تختتم اليوم فعاليات مؤتمر المرأة العربية الرابع الذى نظمته منظمة المرأة العربية فى الجزائر فى الفترة من 25 إلى 27 فبراير ، والذى ناقش هذا العام موضوع "المقاولة وريادة الأعمال النسائية فى العالم العربى قيادة وتنمية". وشارك المجلس القومى للمرأة فى المؤتمر ضمن وفد رفيع المستوى يمثل جمهورية مصر العربية، وألقت خلاله السفيرة مرفت التلاوى رئيس المجلس كلمة أكدت خلالها أن مؤتمر المرأة العربية يأتى فى ظل ثورات الربيع العربى التى شاركت المرأة العربية فيها بكل قوة وفاعلية وكان منها الشهيدات والمصابات وكذلك التضحيات بالغالى والنفيس من أجل الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، آملة فى تحقيق مستقبل أفضل لهن ولأوطانهن. وأوضحت السفيرة مرفت التلاوى أنه ظهر فى نفس الوقت تحديات جمة تتمثل فى التعصب الدينى والتمييز والتطرف مما يؤثر على مناحى الحياة فى الدول وخاصةً أوضاع المرأة .. ويتطابق مع هذا فشل النظام الاقتصادى العالمى فى تحقيق الرخاء والتقدم مما أدى إلى تدنى الأوضاع الاقتصادية، وساد عدم الأمن والسلام الاجتماعى مما أثر على أوضاع العديد من الدول العربية وخلق تحديات كبيرة فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتى تهدد استقرار هذه المجتمعات كما تهدد حقوق ومكتسبات المرأة التى ناضلت من أجلها عبر تاريخ طويل. وأشارت إلى أن من أهداف اتفاقية إنشاء منظمة المرأة العربية تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول العربية فى مجال تطوير وضع المرأة العربية، وتحقيق تضامن المرأة العربية باعتبارها ركنا أساسيا للتضامن العربى، وتنسيق المواقف العربية المشتركة فى الشأن العام العربى الدولى ولدى تناول قضايا المرأة فى المحافل الإقليمية والدولية، مضيفة إلى ضرورة أن تنعكس هذه الأهداف على موقف الدول العربية فى المحافل الدولية، خاصةً وأن هناك مؤتمرا للأمم المتحدة فى نيويورك فى أوائل الشهر القادم خاص بالعنف ضد المرأة، معربة عن أملها فى أن تصل الدول العربية إلى موقف موحد وتتفادى الخلاف الذى حدث فى الأعوام السابقة. وأضافت أن التحديات الجديدة فى العالم العربى تتطلب مزيدا من الجهد و الاجتهاد الخلاق لدعم دور المرأة وألا تكون فى مؤخرة الاهتمام وتعطى مكانتها الصحيحة وأن تكون محوراً أساسياً فى العمل العربى وليس هامشياً، مضيفة إلى أن برنامج عمل منظمة المرأة العربية يجب أن يواكب التطورات على أرض الواقع فى الدول العربية واستشراف المستقبل لوضع خطط وبرامج للحد من استنزاف ما حققته المرأة عبر السنين نظراً لظروف واضطرابات مؤقتة بل لتقوية ودعم مكانة المرأة لأن المرأة هى عماد الأسرة والمجتمع ودعمها وتقويتها هو دعم للوحدة الوطنية للدول العربية وتحقيق السلام الاجتماعى ومستقبل الأجيال القادمة. وحول موضوع المؤتمر الرابع لمنظمة المرأة العربية "المقاولة النسائية، أكدت السفيرة أن المؤتمر يتعرض لرافد هام من روافد التنمية الاقتصادية ألا وهو الدور القيادى والتنموى لسيدات الأعمال فى العالم العربى، مشيرة إلى أن هناك الكثير من النساء العربيات اللاتى لهن دور هام فى هذا المجال، وتجارب ناجحة يجب البناء عليها والاستفادة منها، طارحة بعض الأفكار للقيام بذلك منها: بناء قاعدة بيانات تضم سيدات الأعمال العربيات اللاتى يعملن فى كافة المجالات حتى يتسنى التواصل والتعاون بين النساء العربيات العاملات فى هذه المجالات، وإعداد دراسة تقيمية موسعة حول واقع المرأة العربية فى هذه المجالات، والتحديات التى تقابلها ووضع الحلول المناسبة للتغلب عليها، والتركيز على أهمية التدريب المهنى للمرأة، حتى تتمكن من الانخراط فى سوق العمل، وإجراء تعديل فى نظم البنوك لتسهيل إقراض المرأة التى تعمل فى الأنشطة المختلفة فى مجال الأعمال، هذا بالإضافة إلى إنشاء كيانات مالية خاصة، بإقراض المشروعات الصغيرة المناسبة للمرأة الريفية والفقيرة والمُعيلة دون تعقيدات إدارية أو فوائد بنكية، ووضع خطة إعلامية (مسموعة ومرئية ومقروءة) للتعريف بدور المرأة كسيدة أعمال، ونشر وتعميم التجارب الناجحة للاستفادة منها فى تطوير الأداء وتحديثه.