سؤال يفتح أفقا آخر لفهم الحاجة إلى الحكي بالنسبة إلى الأفراد والجماعات. أكيد أن هناك ضرورات وجودية وأنثروبولوجية وراء فعل الحكي وصناعة الحكاية. لكن تبقى هناك أسئلة مؤرقة تتصل بالسحر الذي يمارسه فعل الحكي على الإنسان، في كل العصور والمجتمعات على (...)
ما استقر في عديد من الدراسات التي قاربت «ألف ليلة وليلة»- خاصة منها تلك التي تحولها إلى وثيقة مشابهة للوثيقة التاريخية- أن من بين القضايا التي تشخصها حكاياتها مسألة الحريم السلطاني.
ويكاد يكون هذا الربط الميكانيكي مشتركا بين الدراسات الاستشراقية (...)
تتّصف علاقة الرواية بالايديولوجيا بطابع إشكالي يتّخذ صبغة عويصة. ومن السائد الذي ينزل منزلة اليقين أنّ الأدب برمّته لا يخلو من أن يُعبِّر عن توجهّات ايديولوجية مُعيَّنة، وهذا وفق تصوّر ج. لوكاتش الذي يَعُدٌّ كلّ أفعال البشر مُندرجة في (...)
يستضمر الخطاب الذاكرتيّ الاختلاف بين الذكوري والأنثوي، ويُؤسِّس مُحتوياته وفق توزيع السلطة داخل المُجتمعات، ولا يُعَدُّ مُوحَّدا بالنسبة إلى كلٍّ من الرجل والمرأة (ماري جوزيف بوني).
ويتعلّق الأمر- هنا- بالتشكّل التاريخيّ- النفسيّ والسوسيو- ثقافيّ (...)
ّإذا كان الجنس الأدبيّ وليد عصر النهضة، والتحوّلات التي رافقته فما الذي كان قبله عند اليونانيّين، واستأنفه الرومان مع هوراس الذي حوّل ميراث أرسطو إلى تركة معياريّة منزوعة من أساسها المعرفيّ؟
لا يعدو ما تداوله اليونان- في هذا الصدد- كونه تصنيفًا (...)
ليست هوية الأدب سوى مجموعة من مُقومات أسس تُخصصه. ولن نذكرها جميعَها، وسنكتفي بإيراد الحاسم منها، وهي كالآتي:
أ يُعَد الأدب تخييلا يُخلخل البنية الإسنادية (العلاقات التي تربط بين الموضوعات والأفعال في الحياة الاجتماعية) التي تتصل بالمُتعالي؛ حيث (...)
لقد طال التجاوزُ التفكيرَ في الجنس الأدبي من منظور وجوده أو عدمه؛ فإشكاليته أعمق بكثير من الدفاع عن مشروعيته الأَنطولوجية. والقول بهذا نابعٌ من سببيْن:
أ- انتهاء السياق التاريخي الذي أنتج ظهوره بوصفه إشكالا تاريخيا، لا بوصفه اصطلاحا.
ب- لا يُمْكِن (...)
لا يُمْكِن لأيِّ فكر أن يًصاغ – حتّى في الحالة التي يكُون فيها في طور البحث عن إمكان تشكّله- من دون الاستناد إلى مبدأ مُكوِّنٍ توجيهيٍّ. وتنصرف قناعتنا- في هذا النطاق- إلى أنّ ما تحكَّم في صياغة توجهّات الفكر العربيّ، وحدَّد مسيره، هو مبدأ (...)
سؤالٌ يُشوِّش على ما صار صُلبا، له صبغة قناعة تنزل منزلة اليقين، لكن مهما كان الموقف منه فمن الوارد أن يكُون الفكر العربيّ قد سلك إليه طريقا مسدودا أو غير سالك مُعتمدا في ذلك على مُنطلق قادت إمكاناته إلى ما نحن عليه اليوم من سوء الحال، واضطراب (...)
ينبغي الاتّفاق أوّلا علي المقصود بالتمثيل، فهو ترجمة للاصطلاح الفرنسيReprésentation الذي يُشير إلي استعمالين مختلفين، أحدهما معرفي معرفي، وثانيهما معرفي نفسي أو معرفي سوسيو ثقافي، ونحبّذ أن نُخصِّص للأوّل اصطلاح"التمثيل"بوصفه مقابلاً عربياً له، (...)
لا يمكن تفكر الأدب إلا بموجب كونه نزوعا نحو القبض على شتات العالم، وانفلاته، ولا يمكن تحقق ذلك إلا بمحاولة فهمه، ولا تُستطاع هذه المهمة الأخيرة إلا بمقدار تصور تجسيمه بوساطة التخييل، وكل تجسيم لا يحدث إلا بإعادة تشكيله من جديد، أو إعادة (...)
كانا نقيضين، ولم يكن ممكنا أن يكونا كذلك إلا لأنهما حين يلتقيان يبدوان نوتتين لا بد منهما كي تستوي سيمفونية الخلق، مثل وجهي عملة من زجاج، القفا يتداخل مع الوجه، وأشياء أخري، أحدهما يزيد من نحوله طول ينم عن نشوز غير مراقب، بوجه متفاوت التركيب، الأسفل (...)
لأنها ليست إلّا هي، بميراثها الثقيل من الرؤي الطالعة من أحشاء الأرض، لا يسعنا إلا أن نصدق- علي الرغم من أنّنا لم نتعود علي التسليم بالخارق من الأحداث بسهولة- أنها كانت تحاذي حدود الحقيقة بطريقتها الخاصة، كانت تفعل ذلك من دون أن تقصد شيئاً محدداً مما (...)