طول عمرنا بنشوف مصر فى عيد الحب حمرا، والمحلات بتتلون باللون الأحمر والدنيا كلها دباديب وقلوب حمرا وورد حمرا، والشباب بيدوروا على كل حاجة حمرا عشان يهادوا بيها بعض، وتبقى كل بنت فيك يا مصر مستنية عيد الفالنتين من السنة للسنة، حتى المتجوزين بيستنوه وكأن اليوم دا هواللى هيخلص المشاكل اللى موجودة عندهم، وتلاقى الهدايا بتاعتهم برضوا حمرا، قمصان نوم حمرا وبيجامات حمرا، وليلة حمرا يا مصر. وعشان إحنا فى مصر بنختلف تماما عن الآخرين، فالوضع الحالى عندنا عن عيد الحب تحول من الدعوة للحب والعطف للدعوة إلى تكفير كل اللى بيحتفل بعيد الحب، بحجة أنه عيد بتاع قديس، عيد قديس يا كفرة يا معفنين، هذا القديس الذى يسلب عقولكم، ويبتز أموالكم، ويُخرب بيوتكم. هو دا تفكير الناس اللى حوالينا دلوقتى، واللى مالين الدنيا صريخ وعويل ولطم وكلام من نوعية هاتولى راجل وباسم يا سوستة، دلوقتى كل اللى مش معاهم بيعتبرونهم خونة ومأجورين، وكل اللى بيعارضوهم بيعتبرونهم كفرة وزنادقة. وبدل ما الجماعات دى اللى بتدعى التدين والكلام باسم الإسلام تدعو إلى التسامح والحب اللى موجود فى الإسلام، وتدعو إلى نبذ التطرف والعنف وإلى وحدة الوطن، وأن الناس تحب بعض وتتعاون مع بعض، لا لقيناهم بيكفروا الناس وبيأمروا بمنع الاحتفال بالحب وبعيد الحب، بحجة أنه بتاع المسيحيين وبتاع قديس، وأن الناس بتجيب بفلوسها أصنام. يا ناس ياهوووووه، لازم الجماعات دى تفهم أن الحب دا مش حاجة وحشة ولا حاجة من اللى بيفكروا فيها، وأن الحب دا مش منكر ولا خمرا، وأن إحنا لازم ندعو للحب عشان البلد تعيش، وحب خلى الناس تحب، روح للناس يا حب، دا الحب مالينا غيره، والله مالينا غيره.