أعلنت جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، بقيادة الدكتور ديبورا بيرسود، تسجيل أول حالة شفاء نهائى من مرض نقص المناعة المكتسبة أو ما يعرف ب"الإيدز" بين الأطفال فى العالم كله، وهو طفل صغير يبلغ من العمر عامين فقط، ومن مواليد ولاية ميسيسيبى. وأشار الدكتور بيرسود إلى أن الطفل الصغير أصيب منذ ولادته بمرض الإيدز نتيجة لإصابة أمه بنفس المرض المناعى، وخضع للعلاج باستخدام مضادات الارتجاع الفيروسى، حتى بلغ من العمر 18 شهراً، ثم تم إيقاف استخدام هذه الأدوية بمعرفة والدته عند بلوغه ثمانية عشر شهراً، ولم يخضع حتى للمتابعة، ثم عاد مرة أخرى للعلاج عند بلوغ الشهر 23. وبرزت هنا مفاجأة كبيرة وغير متوقعة على الإطلاق، فعلى الرغم من عدم حصوله على أى علاجات لمدة خمسة أشهر متتالية إلا أن الفحوصات أثبتت شفاء مرض الإيدز تماماً ولم يظهر للفيروس أى أثر بالجسم حتى عند استخدام أكثر الاختبارات التشخيصية بالدم دقة وحساسية. وأكد الباحثون أنهم سيعكفون فى الفترة القادمة على بحث هذا الحدث الفريد من نوعه، ودراسة العوامل التى ساهمت فى شفاء الطفل الصغير من مرض الإيدز نهائياً، كما سيبحثون الجهاز المناعى الخاص بالطفل لبحث نقاط القوة التى ساهمت فى علاج المرض، خاصة أن الطفل خضع للعلاج بمضادات الفيروسات الارتجاعية فقط، ولم يحصل على أى أدوية خلال ال5 أشهر الأخيرة. أذيعت هذه النتائج فى المؤتمر العلمى الذى عُقد فى مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، وذلك فى الثالث من مارس الجارى، وكان موضوعه الرئيسى حول "الفيروسات الارتجاعية والإصابات الميكروبية الانتهازية".