إكمالا لدعوتى التى بدأتها بمقالى السابق بعنوان (لنقرأ الدستور أولا ) وهى الدعوة المتضمنة قراءة الدستور ومعرفته جيدا قبل التصويت بنعم أو لا.. أكمل دعوتى بمقالى هذا ولكنى أريد التركيز على دور وسائل الإعلام رغم الثقة المفقودة، إلا أن دور وسائل الإعلام ما زال دورا حيويا لا يمكن التغاضى عنه، فمن وجهة نظرى أن الدور الذى يجب أن تؤديه الوسائل الإعلامية سواء المقروءة منها أو المرئية أو المسموعة هو دور التوعية لا دور الانحياز.. بمعنى أن دور وسائل إعلام وخاصة القنوات التليفزيونية يقتصر على شرح مواد الدستور وتوضيحها وتفسيرها، بالإضافة إلى توضيح واجبات الأفراد أو حقوقهم فى أى من المواد التى تستدعى ذلك، كما يجب عليهم إبراز أوجه الاتفاق والاختلاف بين الدستور الجديد وكافة الدساتير المصرية القديمة ليعرف كل مواطن ما حدث من تغيير وأيهما يفضل حتى يستطيع أن يبنى كل فرد رؤية كاملة عن مدى التغير والتقدم الذى حدث من قبل أعضاء اللجنة التأسيسية، كما أدعو الإعلام أيضا أن يكون ضيوف حلقاتهم من أساتذة الجامعات ورجال القضاء والقانون والمحللين السياسيين الذين لديهم الخبرة الكافية والقدرة على شرح الدستور وتوضيحه بالشكل الذى يناسب عقلية المواطن الأمى والفلاح والطالب وربات البيوت وكافة شرائح المجتمع.. كما أدعو الإعلاميين أنفسهم أن يراعوا الله وضمائرهم ووطنهم فى كل ما يقدمون، وأن يبتعدوا عن الضجة الإعلامية التافهة التى يلهث خلفها البعض، وأن يقدموا ما يساعد المواطنين على اتخاذ القرار السليم سواء بالموافقة أو الرفض.. يجب على الإعلام خلال الفترة المقبلة أن يكون حقا صوت وضمير الأمة وأن يبتعد بنفسه عن الصراع الدائر بين القوى السياسية وألا يشارك أولئك الغوغائيين الذين يبدأون فى فرض آرائهم على الشعب سواء أولئك الذين يدعون للموافقة على الدستور أو رفضه، وأن لا ينحاز الإعلام لأى طرف دون الآخر.. أتمنى أن تصل دعوتى إلى الجميع ولندرك جيدا أن الدستور هو قيمة مصر ومكانتها.. أيها الشعب المصرى لتقرأوا الدستور أولا قبل نعم أو لا.. ولتعلموا أن مصرنا.. مصيرنا.