إن العقاب الجسدى للأطفال يتعارض مع جميع التعاليم الإسلامية والدينية الرشيدة، وكذا يتعارض مع جميع قوانين حقوق الإنسان ومع المنظمات الحقوقية الدولية والإقليمية ومنها منظمة الطفولة العالمية ومنظمة الطفولة العربية لحقوق الطفل ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة - اليوسيف وغيرها، علماً بأن بناء الطفل القويم والمعتدل والحر والمتعلم والصحى هو أهم من بناء المدرسة والمصنع والمؤسسة ، كما أن حدود العقوبة يجب أن لا تتجاوز التلويح والإيحاء والتعريف بالمخاطر والعواقب المترتب عليها حجم الأخطاء والذنوب التى إرتكبها الطفل عمداً أو بغير عمد ، كما أن العقوبة بالتوعية والإرشاد هى أكثر نفعاً من العقوبة بالعنف والإذاء الجسدى، كما أن ظاهر العقاب الجسدى للأطفال وغيرهم هو انعكاس لفشل التعرف على سلوكيات الطفل المتغيرة والمتجددة وكذا العجز والقصور فى تحقيق متطلباته واحتياجاته وكذا غياب ثقافة الحوار المرحلى المتدرج مع الأطفال، وكذا غياب وسائل التوعية والإرشاد الفكرى والثقافى والتعليمى والدينى من قبل الأباء والأسر والمجتمعات ومؤسسات الدول الثقافية والتعليمية والإعلامية وغيرها. كما أن ظاهرة العقاب الجسدى تساهم فى بناء وخلق ثقافة الخوف والاحتقان والعنف والعداء المتوارث مع الأجيال ضد الأسرة والمجتمع والدولة، كما تنعكس هذه الظاهرة سلباً على إنتشار ثقافة الجريمة ووئد ثقافة حرية الرأى والابتكار والإبداع والخلق والتجديد لدى الأطفال والتلاميذ والطلاب وغيرهم ، علماً بأن مصر يوجد لديها مجلس قومى للطفولة والأمومة ولكنه غير فاعل لحماية حقوق أطفال الشوارع والمشردين والعاملين والمتسربين من التعليم وغيرهم ، لذا يجب إنهاء ظاهرة العنف الجسدى ضد الأطفال فى المجتمعات العربية وذلك عن طريق إنشاء محكمة الطفل العربية ومحاكم أخرى للطفل بكل قطر عربى وكذا إنشاء هيئة عربية وكذا هيئات أخرى بكل قطر عربى لرعاية وحماية حقوق الطفل العربى وكذا ترسيخ التنشأة الأسرية والمجتمعية والصحية والتربوية والدينية والتعليمية والتوعوية والإرشادية والإعلامية القويمة والمعتدلة للطفل المصرى والعربى فمن ينتصر لحقوق الطفل الضائعة .