والدة قتيل الحوامدية تروى مأساتها ل"اليوم السابع": "اللصوص دبحوا ابنى قبل عرسه بأيام".. أطاحوا بأحلامه وتركونى للأحزان.. والمتهم: قلنا له "يا ابنى "التوك توك" بتاعك يلزمنا.. عمل فيها راجل فدبحناه"

ذبح لصوص بالحوامدية شابًا، للاستيلاء على "التوك توك" الخاص به وألقوا الجثة فى الزراعات، وعند القبض عليهم، اعترفوا بارتكابهم الجريمة البشعة، بغرض السرقة، نظرا لمرورهم بأزمات مالية.
التقى "اليوم السابع"، بوالدة القتيل "كريم صبرى"، التى تتشح بالسواد حزنا على فلذة كبدها، الذى كان يجهز نفسه للزواج خلال أيام، إلا أن أطماع اللصوص فى الاستيلاء على "التوك توك" عصفت بجميع أحلامه وليفقد حياته بعدما تمسك بحقه فى الدفاع عن "التوك توك".
قالت الأم "المكلومة" على ابنها: تزوجت برجل من الزاوية الحمراء وأقمنا فى منطقة "الشوبك الغربى" بمدينة البدرشين جنوب الجيزة، لكن معاملته السيئة لى جعلت من الصعوبة استمرار الحياة الزوجية بيننا، وبالرغم من شعورى بجنين يتحرك فى أحشائى، إلا أننى لم أجد حلا سوى الطلاق، حيث انفصلت عنه قبل الولادة وأنجبت بعدها ابنى "كريم".
وأضافت، حرمت نفسى من كل حاجة عشان أربيه كويس، وما أحرموش من حاجة، وبدأ ابنى يكبر رويدا رويدا وعوضنى عما فقدته من حنان مع والده، حتى دخل "كريم" فى العشرينات من العمر، واقترحت عليه أن يتزوج حتى أرى أحفادى قبل موتى، وبالفعل خطب فتاة من بنات الجيران، و"عشان ظروفنا على أدنا أديته إللى حيلتى وقلت له: روح اشترى "توك توك" وجهز نفسك به.. وبالفعل بدأ كريم رحلة العمل الشاق من أجل "تكوين نفسه" فكان يعمل على "التوك توك" ليلا ونهارا.. وكنت أقول له "يا ابنى أرحم نفسك مش كدة" لكنه كان يرد على قائلا: "لقمة العيش مُرة يا أمى".
وتقول: كانت الأسرة بأكملها قد بدأت التجهيزات والاستعدادات لعرس "كريم" الذى صبر كثيرا وتحمل معى قسوة الأيام ومرارتها، وكنا ننتظر هذا اليوم بفارغ الصبر، لعل الفرح يعرف طريق بيتنا، ولا يغادره مرة أخرى، لكن يبدو أن الأحزان، قررت ألا تفارقنا، حيث خرج "كريم" للعمل على "التوك توك"، يوم الحادث وانتظرنا عودته، لكنه لم يعد، وهاتفه المحمول أصبح مغلقا باستمرار،.. ومر الوقت ثقيلا، حتى اقتربت الساعة من الرابعة فجرا وأنا "أقلب كف على كف" وأنزل إلى أول الشارع وأنظر لعله يكون قادمًا من بعيد، وانتظرت حتى أشرقت شمس اليوم التالى لعله يعود دون فائدة.
وتواصل الأم الحزينة مأساتها قائلة: القلق والخوف بدأ يتملكان قلبى، وأيقنت أن مكروها أصاب ابنى وأن الدنيا "استكترت" علينا الفرح، وقطع تفكيرى استدعاء مباحث الحوامدية لى مع أحد الجنود ولما سألته لماذا ؟ أخبرنى:
لأمر هام ولم يزد، فأسرعت إلى هناك، حيث أكد ضباط المباحث أنهم عثروا على جثة ابنى مذبوحا وملقى فى الزراعات بمنطقة أم خنان، فصرخت بكل قوتى وبكيت حتى شعرت أن عيونى جفت من الدموع وأحسست أن الحزن فالق كبدى على ابنى الذى اشترى "التوك توك" من أجل "لقمة العيش" بالحلال والزواج ليدخل الفرح علينا، لكن أطماع المتهمين أطاحت بكل هذا، لكننى مازلت انتظر القصاص العادل من هؤلاء القتلة.
ومن جانب آخر.. اعترف المتهم "أحمد.ع.ح" "28 سنة" عاطل، أنه كان يمر بأزمة مالية فاختمرت فى ذهنه فكرة الاستيلاء على "التوك توك" الخاص بالقتيل، حيث جلس برفقة 3 آخرين من زملائه ورسموا سيناريو الجريمة عن طريق استدراج السائق من منطقة البدرشين بحجة توصيلهم إلى مكان نائى بالحوامدية ثم الاستيلاء على "التوك توك" الخاص به.
وأضاف المتهم، مكنتش عايز أقتله بس هو تمسك ب"التوك توك" و"مارضيش يسيبه وكان هيفضحنا" فقتلته، مشيرا إلى أنه اتفق مع الثلاثة متهمين الآخرين انتظاره فى مكان الجريمة، وبوصول السائق استوقفوه جميعا وأشهروا السلاح فى وجهه وقالوا له "يابنى سيب "التوك توك دا يلزمنا" لكنه أصر على التمسك به وقال لهم "أنا راجل ومش هافرط فى حقى" فهددوه بالقتل لكنه لم يبال بهذه التهديدات فذبحوه وألقوا الجثة فى الزراعات وهربوا قبل القبض عليهم.
كان اللواء عبد الموجود لطفى، مدير أمن الجيزة، قد تلقى إخطارًا من المقدم عمرو شطا رئيس مباحث الحوامدية بالعثور على جثة شاب مذبوحا، فانتقل الرائد أحمد عكاشة، وأحمد فرحات ومحمود يحيى معاونو المباحث، وتبين أن الجثة لسائق "توك توك" مقيم بالحوامدية، وتشكل فريق بحث قاده العميد خالد عميش، مفتش مباحث الجنوب، بإشراف اللواء محمد الشرقاوى، مدير المباحث، لتحديد هوية المتهمين، وتبين أنه عاطل بالاشتراك مع 3 متهمين آخرين وراء ارتكاب الجريمة فتم القبض عليهم واعترفوا أمام اللواء محمود فاروق مدير المباحث الجنائية بارتكابهم للواقعة وتحرر المحضر رقم 429 وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيقات.