بعد العملية الارهابية التي نفذتها عناصر جهادية إرهابية ضد الجنود المصريين علي خط الحدود في رفح و التي اسفرت عن مقتل16 منهم واصابة آخرين.. لحظة انطلاق مدفع الافطار للاستيلاء علي آلياتهم العسكرية بزعم الجهاد ضد إسرائيل ؟ هل تصبح منطقة سيناء مركزا للجوء الجماعات الارهابية والجهادية الفارة الي أوروبا والعائدة من مسرح العمليات بأفغانستان ؟ وهل تصبح جبال سيناء مأوي للإرهابيين الملاحقين دوليا علي طريقة جبال تورا بورا الافغانية ؟ سؤال بدأ يتردد كثيرا علي مدي الأيام الماضية بعد تداول أخبار عن سفر50 متطرفا إسلاميا إلي خارج ألمانيا. ووفقا لما ذكرته مجلة دير شبيجل الألمانية الصادرة صباح الاثنين الماضي فإن مصر أصبحت هي الوجهة الأولي لهؤلاء المتطرفين بدلا من منطقة الحدود الباكستانية الأفغانية, وأشارت التقارير الأمنية إلي أن غالبية هؤلاء العناصر المتطرفة تستعد للعنف, وفقا لتصنيف السلطات الأمنية هناك. وقالت اشبيجلب استنادا إلي مصدر أمني رفيع المستوي إن نحو20 فردا من أنصار ا محمود ا توجهوا إلي مصر, وأشار المصدر إلي أن هناك30 إسلاميا آخرين يجهزون حقائبهم للرحيل الي مصر. وأضافت المجلة أن هذه الرسائل جاء فيها أن أفراد الشبكة يريدون الآن اإما أن يعيشوا الإسلام الحق علي ضفاف النيل أو أن يجاهدوا ضد الكفار. لكن السؤال: هل تتمكن منظمات إرهابية مثل القاعدة من استغلال الأوضاع الحالية في سيناء وبناء هياكل لها هناك؟ وهل تصبح سيناء ساحة للجهاد, تجتذب إليها متطرفين من أرجاء العالم العربي والاسلامي. ويستغل هؤلاء الفراغ الأمني الناشئ في المنطقة وغضب القبائل البدوية من الحملات الأمنية غير المسبوقة علي سيناء في ارتكاب عمليات إرهابية جديدة ؟ اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري يؤكد أن أغلب هذه العناصر المتطرفة وأعضاء من شبكات القاعدة الإرهابية توجهوا إلي سوريا لشن هجمات إرهابية, وقبل سنوات كانت القاعدة تعبر من سوريا إلي العراق, لكن القاعدة الآن بدأت هجرة عكسية, والجماعات المتطرفة لها دور مهم في اعمال العنف الواقعة في سوريا الآن, وأشار الخبير العسكري إلي أن مصر وتحديدا شبه جزيرة سيناء ليست بمأمن من تلك العناصر الإرهابية, التي تتوجه إلي سيناء من أجل مؤازرة العناصر الموجودة هناك, ويمكنها الدخول إلي الأراضي المصرية من خلال عمليات التهريب أو التسلل عبر الحدود, واستغلال الأوضاع المشتعلة حاليا في سيناء والصراع بين أجهزة الأمن والعناصر المتطرفة الموجودة حاليا في سيناء للقيام بعمليات وهجمات إرهابية جديدة. وعن عمليات التطهير التي تقوم بها قوات الجيش والشرطة يقول اللواء مسلم إن ما يقوم به الجيش المصري حاليا من عمليات تطهير للبؤر الإجرامية هو محاولات جيدة وبعضها يحقق نتائج محمودة ومنها العملية العسكرية التي اسفرت عن ضبط وثائق مهمة خاصة بالتنظيم الإرهابي ومخططاته وأسماء عناصر وقيادات بالتنظيم داخل وخارج مصر, إلا أن تلك المحاولات في رأيي تكون نتائجها بطيئة, ولا تقطع دابر الإرهاب, فالمنظمات الإرهابية في إمكانها حتي الآن القيام بأعمال ارهابية ومنها ما حدث خلال الأسبوع الماضي بعد قيام عدد من الملثمين بتصفية أحد شيوخ أكبر قبائل سيناء السواركة ونجله, بعد إعلان تضامنه مع قوات الأمن والجيش وتعاونه في القبض علي المتسببين في هجوم رفح ضد قوات الجيش, وأفتي خلال مؤتمر لشيوخ القبائل بمنطقة المهدية, بحل دم الإرهابيين من أعضاء الجماعات مما أدي إلي انتقامهم منه بقتله ونجله, ويضيف الخبير العسكري أن عصابات الجريمة المنظمة لم تفقد بعد القدرة علي تنظيم الهجمات الكبيرة أو الصغيرة. أما الخبير الأمني والإستراتيجي خالد مطاوع فيقول: بالفعل بدأ منذ أسابيع قليلة توارد معلومات عن اعتزام متطرفين إسلاميين السفر إلي مصر, و قد أكدت الخارجية الألمانيه تلك المعلومات, كما أوردت صحيفة دي فيلت الألمانية اليومية نقلا عن خبراء أمنيين أن المخابرات الألمانية رصدت إرتباط العناصر الإرهابية معتزمي السفر إلي مصر بمجموعة محمد محمود زعيم ما يسمي بجماعة ملة إبراهيم التي تم حظر نشاطها في ألمانيا خلال شهر يونيو الماضي كما أوردت الصحيفة في ذات السياق شكوك المخابرات الألمانية في مشاركة هؤلاء العناصر بمعسكرات تدريب و المشاركة في صراعات مسلحة في أماكن أخري حتي عودتهم الي ألمانيا. و يوضح الخبير الأمني أن معتزمي السفر من ألمانيا إلي مصر هم عناصر سلفية جهادية تتبع ما يطلق عليه جماعة ملة إبراهيم وهي جماعة منتشرة في أوروبا, ورغم عدم تداول اسمها بصورة واضحة في مصر و الدول العربية من قبل فإن هذه الجماعة أصبح لها وجود قوي بدول المغرب العربي و من المرجح أنها ستسعي لأن يكون لها كيان أقوي من خلال الوجود في مصر. و يضيف مطاوع رغم عدم وضوح مدي علاقة تلك الجماعة بالإخوان المسلمين فإن الجماعات الجهادية لديها خلاف كبير في الرؤي و المعتقدات والأساليب مع الإخوان المسلمين, وعلي الرغم من صدور قرارات بالعفو عن عناصر إسلاميه عقب تولي الرئيس محمد مرسي فإن جماعة الإخوان المسلمين و حزب الحرية والعدالة لن يكونوا في أغلب الظن إلا أهدافا لمثل هذه التيارات التي ستري أن السياسة الخارجية المصرية لم تتغير بتولي الإخوان المسلمين سدة الحكم, وخاصة قيما يتعلق بالعلاقات المصرية الإسرائيلية. ويضيف الخبير الأمني: يجب علينا ألا نغفل العامل الأهم في قيام القوات المسلحة والشرطة بمحاربة العناصر المتطرفة الموجودة حاليا في سيناء وإن كان لم يتضح بعد ما إذا كان هناك ارتباطا تنظيمي بينهم من عدمه إلا أن هناك بالفعل ارتباطا أيديولوجيا يجمعهم علي الجهاد ضد إسرائيل ومؤازرة إخوانهم بشبه جزيرة سيناء تحت ما يسمي بفقه الجهاد العالمي أو قاعدة الجهاد.