وزير التموين: لا زيادة في دعم السلع التموينية العام المالي الجديد.. التضخم لم يرحم أحدًا    حزب الله اللبناني يكشف عن عملياته ضد الجيش الإسرائيلي عند الحدود الجنوبية    أتمني انضمام زيزو للأهلي وحزنت لرحيل عبدالله السعيد.. أبرز تصريحات عمرو السولية مع إبراهيم فايق    مدحت شلبي يكشف 3 صفقات سوبر على أعتاب الأهلي    وفاة طفل غرقاً في حمام سباحة مدرسة خاصة بكفر الزيات    "الحوثيون" يعلنون استهداف مدمرة أمريكية وحاملة طائرات    إنجاز صيني في الفضاء، هبوط مسبار على الجانب البعيد للقمر بعد شهر على إطلاقه (فيديو)    تشيلي تنضم إلى جنوب أفريقيا في دعواها ضد إسرائيل    أستاذ اقتصاد: «فيه بوابين دخلهم 30 ألف جنيه» ويجب تحويل الدعم من عيني لنقدي (فيديو)    تعرف عليها.. وزارة العمل تعلن عن وظائف متاحة في الإمارات    وسام أبو علي يتحدث عن.. عرض أوتريخت.. التعلم من موديست.. وغضب كولر    عمرو أديب يعلق صورة محمد صلاح مع حسام حسن (فيديو)    عمرو أدهم يكشف آخر تطورات قضايا "بوطيب وساسي وباتشيكو".. وموقف الزمالك من إيقاف القيد    بشرى سارة للمواطنين.. زيادة الدعم المقدم للمواطن على بطاقة التموين    برقم الجلوس.. الحصول على نتيجة الصف الثالث الإعدادي بمحافظة الدقهلية 2024    متغيبة من 3 أيام...العثور على جثة طفلة غارقة داخل ترعة في قنا    الصحة تكشف حقيقة رفع الدعم عن المستشفيات الحكومية    حميميم: القوات الجوية الروسية تقصف قاعدتين للمسلحين في سوريا    عيار 21 بالمصنعية بكام الآن؟.. أسعار الذهب اليوم الأحد 2 يونيو 2024 بالصاغة بعد الانخفاض الجديد    أمير الكويت يصدر أمرا بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح وليا للعهد    تطورات جديدة بشأن أزمة فك قيد نادي الزمالك    إجراء جديد من محمد الشيبي بعد عقوبة اتحاد الكرة    عمرو السولية يكشف طلب علي معلول في لقاء الجونة وما ينتظره من الأهلي    وزير التموين: أنا مقتنع أن كيس السكر اللي ب12 جنيه لازم يبقى ب18    القسام تكشف تفاصيل جديدة عن "كمين جباليا" وتنشر صورة لجثة جندي دعت الاحتلال للكشف عن هويته    بعد حديث «حجازي» عن ملامح تطوير الثانوية العامة الجديدة.. المميزات والعيوب؟    حريق في عقار بمصر الجديدة.. والحماية المدنية تُسيطر عليه    بالصور.. البابا تواضروس يشهد احتفالية «أم الدنيا» في عيد دخول المسيح أرض مصر    من شوارع هولندا.. أحمد حلمي يدعم القضية الفلسطينية على طريقته الخاصة (صور)    الشرقية تحتفل بمرور العائلة المقدسة من تل بسطا فى الزقازيق.. فيديو    زاهي حواس يعلق على عرض جماجم مصرية أثرية للبيع في متحف إنجليزي    17 جمعية عربية تعلن انضمامها لاتحاد القبائل وتأييدها لموقف القيادة السياسية الرافض للتهجير    دراسة حديثة تحذر.. "الوشم" يعزز الإصابة بهذا النوع من السرطان    باستخدام البلسم.. طريقة سحرية لكي الملابس دون الحاجة «للمكواه»    طبيب مصري أجرى عملية بغزة: سفري للقطاع شبيه بالسفر لأداء الحج    تعليق من رئيس خطة النواب السابق على الشراكات الدولية لحل المشكلات المتواجدة    قصواء الخلالي: التساؤلات لا تنتهى بعد وقف وزارة الإسكان «التخصيص بالدولار من الخارج»    سعر الموز والعنب والفاكهة بالأسواق اليوم الأحد 2 يونيو 2024    عضو أمناء الحوار الوطني: السياسة الخارجية من أهم مؤشرات نجاح الدولة المصرية    وزير الخارجية السابق ل قصواء الخلالي: أزمة قطاع غزة جزء من الصراع العربي الإسرائيلي وهي ليست الأولى وبدون حل جذري لن تكون الأخيرة    ضبط 4 متهمين بحوزتهم 12 كيلو حشيش وسلاحين ناريين بكفر الشيخ    السفير نبيل فهمى: حرب أكتوبر كانت ورقة ضغط على إسرائيل أجبرتهم على التفاوض    حظك اليوم برج السرطان الأحد 2-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    المستشار محمود فوزي: نرحب بطلب رئيس الوزراء إدراج مناقشة مقترحات تحويل الدعم العيني لنقدي    «أمن الجيزة» يحبط ترويج كمية كبيرة من مخدر «الكبتاجون» في 6 أكتوبر (خاص)    الفنان أحمد عبد القوي يقدم استئناف على حبسه بقضية مخدرات    مصرع سيدة وإصابة آخر في تصادم مركبتي توك توك بقنا    موازنة النواب: الديون المحلية والأجنبية 16 تريليون جنيه    صحة الإسماعيلية: بدء تشغيل حضانات الأطفال بمستشفى التل الكبير    مجلس حكماء المسلمين: بر الوالدين من أحب الأعمال وأكثرها تقربا إلى الله    مصر تشارك في مؤتمر العمل الدولي بجنيف    تكريم الحاصل على المركز الرابع في مسابقة الأزهر لحفظ القرآن بكفر الشيخ    رئيس جامعة أسيوط يتفقد اختبارات المعهد الفني للتمريض    تعرف على صفة إحرام الرجل والمرأة في الحج    «مفيهاش علمي ولا أدبي».. وزير التعليم يكشف ملامح الثانوية العامة الجديدة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 1-6-2024 في المنيا    شروط ورابط وأوراق التقديم، كل ما تريد معرفته عن مسابقة الأزهر للإيفاد الخارجي 2024    قبل الحج.. تعرف على الطريقة الصحيحة للطواف حول الكعبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العناصر التكفيرية وعملية سيناء
نشر في الأيام المصرية يوم 07 - 08 - 2012

إن العناصر الجهادية بدأت تظهر في كل من رفح والشيخ زويد وهي تحاول الإسراع في ضم أكبر عدد ممكن من الشباب المتشدد إليها.. «فهي تسابق الوقت خوفا من عودة الأمن بقوة لسيناء خلال الفترة المقبلة»،
أن العناصر الموجودة داخل سيناء ما زالت أعدادها محدودة و«هي مجموعات تعتنق فكر الجهاد، بالإضافة إلى بعض المتورطين في تفجيرات (سبق أن وقعت في) سيناء بين عامي 2004 و2006 والذين فروا من السجون عقب الثورة» مطلع العام الماضي. أن الدخول في مواجهة مسلحة في الوقت الحالي مع العناصر المسلحة في سيناء سيؤدي إلى خسائر كبيرة في الجانبين وزيادة الاحتقان بين البدو وأجهزة الأمن، إن التدخل المسلح سيكون الحل الأخير في حال فشل جهود مشايخ البدو في إقناع هذه العناصر بنبذ العنف والعودة للاعتدال. إن «هذه العناصر حصلت على أسلحة حديثة خلال الفترة الماضية تم تهريبها عبر الحدود المصرية مع ليبيا والسودان».إن التوتر في سيناء ووجود الجماعات المسلحة، أمر تستفيد منه إسرائيل لتحقيق أطماعها بدعاوى تردي الأوضاع الأمنية في سيناء. أن الفراغ الأمني بسيناء والذي ظهر في اختفاء قوات الشرطة تماما من رفح والشيخ زويد منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير و التواجد الرمزي لقوات الجيش ومدرعاتها هو الذي شجع هذه الجماعات على الظهور بقوة. وظهرت هذه العناصر بشكل علني في يونيو قبل الماضي عندما نفذ العشرات منهم هجوما على مدينة العريش وهم يحملون الأسلحة الآلية ومدافع آر بي جي ويحملون الرايات السوداء المكتوب عليها لا اله إلا الله. وتجولوا في المدينة لعدة ساعات على متن شاحنات صغيرة وهم ملثمون ويطلقون الرصاص في الهواء ثم هاجموا قسم شرطة ثان العريش . ويحاكم 25 منهم الآن في قضية تنظيم التوحيد والجهاد والذي يواجه تهما بقتل ثلاثة ضباط وثلاثة مجندين ومواطن في هجمات مسلحة على قسم شرطة ثان العريش وبنك الإسكندرية .
هناك جهودا على أعلى مستوى من القوات المسلحة لمعرفة هوية الجناة الذين استهدفوا جنودنا على الحدود، و أنه سيتم تطهير المنطقة من أى عناصر إجرامية، ، مع أهمية الانتشار الكامل للجيش والشرطة فى رفح والشيخ زويد الفترة القادمة.
واصلت قوات الجيش المصرى تكثيف تعزيزاتها العسكرية قرب معبرى رفح وكرم أبو سالم وفرضت طوقا أمنيا على مكان العملية الإرهابية التى استهدفت جنودنا على الحدود. وانتشرت آليات عسكرية ومدرعات وأفراد أمن بصورة كبيرة فى مدينة رفح وفى ميدان الماسورة وهناك توقف شبة تام لعملية نقل البضائع والوقود المهرب عبر الأنفاق وتوقف لمعبر رفح البرى من الاتجاهين. قوات الجيش أقامت أكمنة ثابتة ومتحركة وتجرى عمليات تفتيش واسعة للعابرين كما تقوم طائرات هليكوبتر من مساء أمس بمتابعة الحالة الأمنية والتحليق قرب الحدود وفوق المنطقة التى شهدت العملية وقرب الأكمنة الخاصة بالجيش.
وكانت بداية الأحداث اندلعت مع لحظة الإفطار أمس حيث قامت العناصر التى تسللت من الأنفاق من قطاع غزة وتنتمى إلى ما يعرف باسم جماعة أنصار بيت المقدس وجماعة شورى المجاهدين وهما جماعتان جهاديتان من غزة وتتعاون معها عناصر منها جماعة التكفير والهجرة وعناصر جهادية موالية لتنظيم القاعدة فكريا من سيناء بحسب مصدر أمنى، وقامت بالسطو على مدرعة للأمن المركزى من طراز فهد من كمين الماسورة برفح ثم اتجهت بها إلى وحدة عسكرية قرب العلامة الدولة السادسة قبالة معبر كرم أبو سالم الإسرائيلى. ووفق المصادر كانت الجماعة الإرهابية تستهدف اختطاف مدرعة أخرى ومهاجمة الحدود الإسرائيلية بالمدرعتين ومحاولة اختطاف جنود والعودة والتسلل مرة أخرى بهم إلى غزة أو نقلهم لمكان مجهول فى سيناء. وأوضحت المصادر أن المخطط فشل جراء إطلاق النار على الوحدة العسكرية، حيث استعد الجانب الإسرائيلى للهجوم بقنال تحذيرية واستدعى الغطاء الجوى. وهاجمت العناصر الإرهابية الوحدة العسكرية بالمدرعة الأولى وأطلقت القذائف الصاروخية والهاون والقنابل على المقر التابع للجيش، مما أدى إلى استشهاد 16 وإصابة 7 آخرين. واستولى المسلحون على مدرعة أخرى وتفرقوا إلى فرقتين، الأولى اتجهت إلى العلامة الدولية السابعة جنوب معبر كرم أبو سالم لاختراق الحدود واستهداف حرس الحدود الإسرائيلى، فيما اتجهت المدرعة الثانية إلى معبر كرم أبو سالم، وتم تفجيرها للفت انتباه إسرائيل إلى المعبر، وبالتالى تسهيل مهمة المدرعة الأولى فيما ألمحت إسرائيل إلى أن قواتها هى التى فجرت المدرعة داخل الأراضى المصرية. ووفق ما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية فإن تفجير المدرعة الأولى قرب المعبر لم يسفر عن خسائر فيما تمكنت الطائرات الحربية الإسرائيلية من قصف المدرعة الثانية بصاروخين بعد توغلها إلى داخل الأراضى الإسرائيلية بقرابة 50 مترا، وبعد تبادل إطلاق النار بينها وبين حرس الحدود الإسرائيلى الذى كان فى حالة استنفار بعد تلقيه تحذيرات شديدة من القيادة الإسرائيلية بوجود مخطط لاستهداف إسرائيليين فى سيناء وطالب السياح الإسرائيليين بالمغادرة وهو ما قوبل بالنفى من جانب المسئولين المصريين فى سيناء متهمين إسرائيل بترديد الشائعات . وأضافت المصادر أن استهداف إسرائيل لمدرعة أدى إلى مقتل 5 عناصر فيها فيما قتلت قوات حرس الحدود الإسرائيلى 3 آخرين بالرصاص خلال الهجوم عل النقطة الأمنية المصرية عن كرم أبو سالم وتم إطلاق طلقات تحذيرية، كما تم تحذير الإسرائيليين من التحرك والتزام بيوتهم خاصة فى المستعمرات القريبة من الحدود. تحدثت مصادر متفرقة في سيناء أمس عن ازدياد الجماعات المسلحة في شبه الجزيرة المصرية المتاخمة لإسرائيل وغزة، مع أنباء عن «معسكرات تدريب»، قائلة إن أعضاء هذه الجماعات يسعون لهدنة مع السلطات المحلية، حتى تتمكن من بناء قدراتها لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل. وأضافت المصادر أن أعضاء الجماعات المتشددة بسيناء جهاديون من جنسيات مختلفة، وتوجد مخاوف من قدرتهم التنظيمية والتسليحية بعد تهريب أعداد كبيرة من الأسلحة من ليبيا والسودان إلى مصر. من؟.. تساؤل يطلقه الجميع الآن لتحديد المسئول عن العملية الارهابية ودماء الشهداء المصريين خاصة مع وجود أكثر من جهة مستفيدة من الأمر، سواء حركة حماس التى تتحكم فى قطاع غزة، او اسرائيل التى حذرت مرارا من تسيب أمنى فى سيناء، أو الجماعات التى تطلق على نفسها جهادية، والتى سجلت نشاط واضح خلال الفترة الماضية فى شبه جزيرة سيناء.
السيناريو الأول: أصابع اسرائيلية
تحدث عدد من الخبراء العسكريين والاستراتيجين، عن إمكانية تورط اسرائيل فى الهجوم الذى وقع بالقرب من معبر رفح، مستدلين على ذلك، بأن قاعدة ”ابحث عن المستفيد من وراء ذلك” تؤكد تورط الجانب الاسرائيلي، كونه واحد من المستفدين من العملية. فاذا نظرنا إلى مكاسب اسرئيل من العملية الارهابية التى استهدفت معبر كرم أبو سالم، نرى أنها ستقلص بشكل كبير من العلاقة الوثيقة بين الدولة المصرية وبين حركة حماس، خاصة بعد تحسنها الواضح عقب وصول مرشح جماعة الاخوان المسلمين إلى الحكم كما تتمثل مكاسب الدولة العبرية من مقتل الجنود المصريين على الحدود ، فى محاولة اسرائيل تعديل اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، لإقامة منطقة عازلة وتبرير استمرار انشاء السياج الأمنى بين مصر واسرائيل.
السيناريو الثانى: حركة حماس
يعد هذا السيناريو من أضعف الاحتمالات على الساحة، لعدة اسباب تتعلق بطبيعة العلاقة بين حماس والأخوان المسلمين، وتطوراتها خلال الأيام الماضية وعقب فوز محمد مرسي بمنصب الرئيس، ولكن.. هناك بعض المؤشرات التى تدعم نظرية مشاركة حركة حماس او على الأقل معرفتها المسبقة بالعملية. من المعروف ان جماعة الاخوان المسلمين تعتبرا لأب الروحى لكل الحركات الاسلامية فى الوطن العربى، ومن ضمنها بالطبع حركة المقاومة الاسلامية حماس، وهو ما شكل علاقة وثيقة بين الجانبين، خاصة مع وصول محمد مرسي مرشح الاخوان للرئاسة. ولكن.. أكدت بعض المصادر العسكرية بشكل غير رسمي لعدد من وسائلا الاعلام، أن الارهابين الذين نفذوا العملية الأخيرة، جاءوا من غزة عن طريق الأنفاق التواجدة على طول الحدود المصرية مع القطاع، وهو ما يلمح لمسؤلية الحركة عن الأمر ، او على الأقل بعلمها به، خاصة وهى المتحكمة الوحيدة فى قطاع غزة منذ ما يقرب من العامين. دعونا نتخيل الأتى: ” عملية على الحدود تقتل وتصيب عشرات الجنود المصريين، ويتسلل المهاجمون للحدود الاسرائيلية ويتمكنوا من الحاق ضرر كبير بالدولة العبرية، ما قد يثير التوتر بين الجانبين المصري والاسرائيلي، لتزاد العلاقة عمقًا بين مصر وحماس، بالاضافة إلى جر مصر لمواجهة محتملة مع اسرائيل والمساح لمزيد من التسهيلات الحدودية للحركة المنعزلة عن كثير من دول العالم”، هل تراه احتمال ممكن؟.
السيناريو الثالث: متطرفين اسلاميين
يتلخص هذا الاحتمال فى أن الجماعات الجهادية هى المسؤولة عن الحادث بمفردها ودون مساعدة من قطاع غزة، استمرارًا لتواجدها ونشاطها فى سيناء منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك. فالجماعات المسلحة فى سيناء قامت خلال الشهور الماضية بعدة عمليات محدودة ضد نقاط مراقبة وكمائن فى سيناء، أسفرت عن خسائر محدودة فى صفوف قوات الأمن المصرية، ولكنها أشارت إلى وجود ملحوظ لهذه الجماعات. الحقيقة الوحيدة المؤكدة فى هذه العملية الاجرامية، هو أن قوات الأمن بكل أشكالها، مقصرة بشكل واضح فى عملها، ومسؤولة مسؤولية واضحة عن مقتل الجنود المصريين. فجهاز المخابرات العامة المسؤول عن الشق المعلوماتى فى سيناء، والمخلول له معرفة أي عملية ارهابية قبل تنفيذها واحباطها، لم يقم بدوره على النحو الأمثل، ليتم التجهيز والتنفيذ دون أن يتمكن من معرفة ذلك أو أن يتدخل لمنعها، ناهيك عن الأخذ بالتحذيرات الاسرائيلية التى خرجت مؤخرا للتحذير من عدم استقرار الأوضاع فى سيناء.
وساد هدوء نسبي الحدود بين مصر وإسرائيل على مدى ثلاثة عقود بعد أن وقع البلدان اتفاقية سلام في 1979 لكن إسرائيل تقول إن القبضة الأمنية على سيناء ضعفت منذ سقوط مبارك. باختصار ،جريمة شمال سيناء ،كانت من تخطيط وتدبير وتمويل جهاز الموساد الإسرائيلي ،ويتعين علينا أن نردها لتل ابيب وفي أعماق أمنها القومي ،نردها بشكل أكثر قوة وحسم ،وهو أقل واجب نتقبله من القائمين علي شئون أمننا القومي في مصر ،لكون أنهم من المفترض أن تكون لديهم معلومات عن وقوع تلك الجريمة ،لاسيما وأن رجال الأمن المشار اليهم يستمعون طوال الأيام والساعات التي سبقت ارتكاب تلك الجريمة تحذيرات من أجهزة أمنية “إسرائيلية “للسياح الصهاينة بالإبتعاد عن سيناء والعودة منها لوجود خطر حدوث عمليات أرهابية بها ،نقول يستمعون لتحذيرات إسرائيلية تكررت علي مدار الأعوام الطويلة الماضية ،وعقب تكرارها تقع مصائب تطال اهلنا ووطننا في سيناء وفي مصر بشكل عام. أذن جهاز الموساد الإسرائيلي قام بتزويد الجماعات الأصولية الخارجة عن العقيدة والتي انتشرت بجبال وسط سيناء بأحدث أنواع المدافع والأسلحة الحديثة والسيارات القادرة علي الانطلاق في الرمال والجبال الوعرة بسرعة شديدة ،تلك الجماعات التي تضم مئات الأفراد وتتلقي تمويلاً خارجياً من عدة دول بالمنطقة ومنظمات الي جانب تل أبيب،وتستهدف بالأساس أعلان إمارة اسلامية في شبه جزيرة سيناء ،والإنفصال بها بعيدا عن السلطة المركزية في القاهرة ،وما نقوله يعرفه كل مواطن يعيش في سيناء،ويعرف القبائل التي تنتمي اليها تلك المجموعات ،والتي لاتتورع عن التنسيق مع” موساد” عن سبق اصرار وترصد لأجل تنفيذ اهدافها . ولانستبعد ان تكون العناصر التي قيل أنها تسللت من غزة لدعم الجناة – ان صحت المعلومة- عناصر تابعة لجهاز الموساد ،ومُكلفة بتنفيذ مخطط يستهدف الوقيعة بين المؤسسة العسكرية والأمنية بمصر ،وبين حركات المقاومة الفلسطينية ،والتي ليس من مصلحتها الآن ولا في الماضي او المستقبل مهاجمة جنود مصر والنيل من جيشها ، ومنذ تفجرت الثورة وتلك العناصر المقنعة المنتمية لمجموعات أصولية بسيناء تتجول علناً بالشوارع وترفع راياتها السوداء التكفيرية وتعلن صراحة استهدافها لكل مظاهر الدولة المركزية وكل رموز سيادتها بسيناء،وكُلنا يذكر كيف هاجمت تلك العناصر قسم شرطة العريش وحاولت السيطرة عليه في مثل هذا الوقت تقريبا وعلي ما اذكر من العام الماضي . ونعتقد أننا كمصريين ليس من مصلحتنا أن نواصل الاحتفاظ ببنود كامب ديفيد تحت زعم الحفاظ علي سيناء ،بينما العكس هو الذي يحدث وأن تلك البنود تهدد سيادة مصر علي سيناء ،بل وتهدد سيناء بالضياع عن مصر ،وهو ما نري ملامحه واضحة الآن ،في أعقاب جريمة الأمس ،
في واحدة من المفاجآت الإسرائيلية حول حادث الهجوم على نقطة رفح الحدودية، كشف موقع التليفزيون الإسرائيلي على موقعه بالإنترنت منذ قليل، عن قيام تال روسو، قائد المنطقة الجنوبية الإسرائيلية، بالذهاب إلى الحدود الإسرائيلية عند النقطة الحدودية التابعة لهم والمقابلة للنقطة المصرية، وأمر بإخلائها قبيل ساعات من الهجوم على النقطة المصرية. وأضاف الموقع أنه وردت أنباء لإسرائيل عن قرب تنفيذ عملية هجومية عسكرية على النقطة المصرية، الأمر الذي دفع بقائد المنطقة الجنوبية ذاته إلى التواجد في الموقع المقابل قبل وقوع الحادث، للاطمئنان على جنوده والموقع العسكري الحدودي. وقال موقع التليفزيون الإسرائيلي: إن قائد المنطقة الجنوبية أمر بإخلاء موقع الحراسة القريب من نقطة اختراق السياج الحدودي، لأن المعلومات التي توافرت لديه أكدت أن الهجوم العسكري سيكون شرسًا وقويًا على النقطة المصرية، وعند الغروب علمت القوات الإسرائيلية بالهجوم على النقطة الحدودية المصرية، الأمر الذي أكد لديها صحة المعلومات التى كانت لديها، وأعلنتها منذ مساء يوم الجمعة الماضية. وأضاف التليفزيون، أن القوة الحدودية الإسرائيلية لاحظت وجود مدرعة مصرية تسير على بعد نحو كيلو مترين من خط الحدود، وكانت شاحنة صغيرة تسير وراءها، ولم تتمكن من ضرب المنطقة الحدودية نظرًا لتجهيزاتها، وسارت بجنون نحو عمق الأراضي الإسرائيلية، وتركتها قوات الحدود حتى تعاملت معها القوات الجوية، وحولت العربة المدرعة إلى كتلة من النار. وقبيل ضرب العربة المدرعة انفجرت الشاحنة الصغيرة التي كانت تحتوي على حوالي نصف طن من المواد المتفجرة.
كاتب المقال
دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام
ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية
عضو والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.