قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، إن الرئيس محمد مرسى قد جعل الأولوية لمصلحته ومصلحة مصر فى إغلاق أنفاق التهريب من مصر إلى غزة، والتى أدت إلى ارتفاع الأسعار فى القطاع المحاصر. وكان إغلاق الأنفاق قد أشعل حالة من الغضب إزاء الرئيس الإسلامى الجديد فى مصر داخل القطاع، بسبب خنق واحدة من أهم موارد غزة للبضائع. وأشارت الصحيفة إلى أن عملية تدمير الأنفاق التى بدأتها مصر فى أغسطس الماضى كجزء من حملة أمنية فى سيناء، بعد هجوم رفح الذى أودى بحياة 16 من جنود حرس الحدود، قد أدى إلى ارتفاع الأسعار فى غزة، والذى شمل مواد البناء والغذاء. واحتجت حكومة حماس على إغلاق الأنفاق، لكنها استغلت الفرصة أيضاً للضغط على مصر للسماح بتجارة مشروعة بين الجانبين وإغلاق الأنفاق تماماً. وبينما كانت حماس، التى هى فرع من جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، تتوقع شريكا أكثر صداقة عبر الحدود، بعدما نجح مرشح الإخوان محمد مرسى فى الوصول إلى الرئاسة، إلا أن الرئيس المنتخب رفض إقامة منطقة تجارة حرة وقام بحملة على التهريب. ونقلت الصحيفة عن خليل العنانى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية بجامعة دورهام البريطانية قوله إن الرئيس الجديد يضع ببساطة مصالحه ومصالح مصر فوق الصلات الأيديولوجية مع الإخوان المسلمين. ويشير العنانى إلى أنه لا يعتقد أن مرسى سيهدم منصبه السياسى فى مصر إرضاءً لحماس، لافتا إلى أن هناك البعض الذين يخلطون العلاقة الأيديولوجية بين الإخوان فى مصر وحماس فى غزة. لكن عندما يتعلق الأمر بالواقع، فإن السياسة هى الشىء الرئيسى، وليس العقيدة. ويتابع العنانى قائلا: إن مرسى حتى وهو يتعامل مع مشكلة أمنية فى سيناء، يحاول أن يعيد تنصيب نفسه كرئيس لكل المصريين، وليس رئيسا إخوانيا، والاستجابة لطلب حماس بإقامة منطقة تجارة حرة يهدم جهوده؛ لأن معارضيه سيتهمونه بإرضاء حماس على حساب المصالح المصرية. وتوضح الصحيفة أن المسئولين فى مصر طالما خشوا أن يؤدى فتح التجارة مع غزة إلى قيام إسرائيل بغلق حدودها مع القطاع، وتنتقل مسئولية تلبية الاحتياجات الإنسانية لغزة إلى مصر.