وزير الأوقاف: نضع خدمة القرآن والسنة نصب أعيننا    1.271 مليار دولار صادرات مصر من 14 سلعة خلال الربع الأول من 2024    محافظ المنوفية يحيل رئيس مدينة قويسنا ونائبه للتحقيق    إعلام عبري: حزب الله نشر لقطات تظهر مواقع حساسة للجيش الإسرائيلي    الصين تنتقد أمين عام الناتو لتصريحاته حول دورها في حرب أوكرانيا    وزير سعودي: ما تحقق في موسم الحج أمر يدعو للفخر    جدول مباريات ريال مدريد بالكامل فى الدورى الإسبانى 2024-2025    مصرع 13 شخصا بسبب الفيضانات فى السلفادور وجواتيمالا    شرطة الاحتلال تفض مظاهرة معارضة للحكومة بعد إغلاق أحد شوارع القدس الغربية    تشكيل الأهلي.. 4 تغييرات.. وكهربا يقود الهجوم أمام الاتحاد    "تخاذل من التحكيم".. نبيل الحلفاوي يعلق على أزمة ركلة جزاء الزمالك أمام المصري    الهلال يربط مصير جناحه البرازيلي بشفاء نيمار    لماذا أغلقت شواطئ بالإسكندرية أبوابها في ثالث أيام العيد؟    القبض على شخص بحوزته أقراص مخدرة فى الجيزة    «البيئة» توضح تفاصيل العثور على حوت نافق بالساحل الشمالي    إطلاق الإعلان الرسمي لفيلم جوازة توكسيك    سامح حسين عن "عامل قلق": "أعلى إيرادات في تاريخ مسرح الدولة" (صور)    نتنياهو يعلن من غير المعقول أن تمنع الولايات المتحدة السلاح والذخيرة عن إسرائيل    "أصعب لحظة في حياتي".. إسماعيل فرغلي يكشف تفاصيل إصابته بالسرطان    بائع غزل البنات: «كرم ربنا مغرقني وعوضني عن 31 سنة شقى    بعد زحمة العزومات، قدمي لأسرتك الكبدة الإسكندراني    «الصحة» تقدم نصائح لتجنب زيادة الوزن في عطلة عيد الأضحى    نوستالجيا 90/80 ترفع شعار كامل العدد على مسرح السامر    هل يؤاخذ الإنسان على الأفكار والهواجس السلبية التي تخطر بباله؟    "التنمية الصناعية" تستعد لطرح جديد للأراضي عبر الخريطة الاستثمارية.. اعرف التفاصيل    المجازر تستقبل 27 ألف رأس أضحية خلال أيام عيد الأضحى    مجدي يعقوب يشيد بمشروع التأمين الصحي الشامل ويوجه رسالة للرئيس السيسي    بعد انتشار ظاهرة قطع الأشجار.. تحرك برلماني عاجل لوقف وحظر تصدير الفحم    تفاصيل جديدة في واقعة وفاة الطيار المصري حسن عدس خلال رحلة للسعودية    تنسيق الأزهر 2025.. ما هي الكليات التي يتطلب الالتحاق بها عقد اختبارات قدرات؟    معلومات الوزراء: المتحف المصرى بالتحرير أقدم متحف أثرى فى الشرق الأوسط    شد الحبل وكراسى موسيقية وبالونات.. مراكز شباب الأقصر تبهج الأطفال فى العيد.. صور    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج الهندسة الزراعية والنظم الحيوية جامعة الإسكندرية فرع الشاطبي    إصابة 5 أشخاص نتيجة انقلاب توك توك فى ترعة الشيخ سليم فى الإسماعيلية    بالأسماء.. مصرع شخص وإصابة 5 آخرين في حادث تصادم على طريق أجا بالدقهلية    خبير تحكيمي: طاقم تحكيم مباراة الزمالك والمصري تهاون في حقه وكان يجب إعادة ركلة الجزاء    إيبارشيات وأديرة سوهاج تهنئ قيادات المحافظة بعيد الأضحى المبارك    خبير سياحي: الدولة وفرت الخدمات بالمحميات الطبيعية استعدادا لاستقبال الزوار    الصحة: فحص 14 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة والاعتلال الكلوي    دعاء الخروج من مكة والتوجه إلى منى.. «اللهم إياك أرجو ولك أدعو»    وزير الإسكان: جارٍ تنفيذ 23 مشروعاً لمياه الشرب وصرف صحى الحضر والمناطق الريفية بالوادى الجديد    احذر الحبس 10 سنوات.. عقوبة تزوير المستندات للحصول على بطاقة الخدمات المتكاملة لذوي الإعاقة    دار الإفتاء: ترك مخلفات الذبح في الشوارع حرام شرعًا    طريقة تحضير كبسة اللحم بالأرز البسمتي    دعاء ثالث أيام عيد الأضحى.. اللهم إني أسألك إيمانا دائما وعلما نافعا    الحرس القديم سلاح البرتغال في يورو 2024    المالية: عودة الاقتصاد المصرى لمسار أكثر استقرارًا فى مواجهة التقلبات العالمية    انقطاع الكهرباء عن قرى جنوبية في لبنان جراء قصف إسرائيلي    جانتس: ملتزمون بإبعاد تهديد حزب الله عن سكان الشمال    سفاح البصرة.. القبض على مصري بالعراق قتل 4 مصريين وقطع جثثهم    "سويلم" يوجه باتخاذ الإجراءات اللازمة للاطمئنان على حالة الري خلال عيد الأضحى    هل يجوز للزوجة المشاركة في ثمن الأضحية؟ دار الإفتاء تحسم الأمر    عبد الله غلوش: «إفيهات» الزعيم عادل إمام لا تفقد جاذبيتها رغم مرور الزمن    مدرب بلجيكا: لم نقصر ضد سلوفاكيا ولو سجلنا لاختلف الحديث تماما    تعرف على حكام مباراة الاتحاد والأهلي    العثور على جثة شخص بجوار حوض صرف صحى فى قنا    البطريرك يزور كاتدرائية السيّدة العذراء في مدينة ستراسبورغ – فرنسا    «حضر اغتيال السادات».. إسماعيل فرغلي يكشف تفاصيل جديدة عن حياته الخاصة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العناصر التكفيرية وعملية سيناء
نشر في مصر الجديدة يوم 08 - 08 - 2012

إن العناصر الجهادية بدأت تظهر في كل من رفح والشيخ زويد وهي تحاول الإسراع في ضم أكبر عدد ممكن من الشباب المتشدد إليها.. «فهي تسابق الوقت خوفا من عودة الأمن بقوة لسيناء خلال الفترة المقبلة»،
أن العناصر الموجودة داخل سيناء ما زالت أعدادها محدودة و«هي مجموعات تعتنق فكر الجهاد، بالإضافة إلى بعض المتورطين في تفجيرات (سبق أن وقعت في) سيناء بين عامي 2004 و2006 والذين فروا من السجون عقب الثورة» مطلع العام الماضي. أن الدخول في مواجهة مسلحة في الوقت الحالي مع العناصر المسلحة في سيناء سيؤدي إلى خسائر كبيرة في الجانبين وزيادة الاحتقان بين البدو وأجهزة الأمن، إن التدخل المسلح سيكون الحل الأخير في حال فشل جهود مشايخ البدو في إقناع هذه العناصر بنبذ العنف والعودة للاعتدال. إن «هذه العناصر حصلت على أسلحة حديثة خلال الفترة الماضية تم تهريبها عبر الحدود المصرية مع ليبيا والسودان».إن التوتر في سيناء ووجود الجماعات المسلحة، أمر تستفيد منه إسرائيل لتحقيق أطماعها بدعاوى تردي الأوضاع الأمنية في سيناء. أن الفراغ الأمني بسيناء والذي ظهر في اختفاء قوات الشرطة تماما من رفح والشيخ زويد منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير و التواجد الرمزي لقوات الجيش ومدرعاتها هو الذي شجع هذه الجماعات على الظهور بقوة. وظهرت هذه العناصر بشكل علني في يونيو قبل الماضي عندما نفذ العشرات منهم هجوما على مدينة العريش وهم يحملون الأسلحة الآلية ومدافع آر بي جي ويحملون الرايات السوداء المكتوب عليها لا اله إلا الله. وتجولوا في المدينة لعدة ساعات على متن شاحنات صغيرة وهم ملثمون ويطلقون الرصاص في الهواء ثم هاجموا قسم شرطة ثان العريش . ويحاكم 25 منهم الآن في قضية تنظيم التوحيد والجهاد والذي يواجه تهما بقتل ثلاثة ضباط وثلاثة مجندين ومواطن في هجمات مسلحة على قسم شرطة ثان العريش وبنك الإسكندرية .
هناك جهودا على أعلى مستوى من القوات المسلحة لمعرفة هوية الجناة الذين استهدفوا جنودنا على الحدود، و أنه سيتم تطهير المنطقة من أى عناصر إجرامية، ، مع أهمية الانتشار الكامل للجيش والشرطة فى رفح والشيخ زويد الفترة القادمة.
واصلت قوات الجيش المصرى تكثيف تعزيزاتها العسكرية قرب معبرى رفح وكرم أبو سالم وفرضت طوقا أمنيا على مكان العملية الإرهابية التى استهدفت جنودنا على الحدود. وانتشرت آليات عسكرية ومدرعات وأفراد أمن بصورة كبيرة فى مدينة رفح وفى ميدان الماسورة وهناك توقف شبة تام لعملية نقل البضائع والوقود المهرب عبر الأنفاق وتوقف لمعبر رفح البرى من الاتجاهين. قوات الجيش أقامت أكمنة ثابتة ومتحركة وتجرى عمليات تفتيش واسعة للعابرين كما تقوم طائرات هليكوبتر من مساء أمس بمتابعة الحالة الأمنية والتحليق قرب الحدود وفوق المنطقة التى شهدت العملية وقرب الأكمنة الخاصة بالجيش.
وكانت بداية الأحداث اندلعت مع لحظة الإفطار أمس حيث قامت العناصر التى تسللت من الأنفاق من قطاع غزة وتنتمى إلى ما يعرف باسم جماعة أنصار بيت المقدس وجماعة شورى المجاهدين وهما جماعتان جهاديتان من غزة وتتعاون معها عناصر منها جماعة التكفير والهجرة وعناصر جهادية موالية لتنظيم القاعدة فكريا من سيناء بحسب مصدر أمنى، وقامت بالسطو على مدرعة للأمن المركزى من طراز فهد من كمين الماسورة برفح ثم اتجهت بها إلى وحدة عسكرية قرب العلامة الدولة السادسة قبالة معبر كرم أبو سالم الإسرائيلى. ووفق المصادر كانت الجماعة الإرهابية تستهدف اختطاف مدرعة أخرى ومهاجمة الحدود الإسرائيلية بالمدرعتين ومحاولة اختطاف جنود والعودة والتسلل مرة أخرى بهم إلى غزة أو نقلهم لمكان مجهول فى سيناء.
وأوضحت المصادر أن المخطط فشل جراء إطلاق النار على الوحدة العسكرية، حيث استعد الجانب الإسرائيلى للهجوم بقنال تحذيرية واستدعى الغطاء الجوى. وهاجمت العناصر الإرهابية الوحدة العسكرية بالمدرعة الأولى وأطلقت القذائف الصاروخية والهاون والقنابل على المقر التابع للجيش، مما أدى إلى استشهاد 16 وإصابة 7 آخرين. واستولى المسلحون على مدرعة أخرى وتفرقوا إلى فرقتين، الأولى اتجهت إلى العلامة الدولية السابعة جنوب معبر كرم أبو سالم لاختراق الحدود واستهداف حرس الحدود الإسرائيلى، فيما اتجهت المدرعة الثانية إلى معبر كرم أبو سالم، وتم تفجيرها للفت انتباه إسرائيل إلى المعبر، وبالتالى تسهيل مهمة المدرعة الأولى فيما ألمحت إسرائيل إلى أن قواتها هى التى فجرت المدرعة داخل الأراضى المصرية. ووفق ما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية فإن تفجير المدرعة الأولى قرب المعبر لم يسفر عن خسائر فيما تمكنت الطائرات الحربية الإسرائيلية من قصف المدرعة الثانية بصاروخين بعد توغلها إلى داخل الأراضى الإسرائيلية بقرابة 50 مترا، وبعد تبادل إطلاق النار بينها وبين حرس الحدود الإسرائيلى الذى كان فى حالة استنفار بعد تلقيه تحذيرات شديدة من القيادة الإسرائيلية بوجود مخطط لاستهداف إسرائيليين فى سيناء وطالب السياح الإسرائيليين بالمغادرة وهو ما قوبل بالنفى من جانب المسئولين المصريين فى سيناء متهمين إسرائيل بترديد الشائعات . وأضافت المصادر أن استهداف إسرائيل لمدرعة أدى إلى مقتل 5 عناصر فيها فيما قتلت قوات حرس الحدود الإسرائيلى 3 آخرين بالرصاص خلال الهجوم عل النقطة الأمنية المصرية عن كرم أبو سالم وتم إطلاق طلقات تحذيرية، كما تم تحذير الإسرائيليين من التحرك والتزام بيوتهم خاصة فى المستعمرات القريبة من الحدود. تحدثت مصادر متفرقة في سيناء أمس عن ازدياد الجماعات المسلحة في شبه الجزيرة المصرية المتاخمة لإسرائيل وغزة، مع أنباء عن «معسكرات تدريب»، قائلة إن أعضاء هذه الجماعات يسعون لهدنة مع السلطات المحلية، حتى تتمكن من بناء قدراتها لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل. وأضافت المصادر أن أعضاء الجماعات المتشددة بسيناء جهاديون من جنسيات مختلفة، وتوجد مخاوف من قدرتهم التنظيمية والتسليحية بعد تهريب أعداد كبيرة من الأسلحة من ليبيا والسودان إلى مصر. من؟.. تساؤل يطلقه الجميع الآن لتحديد المسئول عن العملية الارهابية ودماء الشهداء المصريين خاصة مع وجود أكثر من جهة مستفيدة من الأمر، سواء حركة حماس التى تتحكم فى قطاع غزة، او اسرائيل التى حذرت مرارا من تسيب أمنى فى سيناء، أو الجماعات التى تطلق على نفسها جهادية، والتى سجلت نشاط واضح خلال الفترة الماضية فى شبه جزيرة سيناء.
السيناريو الأول: أصابع اسرائيلية
تحدث عدد من الخبراء العسكريين والاستراتيجين، عن إمكانية تورط اسرائيل فى الهجوم الذى وقع بالقرب من معبر رفح، مستدلين على ذلك، بأن قاعدة ”ابحث عن المستفيد من وراء ذلك” تؤكد تورط الجانب الاسرائيلي، كونه واحد من المستفدين من العملية. فاذا نظرنا إلى مكاسب اسرئيل من العملية الارهابية التى استهدفت معبر كرم أبو سالم، نرى أنها ستقلص بشكل كبير من العلاقة الوثيقة بين الدولة المصرية وبين حركة حماس، خاصة بعد تحسنها الواضح عقب وصول مرشح جماعة الاخوان المسلمين إلى الحكم كما تتمثل مكاسب الدولة العبرية من مقتل الجنود المصريين على الحدود ، فى محاولة اسرائيل تعديل اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، لإقامة منطقة عازلة وتبرير استمرار انشاء السياج الأمنى بين مصر واسرائيل.
السيناريو الثانى: حركة حماس
يعد هذا السيناريو من أضعف الاحتمالات على الساحة، لعدة اسباب تتعلق بطبيعة العلاقة بين حماس والأخوان المسلمين، وتطوراتها خلال الأيام الماضية وعقب فوز محمد مرسي بمنصب الرئيس، ولكن.. هناك بعض المؤشرات التى تدعم نظرية مشاركة حركة حماس او على الأقل معرفتها المسبقة بالعملية. من المعروف ان جماعة الاخوان المسلمين تعتبرا لأب الروحى لكل الحركات الاسلامية فى الوطن العربى، ومن ضمنها بالطبع حركة المقاومة الاسلامية حماس، وهو ما شكل علاقة وثيقة بين الجانبين، خاصة مع وصول محمد مرسي مرشح الاخوان للرئاسة. ولكن.. أكدت بعض المصادر العسكرية بشكل غير رسمي لعدد من وسائلا الاعلام، أن الارهابين الذين نفذوا العملية الأخيرة، جاءوا من غزة عن طريق الأنفاق التواجدة على طول الحدود المصرية مع القطاع، وهو ما يلمح لمسؤلية الحركة عن الأمر ، او على الأقل بعلمها به، خاصة وهى المتحكمة الوحيدة فى قطاع غزة منذ ما يقرب من العامين. دعونا نتخيل الأتى: ” عملية على الحدود تقتل وتصيب عشرات الجنود المصريين، ويتسلل المهاجمون للحدود الاسرائيلية ويتمكنوا من الحاق ضرر كبير بالدولة العبرية، ما قد يثير التوتر بين الجانبين المصري والاسرائيلي، لتزاد العلاقة عمقًا بين مصر وحماس، بالاضافة إلى جر مصر لمواجهة محتملة مع اسرائيل والمساح لمزيد من التسهيلات الحدودية للحركة المنعزلة عن كثير من دول العالم”، هل تراه احتمال ممكن؟.
السيناريو الثالث: متطرفين اسلاميين
يتلخص هذا الاحتمال فى أن الجماعات الجهادية هى المسؤولة عن الحادث بمفردها ودون مساعدة من قطاع غزة، استمرارًا لتواجدها ونشاطها فى سيناء منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك. فالجماعات المسلحة فى سيناء قامت خلال الشهور الماضية بعدة عمليات محدودة ضد نقاط مراقبة وكمائن فى سيناء، أسفرت عن خسائر محدودة فى صفوف قوات الأمن المصرية، ولكنها أشارت إلى وجود ملحوظ لهذه الجماعات. الحقيقة الوحيدة المؤكدة فى هذه العملية الاجرامية، هو أن قوات الأمن بكل أشكالها، مقصرة بشكل واضح فى عملها، ومسؤولة مسؤولية واضحة عن مقتل الجنود المصريين. فجهاز المخابرات العامة المسؤول عن الشق المعلوماتى فى سيناء، والمخلول له معرفة أي عملية ارهابية قبل تنفيذها واحباطها، لم يقم بدوره على النحو الأمثل، ليتم التجهيز والتنفيذ دون أن يتمكن من معرفة ذلك أو أن يتدخل لمنعها، ناهيك عن الأخذ بالتحذيرات الاسرائيلية التى خرجت مؤخرا للتحذير من عدم استقرار الأوضاع فى سيناء.
وساد هدوء نسبي الحدود بين مصر وإسرائيل على مدى ثلاثة عقود بعد أن وقع البلدان اتفاقية سلام في 1979 لكن إسرائيل تقول إن القبضة الأمنية على سيناء ضعفت منذ سقوط مبارك. باختصار ،جريمة شمال سيناء ،كانت من تخطيط وتدبير وتمويل جهاز الموساد الإسرائيلي ،ويتعين علينا أن نردها لتل ابيب وفي أعماق أمنها القومي ،نردها بشكل أكثر قوة وحسم ،وهو أقل واجب نتقبله من القائمين علي شئون أمننا القومي في مصر ،لكون أنهم من المفترض أن تكون لديهم معلومات عن وقوع تلك الجريمة ،لاسيما وأن رجال الأمن المشار اليهم يستمعون طوال الأيام والساعات التي سبقت ارتكاب تلك الجريمة تحذيرات من أجهزة أمنية “إسرائيلية “للسياح الصهاينة بالإبتعاد عن سيناء والعودة منها لوجود خطر حدوث عمليات أرهابية بها ،نقول يستمعون لتحذيرات إسرائيلية تكررت علي مدار الأعوام الطويلة الماضية ،وعقب تكرارها تقع مصائب تطال اهلنا ووطننا في سيناء وفي مصر بشكل عام. أذن جهاز الموساد الإسرائيلي قام بتزويد الجماعات الأصولية الخارجة عن العقيدة والتي انتشرت بجبال وسط سيناء بأحدث أنواع المدافع والأسلحة الحديثة والسيارات القادرة علي الانطلاق في الرمال والجبال الوعرة بسرعة شديدة ،تلك الجماعات التي تضم مئات الأفراد وتتلقي تمويلاً خارجياً من عدة دول بالمنطقة ومنظمات الي جانب تل أبيب،وتستهدف بالأساس أعلان إمارة اسلامية في شبه جزيرة سيناء ،والإنفصال بها بعيدا عن السلطة المركزية في القاهرة ،وما نقوله يعرفه كل مواطن يعيش في سيناء،ويعرف القبائل التي تنتمي اليها تلك المجموعات ،والتي لاتتورع عن التنسيق مع” موساد” عن سبق اصرار وترصد لأجل تنفيذ اهدافها . ولانستبعد ان تكون العناصر التي قيل أنها تسللت من غزة لدعم الجناة – ان صحت المعلومة- عناصر تابعة لجهاز الموساد ،ومُكلفة بتنفيذ مخطط يستهدف الوقيعة بين المؤسسة العسكرية والأمنية بمصر ،وبين حركات المقاومة الفلسطينية ،والتي ليس من مصلحتها الآن ولا في الماضي او المستقبل مهاجمة جنود مصر والنيل من جيشها ، ومنذ تفجرت الثورة وتلك العناصر المقنعة المنتمية لمجموعات أصولية بسيناء تتجول علناً بالشوارع وترفع راياتها السوداء التكفيرية وتعلن صراحة استهدافها لكل مظاهر الدولة المركزية وكل رموز سيادتها بسيناء،وكُلنا يذكر كيف هاجمت تلك العناصر قسم شرطة العريش وحاولت السيطرة عليه في مثل هذا الوقت تقريبا وعلي ما اذكر من العام الماضي . ونعتقد أننا كمصريين ليس من مصلحتنا أن نواصل الاحتفاظ ببنود كامب ديفيد تحت زعم الحفاظ علي سيناء ،بينما العكس هو الذي يحدث وأن تلك البنود تهدد سيادة مصر علي سيناء ،بل وتهدد سيناء بالضياع عن مصر ،وهو ما نري ملامحه واضحة الآن ،في أعقاب جريمة الأمس.
في واحدة من المفاجآت الإسرائيلية حول حادث الهجوم على نقطة رفح الحدودية، كشف موقع التليفزيون الإسرائيلي على موقعه بالإنترنت منذ قليل، عن قيام تال روسو، قائد المنطقة الجنوبية الإسرائيلية، بالذهاب إلى الحدود الإسرائيلية عند النقطة الحدودية التابعة لهم والمقابلة للنقطة المصرية، وأمر بإخلائها قبيل ساعات من الهجوم على النقطة المصرية. وأضاف الموقع أنه وردت أنباء لإسرائيل عن قرب تنفيذ عملية هجومية عسكرية على النقطة المصرية، الأمر الذي دفع بقائد المنطقة الجنوبية ذاته إلى التواجد في الموقع المقابل قبل وقوع الحادث، للاطمئنان على جنوده والموقع العسكري الحدودي. وقال موقع التليفزيون الإسرائيلي: إن قائد المنطقة الجنوبية أمر بإخلاء موقع الحراسة القريب من نقطة اختراق السياج الحدودي، لأن المعلومات التي توافرت لديه أكدت أن الهجوم العسكري سيكون شرسًا وقويًا على النقطة المصرية، وعند الغروب علمت القوات الإسرائيلية بالهجوم على النقطة الحدودية المصرية، الأمر الذي أكد لديها صحة المعلومات التى كانت لديها، وأعلنتها منذ مساء يوم الجمعة الماضية. وأضاف التليفزيون، أن القوة الحدودية الإسرائيلية لاحظت وجود مدرعة مصرية تسير على بعد نحو كيلو مترين من خط الحدود، وكانت شاحنة صغيرة تسير وراءها، ولم تتمكن من ضرب المنطقة الحدودية نظرًا لتجهيزاتها، وسارت بجنون نحو عمق الأراضي الإسرائيلية، وتركتها قوات الحدود حتى تعاملت معها القوات الجوية، وحولت العربة المدرعة إلى كتلة من النار. وقبيل ضرب العربة المدرعة انفجرت الشاحنة الصغيرة التي كانت تحتوي على حوالي نصف طن من المواد المتفجرة.
--
كاتب المقال
دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام
ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية
عضو والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.