تبحث اللجنة الخاصة بمشروع قانون الوظيفة العامة المؤلفة من أعضاء مجلس الدولة ووزارة التنمية الإدارية والجهاز المركزي للتنظيم والإدارة غدا, الصيغة النهائية للمشروع البديل, الذي أعده قسم التشريع بمجلس الدولة لقانون الوظيفة العامة, تمهيدا لعرضه علي مجلس الوزراء قبل نهاية الشهر الحالي, ثم إحالته إلي مجلسي الشعب والشوري.ويستهدف المشروع علاج الترهل والفساد الإداري وضبطه, وإدخال النظام الإداري المصري ضمن المنظومة العالمية للأداء الحكوميي الدول المتقدمة. ويتضمن المشروع استمرار العمل باللوائح والقرارات القائمة حاليا, بما لا يتعارض وأحكام القانون, علي أن يصدر رئيس مجلس الوزراء اللائحة التنفيذية للقانون خلال6 أشهر من تاريخ العمل بأحكامه, ونص مشروع القانون علي إلغاء قانون العاملين بالدولة رقم47 لسنة1978. ويلغي مشروع القانون الذي حصل عليه مندوبا الأهرام ماجدة عطية وحسام الجداوي, نظام الترقية بالأقدمية المطلقة, لتتم جميع الترقيات بالاختيار طبقا لتقارير الكفاية, كما يتضمن قصر الإعارة علي غير شاغلي الوظائف القيادية, سواء بالداخل أو بالخارج. ويحظر المشروع ترقية الموظفين في أثناء فترة الإعارة أو الإجازات الخاصة بدون مرتب, إلا بعد العودة للعمل, وإعداد تقرير كفاية عن جدارته الوظيفية, مع اعتبار مدة إعارته داخلة ضمن مدة خدمته. كما يمنح السلطة المختصة المرونة في تقدير الحوافز, ومقابل الجهود غير العادية, بما يكفل تحقيق أهداف الدولة, ويضمن فاعلية الأداء ومنح السلطة لرئيس مجلس الوزراء. وينص المشروع, الذي أعده قسم التشريع بمجلس الدولة برئاسة المستشار عادل فرغلي نائب رئيس المجلس, علي نقل العاملين الخاضعين لأحكام قانون العاملين المدنيين إلي المستويات الوظيفية المعادلة لدرجاتهم التي يشغلونها حاليا, علي أن يحتفظ كل منهم بالأجر الذي كان يتقاضاه, وإن تجاوز نهاية الأجر المقرر للوظيفة المنقول إليها, ويكون ترتيب الأقدمية بين المنقولين لوظيفة واحدة وفق أوضاعهم السابقة. وطبقا لنصوص المشروع المقترح, لاتزيد مدة شغل الوظائف القيادية علي3 سنوات, ويجوز لرئيس الجمهورية مدها لبعض شاغليها. ويضع مشروع القانون نظاما تأديبيا صارما, يمنح الإدارة المرونة والقدرة علي الثواب والعقاب, لضبط وإحكام السيطرة علي الموظفين وتفعيل الأداء. وحدد المشروع8 عقوبات لصغار الموظفين, هي: الإنذار والخصم من الأجر لمدة لا تجاوز60 يوما في السنة, والحرمان من العلاوة الدورية, والوقف عن العمل مدة لا تتجاوز6 أشهر, وتأجيل الترقية عند استحقاقها سنتين, والخفض إلي الوظيفة من المستوي الأدني مباشرة, مع عدم المساس بالراتب, والإحالة للمعاش, والفصل من الخدمة. كما حدد عقوبات شاغلي الوظائف القيادية في اللوم, والإحالة إلي المعاش, والفصل من الخدمة, وتم إلغاء عقوبة الإنذار أو التنبيه. وأعاد المشروع إلي النيابة الإدارية اختصاصها الذي حرمها منه المشروع المقدم من وزير التنمية الإدارية, الخاص بالتحقيق في المخالفات المالية, لتصبح هي وحدها صاحبة الحق في التحقيق في حدود المخالفات التي لا تتجاوز قيمتها10 آلاف جنيه. ومنع المشروع سحب التحقيق من النيابة الإدارية لأي سبب من الأسباب, وألغي سلطة الجهات الإدارية في وقف الموظفين عن العمل وجوبيا, وجعله منوطا بالمحكمة التأديبية, شريطة أن يكون ذلك لمصلحة مقتضيات التحقيق. ونص المشروع أيضا علي منح الرؤساء المباشرين سلطة حفظ التحقيق وتوقيع عقوبة الإنذار والخصم من الأجر, في حدود15 يوما في السنة, كما منح شاغلي الوظائف القيادية سلطة حفظ التحقيق أو توقيع عقوبة الإنذار في حدود30 يوما في السنة. وفى نفس الموضوع نقرأ "رأي الأهرام"تحت عنوان" نحو إعادة الانضباط الإداري" لايختلف اثنان علي أن النظام الاداري المصري في أمس الحاجة إلي التحديث, والإصلاح, وهناك اتفاق علي أن منظومة الاصلاح الشامل لاتقتصر فقط علي الاصلاح السياسي بل ينبغي أن تمتد إلي الاصلاح, الاقتصادي والاداري, والتشريعي والتعليمي وغيرها. وفي هذا الإطار جاء مشروع قانون الوظيفة العامة الذي تقدمت به وزارة التنمية الادارية, والذي رفضه مجلس الدولة فجري اعداد مشروع بديل, ويستهدف مشروع القانون الجديد علاج الترهل في النظام الاداري والوصول به إلي مصاف الأنظمة المعمول بها في الدول المتقدمة, كما أن أحد أهداف مشروع القانون الجديد مواجهة الفساد الاداري الناتج عن تعقيد اللوائح مما يسمح بإيجاد ثغرات ينفذ منها الراغبون في التربح, والفساد والرشوة, وبطبيعة الحال فان النهوض بالنظام الاداري لابد وأن يبدأ باصلاح أحوال العاملين بالجهاز الحكومي, وفتح آفاق الانطلاق أمام الكوادر الشابة المتحمسة, والتخلص من المعطلين للعمل الذين أصابهم الخمول والكسل, وعلي سبيل المثال فان القانون الجديد يتضمن ضرورة اخطار الموظف الضعيف بعناصر ضعف مستواه وما سيترتب علي هذا الضعف من مخاطر علي العمل وعلي الموظف نفسه, وأيضا فان القانون ينص علي ألا تزيد مدة شغل الوظائف القيادية علي3 سنوات حتي لايتجمد الموظفون ويعتقدون أن الوظيفة حق مكتسب لايمكن المساس به. ولعل من المفيد الاشارة هنا إلي أن القانون المعمول به حاليا, كان قد صدر في عام1978( أي منذ ثلاثين سنة) وبالتالي فان العمل علي اصدار هذا القانون الجديد يعني أن مسيرة تجديد القوانين والتشريعات قد انطلقت ولن يوقفها أحد.