تشهد الساحة الثقافية المصرية، يوم الجمعة، القادم انتخابات التجديد النصفى لمجلس إدارة اتحاد كتاب مصر، والتى يتنافس فيها 69 مرشحا على 15 مقعدا لعضوية المجلس، وتأتى الانتخابات فى ظل الأجواء الثورية والفترة الحرجة فى حياة الوطن التى تشهد انقساما بين قواها السياسية. ويبلغ عدد كتاب مصر حوالى 3040 كاتبا منهم 1423 كاتبا لهم حق التصويت، وعقب إعلان نتيجة الانتخابات سيتم عقد جلسة الإجراءات الخاصة بانتخاب هيئة المكتب المكونة من الرئيس ونائبه والسكرتير العام وأمين الصندوق. كانت انتخابات التجديد النصفى التى جرت خلال شهر ديسمبر الماضى قد أسفرت عن بقاء محمد سلماوى، والدكتور صلاح الراوى، وجابر بسيونى، وحسن الجوخ، وحسين القباحى، وربيع مفتاح، وعبده الزراع، والدكتور محمد أبو دومة، ومحمد عبد الحافظ، محمود بطوش، والدكتور مرعى مدكور، ومصطفى القاضى، ونوال مهنى، وهالة البدرى والدكتور يسرى العزب. كان من المقرر أن يجرى اتحاد كتاب مصر- بعد ثورة يناير 2011- انتخابات التجديد النصفى ولكن لأنه يمثل الأدباء والمفكرين والكتاب الذين هم ضمير الأمة فقد استشعر الاتحاد أهمية المرحلة والظرف التاريخى الذى تمر به مصر فى حينه فتم حل المجلس بالكامل لكى تجرى الانتخابات على جميع المقاعد. تبرز أهمية انتخابات اتحاد كتاب مصر- الذى تأسس عام 1975 تحت إشراف الكاتب يوسف السباعى، وزير الثقافة آنذاك- لدوره فى الحفاظ على هوية مصر الثقافية القائمة على التعدد بمرجعيتها التاريخية المتعددة التى نشرت حضارتها عبر العالم، كما تشربت من كافة الحضارات حولها، وبمرجعيتها الإسلامية الوسطية المتسامحة، والحفاظ على الحق فى التعبير، والوقوف ضد أى قيود تحاول أن تفرضها الدولة ضد حرية الإبداع والفنون. الدور المؤثر والفعال الذى يتحمل مسئوليته اتحاد الكتاب على الساحة الثقافية بل والساحة العامة، تزايدت صعوبته عما كان قبل ثورة 25 يناير، نظرا للحملات الشرسة ضد الثقافة والمثقفين والتى بات على كتاب وأدباء مصر التصدى لها، فتلك المرحلة الصعبة تتطلب ضخ دماء جديدة فى مجلس إدارة الاتحاد تكون محملة بأفكار قادرة على العطاء وحمل لواء المسئولية، ونشر الثقافة فى ظل ما لحق بالمجتمع من متغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية. ويتطلع كتاب مصر إلى أن يشهد الاتحاد فى ظل الأجواء الثورية طفرة كبرى على الأصعدة كافة ثقافية ومالية واجتماعية، وفق المعطيات الجديدة التى أوجدتها ثورة يناير، لتكون بداية الطريق نحو مستقبل مشرق للاتحاد، يمكنهم من الاضطلاع بدورهم الرائد فى المجتمع، والذى لا غنى عنه فى فترة التحول التاريخى التى تمر بها مصر. ويأمل الكتاب فى أن يكون الاتحاد هو صوت العقل المفقود فى ظل التلاسن والمشاحنة، وأن يساهم فى صناعة المستقبل السياسى للأمة، بدون أن تدق أبوابه السياسة بعباءاتها الحزبية، وأن لا يتم اختيار المرشحين على حسب انتماءاتهم السياسية. ومن المطالب الأساسية للكتاب والأدباء انتهاج سياسة التغيير والفكر الجديد لإتاحة الفرصة لشباب المبدعين من الأعضاء بالتمثيل داخل مجلس الإدارة، وزيادة المعاش بما يسمح بتوفير سبل العيش ويتناسب مع متطلبات الحياة فى ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة، وتفعيل مشروع العلاج بما يضمن للكاتب المصرى الاستغناء عن الإعانات الزهيدة، والتنسيق مع أجهزة الدولة لرعاية الكتاب، بالإضافة إلى ضرورة أن يراعى اتحاد الكتاب فى مشروع النشر أولويات المساواة والعدل ولا يقتصر على نخبة بعينها مادام العمل يستحق النشر.