فى السابعة صباحا .. كان الشارع خاليا من المارة تقريبا .. مررت بأحد بائعى الجرائد فوجدت الصور الرئيسية للجرائد هى للمواجهات الدامية يوم الجمعة الماضية فى ميدان التحرير بين فريقين كانا معا فى الثورة، ثم انتهى بهما الأمر يسب كلا منهم الآخر بألفاظ نابية، وأصبحوا كعدوين يتبادلان الأحجار والمولوتوف .. انتابتنى حالة من الإحباط والحزن الشديد .. وكدت أموت كمدا ، فهكذا يبدو كل شئ حزينا ومحبطا ، فهل نفقد الامل؟؟ فمع اللمسة الأولى لنور الثورة فى قلوبنا ، لم نشعر بماذا نفعل بقدر شعورنا أن الأمل يتجسد أمام أعيننا ليصبح حقيقة ملموسة ، عبرنا أصعب حاجزين كانا بداخلنا وهما الخوف واليأس ، آمنا بشئ والجميع كان كافرا به ، كان بداخلنا شئ يفور ويفور وعندما ضاقت به صدورنا خرج للسطح لينفجر بمنتهى القوة والثبات ليدفعنا أمام المدرعات وأمام القنابل وأمام الرصاص ، تعرف ما هذا الشئ .. هو الامل ، فهل مع الوقت ذاب هذا الامل بسخونة الاحداث المتتالية المحبطة ؟؟؟ فمصر هى الدولة الوحيدة التى قامت بثورة فأسقطت رئيس واحد طاغية وأتت بجماعة من الطواغيت ، فهل أخطأنا عندما جئنا بمن كان يقف بجورانا فى الثورة لنسقط من كان ضدها ، هل أخطأنا عندما فقدنا ما بداخلنا من مخزون كان يلهمنا بغداً أفضل ألا وهو الامل فى أسقاط الظلم والأهانة لهذا الشعب ، أن العدو الحقيقى للثورة ليس الفلول أو تصرفات الاخوان السيئة أو الطعنات التى نتلاقها من كل مكان ، العدو الحقيقى أن يمد اليأس أصابعه إلى قلوبنا فينتزع منها الأمل والأصرار ، أن تهدأ الاحلام بداخلنا رويدا رويدا ، أن اليأس يقتل ، لكن الأمل يحدث تغيرات لا تصُدق فى النفوس ، فهل بعد كل ذلك نفقد الأمل؟ فهل نحمل نعش الثورة ونسير خلفه لأن من حكم بعد الثورة ليس مؤمنا بها وخانها ، هل ندوس على جثث الشهداء بأقدامنا وكأننا لا نراها ونمضى فى طريقنا غير آبهين بحقوقهم علينا ، هل نعلق أحلامنا على الشماعة ونعطى لها ظهورنا ، هل نترك المجال لليأس ينهش فى جسد أحلامنا لتفنى وتذهب ، هل نقتل ما بداخلنا من أمل ؟ ، هل هذا هو الحل ؟ ، أليس من العقل أن نحاول ونحاول حتى نصل للهدف ، هل ننسى الدماء التى روت حلم الحرية بالشوراع ، هل ننسى العيون التى أصبحت لا ترى نور صباح الحرية بعد ظلمة ليل الظلم ، هل ننسى كل ذلك ونفقد الأمل؟ كثيرون حول السلطة وقليلون حول الوطن ، هكذا قال غاندى الذى قم بالتغيير ليس بالعنف ولكن بالأمل ، فعند فقد الأمل تضيع الأوطان ويسكن مكان الشرف عدم الضمير ، فهل ستسمحون بذلك ؟ ، لا تعطوا اهتماما لعنترية الاخوان الزائفة الذين يروا أن الشعب فاقد ثقافة الديمقراطية ، ولكن أعطوا الاهتمام الأكثر والأهم لقلوبكم هل مازال بداخلها أمل ام نفذ رصديها منه ، لا تعطوا الأهتمام بمن يكذب وأقواله غير أفعاله ، ولكن أعطوا الأهتمام لصدق قلوبكم هل قلوبكم صادقة فيما تفعله من أجل التغيير ، سيرى البعض كلامى على أنه مجرد مشاعر رقيقة أحاول ان أمس بها قلبك ، ولكن أليس كل ما كنا نمتلكه قبل الثورة هو الأمل ، وهو من كان يدفعنا دائما للقيام بكل شئ ظهر به أجمل ما فينا كشعب ، وعندما فقدناه ظهر بنا أسوا ما فينا ، أرجوكم لا تفقدوا الأمل فهو الامل الاخير لنا جميعا .