قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، إن اقتراح الجماعة الإسلامية المتشددة فى مالى والمرتبطة بتنظيم القاعدة تبادل رهينتين أمريكتين محتجزتين فى الجزائر باثنين من المتشددين الإسلاميين المسجونين فى الولاياتالمتحدة، أحدهما الشيخ عمر عبد الرحمن، يدل على أن القاعدة لن تدع الولاياتالمتحدة وشأنها، هذا فى الوقت الذى تعهدت فيه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون بتصعيد الدعم الأمريكى لجهود مكافحة الإرهاب فى شمال أفريقيا. وتضيف الصحيفة أن الولاياتالمتحدة عمدت بحذر وخلف الكواليس نحو تدخل فرنسا فى مالى، على أمل أن يحرم المتشددين الإسلاميين من تأكيد رسالتهم التى مفادها "الغرب ضد الإسلام" والتى يمكن أن يعززها دور أمريكى صريح فى محاولة الإطاحة بالمتشددين الإسلاميين فى مالى. غير أن التقارير التى تحدثت يوم الجمعة الماضية عن أن الجماعة المتشددة المرتبطة بالقاعدة التى نفذت عملية اختطاف الرهائن الأجانب فى الجزائر تريد مبادلة رهينتين أمريكيتين باثنين من المتشددين الإسلاميين فى السجون الأمريكية، تشير إلى أنه ليس بمقدور أمريكا إلا أن تكون فى قلب المعركة العالمية ضد القاعدة والمتشددين الإسلاميين المرتبطين بها. وتابعت الصحيفة قائلة إن التبادل المقترح من جماعة "موقعو الدم" المنبثقة عن تنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامى، يسلط الضوء على أن الجماعات الإسلامية المتشددة تعلمت درسا مهما من قيادات تنظيم القاعدة وهو أن استفزاز الولاياتالمتحدة وجعلها جزءا من القتال ضد الغرب يخدم أهداف التنظيم. واقترحت تلك الجماعة تبادل الرهينتين بالشيح عمر عبد الرحمن والباكستانى عافية صيدقى الذى يقضى حكما بالسجن مدى الحياة لمحاولة قتل جنود أمريكيين فى أفغانستان. ومضت الصحيفة قائلة إن موقف الولاياتالمتحدة الذى أعلنت عنه المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فى تصريحها "الولاياتالمتحدة لا تتفاوض مع الإرهابيين"، قد لا يكون جديدا بالنسبة لخاطفى الرهائن من تنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامى، حسبما يقول محللون إقليميون. وهذا يعنى أن هدف من اقترحوا تلك الصفقة شىء آخر. ويقول باتريك كلاوسون، مدير الأبحاث فى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن هذا يذكره بقول الرئيس العراقى الراحل صدام حسين أنه سيكون راضيا لو غادر الكويت، التى احتلها عام 1990، لو تمت تسوية الصراع الفلسطينى الإسرائيلى وأصبح للفلسطينيين دولتهم. فهذا لن يحدث وكان يعرف ذلك تماما.