أعربت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، عن قلقها إزاء تصاعد أعمال العنف الجارية بالقرب من عدة مواقع مدرجة فى قائمة التراث العالمى فى الجمهورية العربية السورية، كما كررت النداء الذى وجهته من قبل إلى أطراف النزاع من أجل حماية التراث الثقافى السورى. أدلت المديرة العامة لليونسكو بهذا التصريح فى بيان صحفى صادر عن المنظمة بعد ورود معلومات تفيد بأن المسجد الأموى فى حلب قد تضرر من جراء أعمال القتال الضارية الجارية فى مدينة حلب منذ عدة أسابيع للسيطرة على المدينة. وقالت بوكوفا فى رسالة عبر موقع المنظمة "أشعر بقلق بالغ إزاء الأخبار التى يتم تداولها كل يوم عن المعاناة الشديدة للسكان والأضرار التى تلحق بالتراث الثقافى فى جميع أنحاء البلاد. ولقد شهدنا جميعاً الأضرار التى لحقت بمدينة حلب القديمة فى يوليو وبأسواقها قبل حوالى عشرة أيام. واليوم، يتعرض المسجد الأموى الذى يجسد القلب النابض للحياة الدينية فى مدينة حلب، والذى يُعد من أجمل المساجد الإسلامية فى العالم، لمخاطر يصعب تحديد نطاقها فى الوقت الراهن. ولا بد من الإشارة أيضاً إلى أن القرى القديمة فى شمال الجمهورية العربية السورية، التى أُدرجت فى قائمة التراث العالمى فى عام 2011، قد تعرضت أيضاً لأضرار جسيمة، ويبدو أن كنيسة القديس سمعان العمودى ذات القيمة الاستثنائية التى شُيّدت فى العصر البيزنطى قد تضررت أيضاً". وختمت المديرة العامة بالقول: "أناشد مرة جديدة جميع أطراف النزاع أن تراعى القيمة التاريخية والأهمية الرمزية الكبيرة لهذا التراث الثقافى الذى تُعتبر مسئولة عن حمايته، اليوم وفى المستقبل، أمام البشرية جمعاء. فمساءلة أطراف النزاع لن تقتصر على الخسائر المأساوية فى الأرواح، بل ستشمل أيضاً الأضرار التى أُلحقت بالممتلكات التراثية التى تقف شاهدة على تاريخ البشرية".