بعد توجيهات الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، تقيم دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة إيناس عبد الدايم، احتفالية فنية ضخمة فى الثامنة مساء الأحد المقبل، تكريماً للموسيقار الراحل عمار الشريعى، وتأكيداً على أهمية وقيمة قمم الفن والثقافة المصرية، وإبرازاً لهويتنا المصرية والعربية، خاصة عظماء الفنانين الذين ساهموا فى تشكيل وجدان الشعوب بأعمالهم التى مازالت تحيا وتستمر، لتمتد إلى الأجيال الجديدة المتعاقبة مثل عمار الشريعى الذى أثرى الحياة الفنية فى مصر والوطن العربى، بأعمال موسيقية وبرامج إذاعية وتليفزيونية، ساهمت بشكل كبير فى تنمية الحس الفنى والوعى الثقافى لدى الجمهور. يحيى الاحتفالية كوكبة من نجوم الغناء الذين تعاون معهم الموسيقار الراحل فى العديد من الأعمال المتميزة، إلى جانب نخبة من سوليستات الموسيقى العربية بالأوبرا، بمصاحبة منتخب فنى يضم عازفى وكورال فرق الأوبرا للموسيقى العربية، وتتضمن فاصلين، الأول بقيادة المايسترو محمد الموجى، ويضم موسيقى تتر مسلسل "دموع فى عيون وقحة"، "مع الايام" تتغنى بها غادة رجب، أغنية مسلسل "حديث الصباح والمساء" أداء إيمان عبد الغنى، "طبعاً أحباب تشدو بها" مى فاروق، "بقلبنا" أداء أحمد عفت، "أميرة فى عابدين" غناء هشام عباس، "أنا ياما تتغنى بها" نادية مصطفى، إلى جانب أحد مؤلفات الراحل يؤديها منفرداً عازف التشيللو عماد عاشور يأتى الفاصل الثانى بقيادة المايسترو مصطفى حلمى، أحد شباب العازفين والقادة الجدد بالفرقة القومية العربية للموسيقى، يضم أغنيات "أكتر من روحى" أداء سوما، "تحت نفس الشمس يغنيها" وليد حيدر، "أقوى من الزمن" تشدو بها مروة ناجى، "بتسأل يا حبيبى" تتغنى بها أميرة أحمد، "أرابيسك" يؤديها خالد سليم، "حبيبتى من ضفايرها" تغنيها هدى عمار، "سيبولى قلبى وحبيت كتير" تشدو بهما ريهام عبد الحكيم، بالإضافة إلى موسيقى من مؤلفات الشريعى يعزفها منفرداً على العود ممدوح الجبالى، ويختتم الفاصل بموسيقى تتر المسلسل الشهير رأفت الهجان. كما تتضمن الاحتفالية عرض فيلم وثائقى يتناول مشواره الفنى ومواقفه الوطنية بعد ثورة يناير، يرويها مجموعة النجوم الذين شاركوه مشواره الفنى، بالإضافة إلى مقتطفات من أشهر البرامج التليفزيونية والإذاعية التى أعدها وقدمها الموسيقار الراحل، كما يتخلل الفقرات عدد من القصائد للشاعرين الكبيرين جمال بخيت وسيد حجاب. كما قامت إدارة دار الأوبرا المصرية بتوجيه الدعوة إلى نخبة من الفنانين والأدباء والمثقفين ورجال الإعلام والفكر والسياسة من محبى عمار الشريعى، وعلى رأسهم أسرة الموسيقار الراحل لحضور الاحتفالية. الجدير بالذكر أن الموسيقار عمار الشريعى ولد فى 16 إبريل 1948 فى مدينة سمالوط بمحافظة المنيا بصعيد مصر، وحصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية من جامعة عين شمس عام 1970، درس التأليف الموسيقى فى مدرسة هادلى سكول الأمريكية لتعليم المكفوفين بالمراسلة، كما التحق بالأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى، بعدما أتقن بمجهود ذاتى العزف على آلات البيانو والأكورديون والعود والأورج، بدأ حياته العملية كعازف لآلة الأكورديون فى عدد من الفرق الموسيقية، ثم تحول إلى الأورج قبل أن يتجه إلى التلحين والتأليف الموسيقى، وكانت أول ألحانه "امسكوا الخشب" للمطربة مها صبرى عام 1975 وزادت ألحانه عن 150 لحنا لمعظم مطربى ومطربات مصر والعالم العربى. كون الشريعى عام 1980 فرقة الأصدقاء التى ضمت أصوات جديدة اكتشفها بنفسه بينها منى عبد الغنى وحنان وعلاء عبد الخالق الذين اشتهروا فيما بعد، كما تميز فى وضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية والمسرحيات التى نال معظمها شهرة واسعة، عين أستاذا غير متفرغ بأكاديمية الفنون المصرية عام 1995 وتناولت العديد من الرسائل العلمية لدرجتى الماجستير والدكتوراه أعماله الفنية من بينها رسالة دكتوراه من جامعة السوربون ( فرنسا(، وضع الموسيقى التصويرية لعشرات الأعمال السينمائية والتليفزيونية والإذاعية، كما قدم بنفسه عددا من البرامج الشهيرة أبرزها البرنامج الإذاعى الذى استمر عدة سنوات "غواص فى بحر النغم"، نال العديد من الجوائز منها جائزة مهرجان فالنسيا (أسبانيا) عام 1986، جائزة مهرجان فيفييه (سويسرا ) عام 1989، وسام التكريم من الطبقة الأولى من السلطان قابوس (سلطنة عمان) عامى 1992 و2005، وسام التكريم من الطبقة الأولى من الملك عبد الله بن الحسين (المملكة الأردنية الهاشمية)، العديد من جوائز الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما والمركز الكاثوليكى للسينما ومهرجان الإذاعة والتليفزيون عن الموسيقى التصويرية من عام 1977 حتى عام1990، جائزة الحصان الذهبى لأحسن ملحن بإذاعة الشرق الأوسط لسبعة عشر عاماً متتالية، جائزة الدولة للتفوق فى الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2005، رحل عن عالمنا فى 7 ديسمبر 2012 بعد صراع مع المرض تاركاً العديد من الأعمال والمؤلفات والبرامج التى ساهمت فى تنمية الحس والوعى الفنى لدى الجماهير المصرية والعربية.