إنها مشرحة زينهم ذلك المكان الذي تنبعث منه رائحة الموت وتكشف فيه أسرار الجرائم الغامضة التي تحتفظ بها الجثث..عشش فيها الإهمال.. وضرب أركانها.. والتي أصبحت تعاني وطأة متاعب لا حصر لها ، وأصبح العاملون فيها يئنون من ضخامة وجسامة المسئوليات الملقاة علي عاتقهم " أطباء.. وموظفين.. عمالا.. وفنيين.. رجالاً ونساء.. كلهم يعيشون لحظات مريرة كلما جاءت جثة أحد المتوفين.. وبرفقتها تعليمات من النيابة المختصة بتشريح الجثة.. لوجود شبهة جريمة جنائية. داخل مشرحة زينهم توجد 53 جثة مجهولة الهوية يحيط بها الغموض لا يعرف أحد مصيرها وكيف ستدفن.
شبكة الاعلام العربية " محيط" التقت بأحد الأشخاص الذى عثر على نجله المختفي بمحض الصدفة داخل مشرحة زينهم وتحدثنا معه فى البداية يقول أسمى خالد أعمل سائق تاكسي اختفى نجلى سيد منذ أسبوعين فى ظروف غامضة أثناء ذهابه إلى عمله بجامعة عين شمس.. بدأت ابحث عنه فى كل مكان.. ذهبت للمستشفيات والأقسام ولكن دون جدوى.. لم اترك باباً واحداً إلا وطرقته.. ذهبت لمشرحة زينهم ولكنني لم أعثر على أبنى.. حتى فوضت أمرى لله.. وفى يوم ما أخبرنى أحد أصدقائى بأن هناك العديد من الجثث مجهولة الهوية داخل مشرحة زينهم ومن الممكن أن تكون جثة ابنى هناك.. ترددت فى بداية الأمر خاصة وأننى قد سبق لى الذهاب إلى مشرحة ولكن دون جدوى وبعد إلحاح منه ذهبت معه الى المشرحة وهناك كانت الفاجعة.. عثرت على جثة نجلى سيد ملقاة داخل غرفة بها ما يزيد عن 53 جثة مجهولة الهوية.. لم أتحمل الصدمة وسقطت مغشياً على.. وعندما استجمعت قوتى أخبرنى أحد العمال بأن نجلى توفى فى حادث سيارة وتم نقله للمشرحة, يستطرد خالد حديثه لم أتخيل ما شاهدته عينى.. جثث ملقاة فى مكان غير آدمى من المفترض أنه مكان لتكريم الموتى وعندما سألت أحد الأطباء عن مصير هذه الجثث أخبرنى بأنهم سينتظرون 18 يوماً وإذا لم يتعرف أحد على هذه الجثث سيتم دفنها بمقابر الصدقة.. أطلقت لسيقانى العنان متجها الى النيابة وهناك طلبت من أحد القضاة أن يتحرك بأقصى سرعة ويأمر بتكثيف التحريات عن هذه الجثث إلا أنه قال لى" بلدك كلها كدا " وفى نهاية حديثنا مع الحاج سيد ناشد كل من له ابن أو بنت مختفية أن يذهب لمشرحة زينهم ربما يعثر على جثة نجله هناك ويعرف مصيره قبل أن تدفن هذه الجثث فى مقابر الصدقة ويحيط بها العديد من الغموض.
الدكتور احسان كميل كبير الاطباء الشرعيين اكد على وجود هذه الجثث وان هذه الجثث كل يوم فى ازدياد وكل يوم تخرج جثة وتأتى أخرى ولا يمكننا ان نتصرف فى هذه الجثث الا بتصريح من النيابة كما لايمكننا ان نشرحها الا بتصريح من النيابة .
واضاف كميل : ان الجثث بالفعل موجودة على الارض لأن الحجرة التى بها الجثث صغيرة والثلاجات مليئة بالجثث ولا يوجود مكان لها .. ونأمل ان يأتى ذويهم لأخذ هذه الجثث والتعرف عليها لكن لن يتم ذلك الا بأذن من النيابة .. ولو لم يأت احد لأخذها سيتم دفنها فى مقابر الصدقة لكن فى هذه الحالة لا أحد يتعرف عليها .
وأنهى قائلا : ان هناك نظام جديد سيبدأون فى تنفيذه وهو نظام الحوامل المرفوعة لوضع الجثث عليها لحل هذه المشكل