أن فقر واحتياجات قطاعات كبيرة من الشعب المصري سيجعل الإخوان يستغلون المواطنين مرة أخرى, قائلاً إذا لم تدخل الثورة كل بيت مصري إذا هي ثورة فاشلة ولم تصل للحكم, لافتاً إلى أن توفير حياة كريمة للمواطنين يضمن قطاعات تساندها في أداء عملها, وإذا لم تحقق الحكومة الحالية أي مكاسب اجتماعية للمواطنين فمن الممكن أن يخرجوا قريباً مرة أخرى لمعارضتها. وقال الدكتور "محمد النمر" أمين عام اللجنة القيادية للحزب الناصري الموحد، أن الحكومة الحالية ليست على مستوى الأحداث اليومية, وتتسم بالتردد والارتعاش, كما أنه لا يتضح أن لديها خطة واضحة تسير عليها, لافتاً إلى انه هناك بعض الوزراء يعملون دون الباقي، والمرحلة الحالية تحتاج إلى جهود الجميع حتى تكون حكومة ثورية في حركتها وقراراتها. وأكد "النمر" أنه من الضروري أن تصدر الحكومة حزمة من الإجراءات والقرارات من أجل الفقراء والمهمشين, لتوفير حياة آدمية لهم, ورفع مستواهم المعيشي فيما أسماه "المصالحة الوطنية الحقيقية", قائلاً أنه بدلاً من دعوات المصالحة مع الإرهابيين لابد أن نتصالح مع الفقراء الذين عانوا ومازالوا يعانون من الفقر والجوع, مطالباً الحكومة بتوفير المياه الصحية للمواطنين والمأكل والمسكن, وترميم المنشآت التعليمية, وبناء المزيد من المدارس والجامعات, وإعادة النظر في المناهج التعليمية, كما يجب حل مشكلة السياحة لأنها مشكلة سياسية تحتاج إلى تحرك بعض الوزارات لدى الدول التي تمنع سائحيها من زيارة مصر لإقناعهم أن الأوضاع في مصر في طريقها إلى الاستقرار، وأننا نرحب بالسياح من كل مكان, ويجب إعادة فتح المصانع المغلقة وإعادة العمال المشردين. وقال "هاني عبد الراضي" عضو المكتب التنفيذي لشباب جبهة الإنقاذ, أن الحكومة الحالية تعمل على أساس أنها حكومة مؤقتة وهو ما يجعلها تخشى اتخاذ أي خطوات طويلة المدى أو جذرية في أي أمر من الأمور وهو الشيء الذي يجعلها خارج السياق ولا تجعل المواطنين راضون عنها, مشيراً إلى أن الحكومة بقيادة الببلاوي حصرت نفسها في أمر واحد وهو أنها "حكومة مواجهة الإرهاب" فقط . وأضاف "عبد الراضي" أن هناك قضايا عاجلة أيضاً مثل مواجهة الإرهاب يجب أن تتخذ الحكومة فيها قرارات بالتوازي مع إعادة الأمن, مثل بعض المصانع المغلقة التي يجب فتحها, وبعض قضايا الفساد سواء من عصر مبارك أو من عصر مرسي يجب أن يتم فتحها والتحقيق فيها داخل كل الجهات التنفيذية في الدولة, وتطهير الدولة ومؤسساتها من رجال مرسي الذين يعيقون تقدم الحكومة بشكل ملحوظ, مع وضع حلول جذرية لمشاكل عاجلة مثل مشكلة الخبز, والسلع التموينية, وإقرار الحد الأدنى والأقصى للأجور, قائلاً إذا حلت تلك الحكومة هذه الأمور فقط ورحلت تكون قد أدت أكثر مما هو مطلوب منها لتأتي حكومة دائمة بعد الانتخابات الرئاسية وتبدأ في فرض المزيد من الإجراءات في مسألة العدالة الاجتماعية والحريات السياسية مع حظر تدخل الدين.