سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عاوز يبقى لك مكانة مرموقة فى المجتمع؟ اشتغل جزمجى.. هذه هى نظرية «محمد صلاح» فى الحياة كان نفسه يبقى كيميائى وآخرتها فتح سوبر ماركت وسايبر واتعلم الكهربا
«محمد صلاح», شاب فى العقد الثالث من العمر، كان يحلم بأن يعمل فى تركيب الأدوية, أو بأن يساهم فى اختراع أدوية جديدة: «أصل أنا كان نفسى أشتغل كيميائى لكن مجموع الإعدادية أجبرنى إنى أدخل ثانوى تجارى». ضاع حلم الالتحاق بالثانوية العامة, إلا أن محمد أصر على استكمال التعليم العالى من خلال المعهد العالى للدراسات التعاونية والإدارية, لكن هذا التعليم لم يساعده على الالتحاق بأى وظيفة، فقرر أن يصنع مشروعه الخاص. كانت البداية مع مشروع السوبر ماركت فى محافظته، ولكن سرعان ما انتشر البقالون فى المنطقة فحول نشاطه إلى مقهى للإنترنت، يعتمد على ألعاب الكمبيوتر ومشاهدة المواقع الدينية لكن انتشار مقاهى الإنترنت أدى إلى غلق مشروعه. لم ييأس وقتها، وقرر أن يلقى بنفسه فى أى عمل حتى لو كان لا يحقق طموحاته، فعمل فى أحد مصانع الغزل ،حيث كانت مهمته نقل صناديق الخيط إلى المخازن، وطلب أن ينقل إلى قسم الصيانة بالمصنع ولو بنصف المرتب ولكن طلبه رُفض، وهو ما حدث أيضا فى إحدى ورش النجارة التى كان يعمل بها. «كان نفسى يبقى ليا مكانة مرموقة فى المجتمع، أقل ما تخيلت أن أصل إليه، هو أن أعمل فى مجال صيانة الأجهزة الطبية» لذلك فقد اختار المجال الأقرب وعمل كهربائيا واكتسب خبرة فى إصلاح الأجهزة الكهربائية من مرواح ومكانس وخلاطات وخاصة صيانة الكمبيوتر. ترك قريته التى لم يستطع أن يحقق فيها أيا من طموحاته، وجاء إلى القاهرة حيث تعلم تصليح الأحذية واستأجر محلا يعمل به نهارا وينام فيه ليلاً. على الوضع ده، أكيد حلاقى أى فرصة عمل غير السفر بره مصر» فرغم كل العروض للسفر إلى الخارج وخاصة فى السعودية «مقدرش أسيب أمى، أنا متحملش أبعد عنها أو استغنى عنها». اضطر محمد إلى إصلاح الأحذية والشنط، ليتمكن من تدبير الإيجار الشهرى للمحل الذى يعيش فيه «محدش يحب يشتغل فى الجزم ويشم ريحتها، بس الإيجار عالى، ولو استغنيت عنها، تصليح الأجهزة مش حيجيبلى مكسب» قال محمد فى إشارة إلى أن المواد المستخدمة فى تصليح الأحذية غير مكلفة مما يجعل هامش الربح أكبر بعكس قطع غيار الكمبيوتر، إلى جانب شرائه طابعة لتحسين دخله وشراء الأثاث القديم الذى يبيعه مرة أخرى. لم يخبر محمد أهله أنه يعمل فى تصليح الأحذية، خاصة أنه كان يحلم أن يعمل فى مهنة لا يشتم فيها رائحة العرق الصادرة من الأقدام «نفسى أقعد مع أهلى بس مش قادر أواجههم، لأنى مش قادر أقدم لهم حاجة، كان نفسى أكون إيجابى معاهم لكن ما باليد حيلة». رغم أن كل أحلامه تحطمت على صخور الواقع، فابتسامته لا تفارقه أبدا منذ طفولته حتى أن المدرسين كانوا يضربونه اعتقادا منهم أنه يضحك عليهم، فى حين يبرر ابتسامته الدائمة، بأن ملك اليمين موجودعلى كتفه باستمرار «معايا ملك طول الوقت إزاى ماكونش سعيد ؟».