لما تدمعين حيناً ترتعشين وتمرقينا ذات يوم سوف تندمينا تتذكرين خطانا فى كل الدروب لأماكن عبثت بها أقدامنا ستحنّينا عودى بالذكرى ولا بعينيكِ تشردينا ياخطئى وخطايا عودى أو لا تعودى وما تقولينا وتسألين الآن: أكنت تهوانى؟ وكيف الآن ترانى؟ أهواك وإن لم أجب أو يبدو منى البوح والرفض أهواك كما كنا والعمر لا زال فداك أراك حزينة عيناك كطفل وليد ينتزع من ثدى أمه يوم الفطام مذنبة تلتمس الصفح والغفران تتعلق عيناها بالاعتراف تنطلق من فيض الحرمان وتبغى نبع حنان أى منعطف أنتى عصف بكل كيانى؟ رغم ما كان، فما زلت متصلاً أوصالك بذاتى شئتى أم أبيتى، فإنه كان الصدق والذوبان فعودى أو لا تعودى لقد مللت الوعود بحق الحب الذى كان لملمى مزقى أحرف كلماتى كل بقايايا أمحو بكفيك معالمى كل بصماتى أحرقى كل متعلقاتى وأمحو بيدك خصوصياتى كى لا يمحوها سوى يديك ثم انسلخى وتوارى كيفما شئت ثم فكرى أن تعودى أو لا تعودى فما زالت يدايا وقلبى يحفظ العهود عودى وحطمى كل نوافذى منافذى كل قيودى إن شئت فأنا مللت الوعود ألقى بقايا مناديلك المغزولة بشذى عطرى وعبق عرقى حتى لا تذكرى مرغمة وتفكرى أن تعودى يقيناً ستعودى وحتماً ستعودى مرتدية كلماتك فى آذانى ثوب النغم وأرق الشعر والشجون ملء السمع والبصر كما عودتنى، وكما كنت دوماً عناقاً بعد اشتياق مليكة فؤادى ياكهفى وكهوفى معطفى فى سقيع الشتاء والجمود حمايتى من نفسى مكنونة قلبى متى تعودى؟ فإنى ما زلت أتشوق أن تعودى بلا غموض عودى، فإنه عبث ألا تعودى لمحرابى، لقلبى، ومعك كل العهود حقا ستعودى؟