"ليل أوزير" هو عنوان الرواية الجديدة التى صدرت لسعد القرش عن الدار المصرية اللبنانية فى القاهرة، وفيها يرسم عالما متخيلا شديد الواقعية، تبدو نوافذه المطلة أشبه بمرايا متعاكسة، صاغها المؤلف بمهارة واعية مدركة. ويقول الناقد اللبنانى الدكتور جورج جحا، واصفا الرواية أن المؤلف عبر هذه المرايا خلق، ما يبدو لنا كتوأمين هما الماضى والحاضر - حينا، وحينا آخر حالة واحدة تطل بوجهين شبه متطابقين، فلا يدرى القارئ أيهما الأصل، وأيهما الانعكاس أو الشبه، إنه التباس مدروس بمهارة فنية، لأن المشاعر والأفكار والتصرفات - حسنة وسيئة - تكاد تكون واحدة وهنا يكمن كثير من سمات المآسى العربية، حيث يتوقف الزمن عامة إلا عند نخبة من الناس، تستبق حاضرها لكنها تدفع باهظا ثمن تجاوزه سيرا مع حركة الحياة إذا تبتلعها، رمال الزمن السىء المتحركة. والرواية تتناول فترة زمنية تتراوح بين وجود الفرنسيين فى مصر وأيام محمد على باشا، يعرض الكاتب خلالها كثيرا من الظلم التاريخى والإذلال اللذين لحقا بالناس عامة، وبأقليات وطوائف ومذاهب من نصارى ومسلمين وغيرهم فى قرون وسنوات ماضية. تعد رواية "ليل أوزير" هى الرابعة فى سلسلة روايات الكاتب سعد القرش بعد "حديث الجنود" "باب السفينة" و"أول النهار"، كما تضم سلسلة أعماله مجموعتين قصصيتين هما "مرافئ للرحيل" و"شجرة الخلد".