لماذا أشعر دائماً أن كتابة شهادة عن تجربتي في الكتابة "عيب"! بدلاً من كتابة الشهادة التي طلبها الصديق أحمد سراج، فلأحاول إذن البحث عن سر هذا الشعور بالعيب الذي ينتابني كلما طلب مني أحدهم الكتابة عن الكتابة. وهنا مجموعة من الاحتمالات: ربما هو إحساسي بأن ما أكتبه "منتج ناقص"، في حاجة دائماً إلى لمسة ما ليكتمل! إنها النظرة نفسها التي يرى بها النجار قطعة "الموبيليا" التي تنبهر بها عروس. لو راقبتم عينيه الصغيرتين لأدركتم أنه ينظر إلى المنطقة التي يعرف أنه لم ينجح في ضبطها من هذه التحفة التي تكاد العروس تطير من الأرض فرحًا بها. هل هو شعوري بأن الكتابة فعل شديد الخصوصية! وبذلك تصبح الكتابة عنه "بصدق" فضيحة، إما أن تكون صادقاً فتشفي تفاصيلك الحميمة وارتباكاتك العظيمة وترددك أمام كل كلمة وكل فكرة وكل صياغة، أو أن... – ببساطة- تكذب! هل هو يقيني بأن الكتابة إذا احتاجت لكتابة عنها، لم تعد كتابة! أم أنه شعوري بأن الكتابة مجرد لعبة تشبه ما يمارسه الصغار من ألعاب، فهل نسأل الصغار حدثونا عن لعبكم وننتظر أن نسمع منهم عبارات منمقة ومرتبة! شخصياً، طالما اندهشت – وما زلت- من هؤلاء الرجال، أصحاب البدل الرسمية والكرافتات الملونة، المنهمكين في التنظير لمباراة كرة قدم، أو في الحديث عن مهارات الطبخ، رغم أن السامر قد انفض، فاللاعبون حصلوا على متعتهم باللعب فوزاً وخسارة، والمتفرجون حصلوا على نصيبهم من الفرح أو الحزن، كما أن محبي الطعام تلذذوا بنكهته الغنية، فمن يبالي بعد ذلك بهذه البذلات الأنيقة التي تستهلك الحروف فيما لا طائل من ورائه! وأخيراً، وبكل تعال، ربما هو شعوري بأن كل كتابة أُنجزها إنما هي (نقطة) في دائرة -لا يدركها غيري، والنقطة -مقارنة بالدائرة- تصغر وإن كانت أساسها. ربما طموحي في الدائرة يجعل النقطة أمراً لا يستحق الكتابة عنه. ربما. ----------- النص| بهاءُ الطبيعة فيكِ تُخلًّي الطبيعةُ أشياءَها: فلا يستضيف الورقُ الحبرَ ويستعصي الحجرُ على سِنِّ الإزميل كذا الأخشابُ.. ويصد الجلدُ شروط الدبغ وماءَ الأصباغ.. وينتهزُ لحاءُ الأشجار الوقتَ ويهجر حكمته، الطين يغادر طينته: يختصم التشكيل، ويصحو الحاسب مندهشا من هول فراغ الذاكرة تتراخى الأسلاكُ فلا تحملُ نبضاً أو ومضا: تتجمد موجات البرق، تتعفن حزمات الضوء وتنتحر الألياف... تتهاوي أقمارٌ تتكشف صنعتها.. ويضن الموج بحمل القنينة وتضن القنينة أن تقطع رحلتها سابحة، وتنوء حماماتُ المدِّ بضرب شراع الريح إلى موئلها.. فتحلِّق عبر دوائر ضيقة.. تتسع ولا تنفتحُ..
وتُساق الخيلُ لغير الفتح.. .... ويضن رفيقيَّ في غربتي عليَّ بحمل رسائل من منفاي إليكِ.
(ورُغم طلاق الطبيعة أشياءها في الشرفة، أجلس وحديَّ حيث اعتدتُ أمعن –فينا- تفكيري فأرى أنكِ حاضرةٌ بكل بهاء الطبيعة فيكِ)
(أنا وأنتِ.. طبيعةٌ لا تتخلى عن أشيائها) -------- * وليد علاء الدين:شاعر وكاتب مسرح وإعلامي مصري، يعمل بالصحافة الثقافية العربية منذ عام 1996م. يعمل حالياً مديراً لتحرير مجلة (تراث) الصادرة من أبوظبي. نال عدة جوائز، منها جائزة الشارقة للإبداع العربي عن مسرحيته "العصفور"، وجائزتا أدب الحرب المصرية واتحاد كتاب وأدباء الإمارات للقصة القصيرة. وتُرجمت مختارات من نصوصه إلى اللغتين الفرنسية والفارسية. الشهادة المنشورة في المشهد الأسبوعي الشهادة المنشورة في المشهد الأسبوعي بهية طلب http://almashhad.net/Articles/994541.aspx أحد عشر كوكبا يضيئون المشهد الشعري http://almashhad.net/Articles/994524.aspx أحمد حسن عبد الفضيل http://almashhad.net/Articles/994548.aspx أسامة حداد http://almashhad.net/Articles/994551.aspx أشرف البولاقي http://almashhad.net/Articles/994556.aspx السيد الجزايرلي http://almashhad.net/Articles/994558.aspx تقى المرسي http://almashhad.net/Articles/994562.aspx عزمي عبد الوهاب http://almashhad.net/Articles/994563.aspx علي عطا http://almashhad.net/Articles/994565.aspx فتحي عبد السميع http://almashhad.net/Articles/994567.aspx محمد توفيق http://almashhad.net/Articles/994571.aspx