فوزى منصور، أستاذ متفرغ بكلية حقوق جامعة عين شمس ثمانينى العمر ورغم الوهن والألم الذى يسكن جسده وبطىء الحركة إلا أن زوجته الأجنبية أصرت على قيام زوجها بدوره الوطنى وإحضار نسخة من الدستور له لقراءتها واصطحابه إلى لجنة الاستفتاء الخاص به بالجيزة للإدلاء بصوته. يقول ساعدتنى زوجتى على هذا العمل لأنه واجب وطنى يجب على كل فرد القيام به مهما كانت أشغاله ومتاعبه، وقد أعانتنى على قراءة الدستور مرتين ونظرا لعملى القانونى استطعت أن أخرج من الدستور السلبيات التى جعلتنى آتى اليوم حتى أقول "لا" للدستور، ومن أهم هذه السلبيات التى استفزت حفيظتى هو شهادة الفقر المطلوبة من كل فرد حتى ينال الدعم أو العلاج وهذه الطريقة إهانة كبيرة للمصريين بالإضافة إلى الصلاحيات التى لازالت تعطى لرئيس الجمهورية أكثر مما يجب أن يعطى له. ويضيف أكثر شىء أسعدنى اليوم، هو إقبال السيدات وإصرارهم على التصويت ووقوفهم لساعات طويلة لإثبات حقوقهم المشروعة. وتقاطعه زوجته الأجنبية وتقول لو كنت أحمل الجنسية المصرية وكان يحق لى التصويت كنت قد قولت مليار "لا" ووقفت مثل سيدات مصر لإثبات حقى، قرأت الدستور فى الأهرام ويكلى وتفسير بعض المتخصصين له بالإضافة إلى الاستفسار من زوجى على النقاط التى يصعب فهمها لى، واكتشفت أن حقوق المرأة تتراجع بصورة كبيرة، وهذا أمر لم نكن نتوقعه جميعا بعد ثورة عظيمة مثل ثورة 25 يناير.