قال الشيخ نشأت زارع خطيب مسجد سنفا بالدقهلية، إن الأشياء تتميز بضدها فلا يعرف قيمة الصحة إلا المريض، ولا يعرف قيمة الماء إلا الذى يعيش فى الصحراء، ولا يعرف قيمة الطعام إلا الجائع، ولا يعرف قيمة الأمن إلا الخائف، والإسلام اعتبر نعمة الأمن من أعظم النعم على الإنسان، لذلك اهتم بالمحافظة عليها غاية الاهتمام، فنهى عن كل ما يخل بالأمن مهما كان صغيرا، ونهى الإنسان ان يروع أخاه الإنسان حتى رفع الحديدة عليه مجرم وقال النبى (المسلم من سلم الناس من لسانه ويديه). وأضاف "الإسلام بعظمته يأمر بحفظ الأمن للجميع بصرف النظر عن العرق أو الجنس أو الدين، وقد بين ذلك القرآن الكريم، وقد اعتبر الإسلام أن قاتل النفس البريئة كأنما قتل الناس جميعاً، ولقد استجاب الله دعوة سيدنا إبراهيم فانتشر الأمن والطمأنينة فى البلد الحرام واستمر هذا الأمن حتى فى الجاهلية، حتى إن الرجل كان يلقى قاتل أبيه فى مكة فلا يتعرض له بسوء، بينما فقد هذا الأمن وشاع الاضطراب خارج مكة وغيرها، ومن أسباب نشر الأمن العدل، ومصر تعرضت للظلم الاجتماعى والمحسوبية والفساد والرشوة فانتشر العنف وغاب الأمن وانتشر الفقر بشكل كبير، وكل ذلك ليس قضاء وقدرا فقط، وإنما له سبب، لذلك حينما طلب أحد الولاة من عمر بن عبد العزيز مالا ليبنى أسواراً حول المدينة، فقال له وماذا تفعل الأسوار (حصن مدينتك بالعدل ونق طريقها من الظلم)، إن مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النفس وحفظ المال وحفظ العرض وحفظ الدين وحفظ العقل ولا نستطيع حفظ الكليات الخمس إلا بالأمن". وتابع، "لذلك وضع الإسلام أسس الحفاظ على الأمن وذلك بعقاب من يتسبب فى غياب الأمن، حيث قال الله تعالى (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم)، وقال النبى (إن الله ينزع بالسلطان مالا ينزع بالقرآن)، لذلك نحن فى حاجة إلى تطبيق واحترام القانون".