مشرحة زينهم هى المكان الوحيد الذى يستقبل ضحايا الحوادث والمظاهرات، ورغم أنها تعد أكبر وأشهر مشرحة بكافة أنحاء الجمهورية، إلا أنها تعانى من ازدياد عدد الجثث المجهولة التى وصل معظمها إلى هياكل عظمية. عبير عبد الحكيم على هى الوحيدة التى تم التعرف عليها من بين 45 جثة مجهولة فى مشرحة زينهم، والتى تم تصنيفهم إلى 13 جثة مجهول ذكر، و 9 جثث مجهولة أنثى و4 جثث لقطاء ذكور، و8 جثث لقطاء أنثى و4 جثث أطفال مجهولين، ووجود أيضا بقايا 5 جثث لقطاء غير معلوم نوعها. لم يقتصر الأمر على هذا فقط، إلا إن هذا يؤدى لافتقاد بعض الجثث نتيجة لتحميل المشرحة أكثر من طاقاتها الاستيعابية، حيث تستوعب الثلاجة 150 جثة أى استهلاك هذه الجثث ما يقرب من ثُلث مساحة الثلاجة، فيما يتضاعف ذلك الرقم فى أوقات أخرى فى حال وقوع كوارث أو حوادث أخرى. عانى الأطباء الشرعيين والعاملين بمشرحة زينهم من ازدياد عدد الجثث المجهولة، والتى من المفترض الاحتفاظ بالجثث المجهولة داخل ثلاجات المشرحة لمدة 30 يوما فقط فى الصيف و45 يوما فى الشتاء لعدم تحللها. ولم يقتصر الأمر على هذا إلا أنهم غير قادرين على التصرف فى الجثث بدون قرار النيابة بنقل الجثث المجهولة ودفنها بمقابر الصدقة، والتى وصل إلى المشرحة 6 جثث من شهر أكتوبر الماضى، و3 جثث من شهر نوفمبر الماضى و11 جثة من شهر ديسمبر الماضى و7 جثث من شهر يناير الماضى و11 جثة من شهر فبراير الماضى و5 جثث من شهر مارس الجارى. من جانبه أوضح طبيب بمصلحة الطب الشرعى فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" أن حفظ جميع الجثث المجهولة فى أكبر ثلاجة بالمشرحة، وهى تسمى ثلاجة العرض، وذلك لأن تبريدها يعد أعلى تبريد من ثلاجات الأدراج الأخرى، لافتا إلى أنه من المفترض إرسال النيابة لقرار الدفن عقب تشريح الجثث المجهولة لدفنها بمقابر الصدقة. وأشار الطبيب بأن عدد كبير من النيابات لم ترسل قراراتها بدفن الجثث المجهولة، مؤكدا عدم قدرتهم فى التصرف فى الجثة إلا بعد قرار النيابة لمجرد أن المشرحة مكان لحفظ الجثة فقط. وأضاف أن القانون يمنعهم من التبرع بأعضاء الجثث المجهولة، وذلك لأن النيابة هى المسئول الأول والأخير عن التصرف فى الجثث، لذلك يطالبون بتعديلات للقانون تسمح بإمكانية هذا، خاصة أن التبرع بأى عضو يجب التبرع به عقب الوفاة مباشرة.
