هبطت على أرض مطار القاهرة الدولى أمس طائرة الخطوط السورية وبين ركابها سبعة فلسطينيين يحملون جوازات سفر تحمل أختام سلطة "حماس"، إلا أن ما لفت انتباه رجال الأمن المصرى بإدارة جوازات مطار القاهرة هو محتوى مستنداتهم التى تضاربت مع إجاباتهم. وقال الركاب لضابط الجوازات أنهم سافروا من مصر إلى سوريا ثم إلى إيران، وفى العودة غادروا إيران إلى سوريا ومنها إلى القاهرة مرة أخرى، إلا أنه وبفحص مستنداتهم تبين خلو جوازاتهم من أى أختام دخول أو خروج من إيران !. وبتفتيش الفلسطينيين السبعة تم العثور على خرائط ورسوم كروكى لمنشآت سيادية مصرية، فتم إحالة الأمر على الفور إلى جهازى أمن الدولة " الأمن الوطنى حاليا"، وجهاز الأمن القومى لمباشرة التحقيقات، والتعرف على هويتهم وأسباب حملهم لتلك الخرائط والهدف من ذلك، كما تم استدعاء رجال الجمارك لتفتيش الحقائب، ليتم العثور على نسخة أخرى من نفس الخرائط التى عثر الضباط على النسخة الأولى منها بين أيديهم. وقال مصدر أمنى رفيع المستوى ل"اليوم السابع" أنه خلال التحقيقات الأولية مع الفلسطينيين السبعة اكتشف رجال الأمن أنهم دخلوا مصر قادمين من غزة عبر الأنفاق، ثم غادروا من مصر إلى دمشق وهناك قابلهم أحد الأشخاص الذى اصطحبهم إلى إيران وهناك حصلوا على الخرائط، كما تلقوا تدريبات مكثفة لمدة شهر على أيدى رجال الحرس الإيرانى، ثم عادوا إلى سوريا مرة أخري، ومنها إلى مطار القاهرة، وبفحص جوازاتهم اكتشف ضابط الجوازات أنها خالية من أختام دخول ومغادرة إيران وكان ذلك الفخ الذى سقط فيه المتهمين السبعة. وأضاف المصدر أنه وفور العثور على النسخة الأولى من الخرائط بين أيديهم طلبوا من الضباط التنازل عن تلك المخطوطات والخرائط مقابل إعادتهم إلى غزة، إلا أن طلبهم قوبل بالرفض وتم إبلاغ جهازى أمن الدولة والأمن القومى لكى يتوليا التحقيقات الموسعة مع الفلسطينيين السبعة، وهم نادر محمة شحادة أبو شزيفة، ومحمود زهدى سليمان ايو شزيفة، ومحمد بركة عايش الغور، واحمد رمضان محمد مقداد، ومحمد فضل أحمد طافش، ومصعب عبد الله محمد عبد العال، ومحمد عبد العزيز محمد البرى. وبعد ساعات قليلة من التحقيق مع الفلسطينيين السبعة، أعلنت الجهات الرسمية بمطار القاهرة الدولى أن المخطوطات التى كانت بحوزتهم تخص منشآت فلسطينية وتحديدا فى غزة وليس لها علاقة من قريب أو بعيد بأية منشآت مصرية، كما سيتم ترحيلهم إلى غزة اليوم، الخميس، عبر معبر رفح البرى دون أية قيود أو شروط. إفراج السلطات المصرية عن الفلسطينيين السبعة يطرح عدة تساؤلات منها، كيف يتم الإفراج عنهم بعدما تم التأكد من دخولهم الأراضى المصرية بطريق غير شرعي؟، ولماذا تراجعت السلطات المصرية عن تصريحاتها المبدئية بحيازة الفلسطينيين لمخطوطات تخص منشآت سيادية مصرية، وكيف انتهت التحقيقات خلال ساعات قليلة فى قضية تمس الأمن القومي، وما هو الدفاع وراء ترحيلهم خارج البلاد بهذه السرعة.