سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مراسل بصحيفة "يديعوت أحرونوت" يرصد انتفاضة النساء ضد التحرش.. روى كياس: النساء تحمل السكاكين والهراوات فى مظاهرات التحرير.. وناشطة نسائية: قررنا "خصى" أى رجل يتعرض لنا
أعد مراسل صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية روى كياس تقريرا شاملا عن ظاهرة التحرش الجنسى بالشوارع المصرية وحالات الاغتصاب الجماعى التى تحدث خلال المظاهرات الكبيرة خلال تجوله لعدة أيام بشوارع القاهرة استطلع خلالها آراء الشباب والفتيات والناشطات الحقوقيات عن تلك الظواهر الغريبة على المجتمع المصرى. وقال كياس مراسل الصحيفة العبرية الذى يجيد اللغة العربية ويتحدث اللهجة المصرية بطلاقة خلال تقريره إن مصر تشهد الآن تنامى ظاهرة الاعتداءات الجنسية فى الساحات العامة والميادين بصورة مذهلة، أغلبها تحدث خلال المظاهرات الحاشدة المناهضة للرئيس محمد مرسى. وأوضح كياس أنه استطلع آراء الكثير من الشباب فى الشارع المصرى وكشف من خلالها اختلاف الآراء حول المسئول عن هذه الظاهرة، مشيرا إلى أن العديد من النساء المصريات لم ترهبهن تلك الممارسات الجنسية الوحشية فى حقهن وقرروا عدم السكون والجلوس بالمنازل ونزلوا بالشوارع فى مظاهرات كبيرة حاملين السكاكين والهراوات لنقل رسالة إلى النظام والمتحرشين مفادها أن المرأة لن تبقى صامتة بعد الآن. وقال مراسل الصحيفة العبرية خلال جولته بالقاهرة وبميدان التحرير، إن الشوارع المصرية شهدت فى وقت سابق من هذا الشهر مشاهد غير معتادة وانتهاكات جنسية فى حق العديد من النساء، مما جعلهن يسيرن فى الشوارع ملوحات بالسكاكين والهراوات بشكل متفاخر فى الميدان، مشيرا إلى أن هذه المظاهرة اكتسبت تغطية إعلامية استثنائية فى مصر لتوضح مدى الاشمئزاز الذى بات تشعر به نساء مصر بسبب تزايد ظاهرة التحرش الجنسى والاغتصاب. وقال كياس إن المظاهرة النسائية التى حملن فيها "السكاكين" كانت بمثابة رسالة واضحة لجماعة "الإخوان المسلمين" التى ينتمى إليها رئيس الجمهورية والتى غضت الطرف عن جميع الانتهاكات التى يتعرضن لها، مشيرا إلى أن تلك المظاهرة جذبت أضواء وسائل الإعلام العربية والغربية وأحرجت أعضاء الجماعة ونوابها بمجلس الشورى. ونقل مراسل الصحيفة الإسرائيلية عن إحدى الناشطات المصريات قولها: "كيف يمكن لنظام يقتل المصريين ويستبيح دمائهم أن يحمى النساء من التحرش الجنسى؟"، مضيفة أن النظام الحاكم حاليا يستخدم تلك الأساليب لقمع حركات المعارضة فى محاولة منه لتخويف المرأة بعدم المشاركة فى هذه الأنشطة الاحتجاجية ضد مرسى. ونقل كياس عن ناشطة أخرى قولها وهى تحمل سكين خلال المظاهرة: "نحن يمكننا الدفاع عن أنفسنا"، مشيرا إلى أنه على ما يبدو أن هذه المظاهرة هى الأولى منذ وقت طويل لانتفاضة النساء ضد التحرش الجنسى فى عهد مرسى. وأشار كياس إلى أن الشعارات التى أطلقتها الناشطات المصريات خلال المظاهرة المناهضة للإخوان وصرخاتهن التى دوت فى الهواء أوضحت دور المرأة القوى فى ميدان التحرير. واستشهد المراسل الإسرائيلى خلال تقريره بعدد من المقالات والتقارير الصحفية التى نشرت فى الصحف المصرية عن هذه الظاهرة وتصريحات الناشطة المصرية "عليا المهدى" التى خلعت ملابسها من قبل احتجاجا على النظام الحاكم. وأضاف كياس أنه خلال فى الأسبوع الأخير من يناير والأسبوع الأخير من شهر فبراير فقط تم توثيق ما لا يقل عن 26 حالة اعتداء جنسى فى ميدان التحرير وست حالات اغتصاب جماعى، وأن تلك الحالات فى حاجة إلى رعاية طبية كبيرة، مشيرا إلى أن النساء اللاتى يتعرضن للتحرش أصبح لديهن الجراءة فى الكشف عن تلك الممارسات وتقديم الشكاوى لمراكز الشرطة. ونقل كياس عن إحدى الفتيات تدعى هبة (27 عاما) تعيش فى أحد أحياء الجيزة قرب القاهرة: "إن هذه الظاهرة ليست جديدة ولكن الفرق الوحيد أنه فى الفترة الأخيرة أن النساء أصبحن لا يخجلن فى تقديم الشكوى وأنهن لن يلتزمن الصمت بعد اليوم، وقررن وضع حد لهذه الظاهرة من تلقاء أنفسهن فى حال لم تساعدهن الشرطة أو تحميهن". وأضافت هبة لمراسل يديعوت أحرونوت أن العديد من زملائها قررن عمل تنظيم نسائى جديد يقوم على مواجهة التحرش ب"إخصاء" أى رجل يتعرض لهن أو ينتهك أجسادهن. وفى السياق نفسه، نقل مراسل الصحيفة العبرية عن ناشط سياسى فى مجال حقوق الإنسان قوله: "إن ظاهرة التحرش الجنسى هى ظاهرة اجتماعية تحدث بوضوح خلال التجمعات الجماهيرية، ولكن التحرش فى ميدان التحرير أصبح منهجيا ومنظما ولها أهداف سياسية الهدف منه تخويف النساء لعدم الخروج للمطالبة بحقوقهن". فيما قالت ناشطة سياسية أخرى للمراسل الإسرائيلى: "مشاهد التحرش الجنسى تظهر بكثرة فى المظاهرات المناهضة لمرسى وهناك محاولة لتخويف النساء الأخريات اللاتى لم يجلسن بمنازلهن، وأن النظام الحالى لم يعد لديه رسالة لشعبه.. وأننا لسنا خائفين من الوقوف ضد ديكتاتور يغض النظر عن الانتهاكات التى تحدث للنساء ". وقال كياس إن هذه الانتهاكات التى تحدث فى حق النساء لم تلق أى رد فعل عنيف من جانب السلفيين، بل إن أحد الشيوخ المنتمين للتيارات السلفية يدعى أبو إسلام استفز الرأى العام المصرى بتصريحات الطائفية التى قال فيها إن اللاتى يتعرضن للتحرش فى ميدان التحرير هن من القبطيات وبعض الأرامل مما آثار سخط الشارع المصرى. وأشار مراسل الصحيفة العبرية فى نهاية تقريره إلى أن هذه الظاهرة لا تقتصر على مصر وحدها، بل إن الظاهرة ازدادت خلال الفترة الأخيرة فى العراق أيضا، لافتا إلى أن العديد من الشباب العراقى الذى استطلع رأيهم من خلال أحدى الصحف السعودية عن هذه الظاهرة، أكدوا أن الرجال بالجامعات والمكاتب الحكومية والشوارع هم ضحايا للنساء لأن الشابات يرتدين ملابس مغرية للغاية ويضعن المكياج بأنماط تزيد الرغبة الجنسية.