عقدت بمكتبة الإسكندرية ندوة "رفاعة الطهطاوى: رؤية من قريب"، والتى نظمها منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية وقدمها الشاعر والكاتب صبرى أبو علم، بحضور نخبة من المثقفين ومنهم د.فاروق أباظة أستاذ التاريخ الحديث، واللواء مصطفى أبو سديرة حفيد رفاعة الطهطاوى. وقال د.محمد سليمان رئيس قسم النشر التراثى بمركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية فى افتتاح المحاضرة، إن فكر رفاعة الطهطاوى ارتكز على ثلاثة محاور هى شمولية النظرة، والجمع بين العمل والعقيدة، والمزج بين التراث الإسلامى وفهم الحضارة الأوروبية. وأضاف أن الكثيرين يعتبرون رفاعة الطهطاوى الأب الروحى للنهضة فى مصر بعد أن حمل لواء التعريف بالحضارة الأوروبية ولواء التحديث من خلال ترجمة الكتب الأجنبية ومؤلفاته الإصلاحية. من جانبه، أشار الشاعر صبرى أبو علم إلى أن مشروع محمد على للنهضة فى مصر لكان، معرضاً للانهيار بدون رفاعة الطهطاوى، الذى عدّه من أهم رواد التقدم الذين شكلوا ثريّا عظيمة ذات مصابيح أضاءت سماء مصر. وأشار إلى أن رفاعة اقترح إدخال مدارس البنات إلى مصر عندما كان عضواً فى ديوان المدارس عام 1937، ولكن محمد على اكتفى بمدرسة لتدريب الممرضات. كما عرض مخطوطة نادرة كتبها رفاعة الطهطاوى لابنة خاله كريمة يعدها فيها أنه لن يتزوج غيرها إذا قبلت الزواج به، ومشترطاً عليها أن تقوم علاقتهما على المحبة وأن تعامله معاملة حسنة. ونوه إلى أن رفاعة الطهطاوى تمكن من ترجمة 2000 كتاب وتأليف حوالى 24 كتاباً من أهمها كتاب "تخليص الإبريز فى تلخيص باريس" الذى يحمل اسم آخر، وهو "الديوان النفيس فى إيوان باريس"، وهو باكورة إنتاج بعثة فرنسا عام 1826، مضيفاً أن آخر كتب رفاعة المطبوعة كاملة هى "المرشد الأمين للبنات والبنين"، فقد ألف رفاعة الطهطاوى كتاب عن السيرة النبوية بعنوان "نهاية الإيجاز فى سيرة الحجاز"، ولكنه نشر فى فصول بمجلة روضة المدارس ولم يطبع.