أعلن حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عن إهدائه أربعة آلاف عنوان كتاب نادر من مكتبته الخاصة للمجمع العلمى، مساهمة منه فى دعم وإحياء المجمع بعدما تعرض لحادث الحرق، كما أصدر مرسومًا أميريًا بإنشاء منطقة حرة للنشر فى إمارة الشارقة لتضم كافة دول النشر فى العالم العربى. جاء ذلك خلال افتتاح "القاسمى" بمصاحبة وزير الثقافة المصرى الدكتور محمد صابر عرب، للدورة الواحدة والثلاثين لمعرض الشارقة الدولى للكتاب، والذى تحل فيه مصر ضيف شرف، وأقيم صباح اليوم، الأربعاء، بقاعة الاحتفالات بمركز أكسبو الشارقة وبتنظيم من دائرة الثقافة والاعلام. وذلك بحضور عدد كبير من الأدباء والمثقفين والفنانين من مختلف الدول العربية، ولقى قرار حاكم الشارقة ترحيبًا كبيرًا من جانب الحضور خاصة دعمه للمجمع العلمى، حيث عبر الدكتور إبراهيم بدران رئيس المجمع، ووزير الثقافة عن سعادتهما لولاء حاكم الشارقة وحبه لمصر. وشدد "القاسمى" عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على أهمية التصدى للتحديات التى يواجهها الكاتب والمادة المكتوبة بصفة عامة وكذلك الناشرين التى قد تؤدى إلى اضمحلال تأثير الكاتب المفكر ومشاركته الفعالة فى التطور الثقافى للمجتمع، وعلى مواكبة النشر الالكترونى وإتاحة الكتاب الرقمى مجاناً أو بأسعار زهيدة . وأشار "القاسمى" إلى تحدى الانتشار الواسع لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة وما تنتجه خلال بعض برامجها لما يعتقد البعض أنه بديل للثقافة قائلا "بالرغم من مشاركة مئات الناشرين وعرض مئات الآلاف من الكتب القيمة فى معرضنا هذا العام، يجب أن لا يفوتنا أن نتحدث عن بعض التحديات التى يواجها الكتاب والمادة المكتوبة بصفة عامة فى هذه العقود". وأضاف: "لنبدأ بتأثير الازدياد الهائل فى العقد الأخير للكمّ المتاح من وسائل الإعلام المسموعة والمرئية الحديثة بمختلف أنواعها وأشكالها، والتى تنتشر بلا حدود فى جميع أنحاء العالم وتنتج من خلال بعض برامجها ما يعتقد البعض أنه بديل للثقافة الناتجة عن القراءة المتمعنة للكتب والتفكير والتأمل فى محتوياتها". وأكد "القامسى" على أن هذا الأمر قد يؤدى إلى اضمحلال تأثير الكاتب المفكر ومشاركته الفعالة فى التطور الثقافى للمجتمع واستبدالهما بتأثير الشخصيات الإعلامية والمشاركات المحدودة زمنياً فى معظمها لضيوف البرامج حتى وإن كان بعضهم من كبار المثقفين والمفكرين"، مضيفًا "نحن نؤمن أن لكل دوره ومجاله وعلينا جميعاً كمؤلفين وناشرين ومثقفين أن نفكر فى الطرق المثلى للمحافظة على توازن هذه الأدوار والأخذ بها على وجه السرعة". وأشار حاكم الشارقة إلى التحديات التى تواجه الناشرين المتمثلة فى الانتشار الواسع للكتب الرقمية داعياً دور النشر فى دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربى لمواكبة هذه الثورة الجديدة وابتكار طرق تشجيع القراء للحصول عليها بما يتوافق مع نمطهم المفضل فى القراءة، مؤكدًا أن هذا التحول الكبير فى عالم النشر لا رجعة فيه، ولا يقل عن التحولات الكبرى التى شهدها تاريخ الكتاب مثل اختراع جوتنبرج للطباعة فى عام 1450م" .