أعلن وزير الخارجية محمد كامل عمرو فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة، بعد تسلمه رئاسة الجلسة خلفا للبنان عن استعداد مصر لتأييد مبادرات وأفكار مُعاذ الخطيب وقيادات الائتلاف الوطنى السورى المعارض، بما يستجيب لتطلعات الشعب السورى فى الحرية، ويحفظ لسوريا وحدتها ولمجتمعها تنوعه. وأكد أن مصر تقف خلف الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية، وأيدت خطوات الشيخ معاذ الخطيب من أجل التوصل لحل للصراع دون التنازل عن الثوابت التى يلتف حولها أبناء سوريا، معربا عن أسفه أن تلك الجهود والمبادرات وجدت أذاناً صماء أبت أن تستمع لصوت العقل ولنداء السلام، واعتمدت الحل العسكرى الذى سيقود البلاد إلى المزيد من القتل والدمار والاحتراب الداخلى. وأشار إلى أن القضية الفلسطينية ستظل هى قضية العرب الرئيسية التى تحتل المرتبة العليا فى وجدان وعقل كل عربى، بل إن تمكين الشعب الفلسطينى الشقيق من الحصول على حقوقه الوطنية المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية بات مطلباً عالمياً وليس عربياً فقط. ودعا وزير الخارجية إلى ضرورة إعادة النظر فى المنهجية الحالية للتعامل مع القضية الفلسطينية، ومراجعة وتطوير الآليات المعتمدة فى هذا الشأن، وعلى رأسها الرباعية الدولية، والتى كانت مسئوليتها الرئيسية التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية من خلال عدد من الوسائل فى مقدمتها مراقبة تنفيذ خارطة الطريق التى وضعتها اللجنة، تلك الخارطة التى طُمست معالمها تحت وطأة الاحتلال، كما ضاع الطريق فى ظل تجاهل وصمت دولى مريبين. وقال إن المطلوب الآن هو القيام بتحرك دبلوماسى يفضى إلى اختراق سياسى، ويضع المجتمع الدولى أمام مسئولياته لتحقيق السلام الشامل والعادل، وإعادة الحق لأصحابه، وإنهاء كافة مظاهر الاحتلال للأراضى الفلسطينية والعربية. من ناحية أخرى، أكد أن مصر ملتزمة التزاماً كاملاً باستكمال الجهود التى بدأتها لاستعادة وحدة الصف الفلسطينى، ونؤكد أنه فى ظل الظروف العصيبة التى تمر بها القضية الفلسطينية، فإن خلافات الأشقاء أضحت ترفاً لا يملكه أحد، وأن المصالحة الشاملة باتت أمراً شديد الإلحاح. وأكد على الأهمية التى توليها مصر لعقد المؤتمر الذى تم الاتفاق عليه، خلال مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار النووى فى 2010، بهدف إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى، والذى كان من المقرر عقده فى ديسمبر 2012، وتم تأجيله استناداً إلى ذرائع غير مقبولة، مطالبا الدول والأطراف المنوط بها الإعداد لهذا المؤتمر الاضطلاع بمسئولياتها، وفقاً للمرجعيات المتفق عليها، والامتناع عن اتخاذ أى إجراء من شأنه إفراغ المؤتمر من مضمونه لما سيكون لذلك من تأثير سلبى أكيد على منظومة عدم الانتشار النووى ومصداقيتها. وأوضح أهمية أن يتحول ملف تطوير منظومة عملنا المشترك إلى أولوية رئيسية، بما يتجاوز مرحلة الشعار والغاية النبيلة، ليترجم فى إجراءات تفصيلية وواضحة ذات نتائج ملموسة يشعر بها، ويقتنع بجدواها المواطن العربى، وتقدم بالشكر لدولة قطر لاستضافتها لاجتماعات القمة العربية، والتى تؤكد على ثقته بأنها ستضيف لبنة جديدة فى مسيرة العمل العربى المشترك، قائلا "ستقربنا من تحقيق آمالنا وطموحاتنا فى الأمن والاستقرار والتقدم والرخاء".