تستعد مصر ودول العالم لتطبيق شروط قانون الامتثال الضريبى "فاتكا" الذى يتعقب الأمريكيين المتهربين من دفع الضريبة فى بلادهم عن طريق إنشاء حسابات مصرفية أو الاستثمار فى دول لا تفرض ضرائب على المعاملات الرأسمالية، وذلك تجنبا لعقوبات على المصارف غير المتعاونة مع وزارة الخزانة الأمريكية فى هذا الشأن، تقدر بنحو 30 % من قيمة التحويلات القادمة إليها من الولاياتالمتحدة. وبحسب المصادر الأمريكية، فإن الغرض من القانون هو إرغام دافعى الضرائب الأمريكيين على تسديد الضرائب ومنعهم من اللجوء إلى الودائع أو الصناديق أو غيرها فى دول العالم، لإخفاء الأموال ومن ثم التهرب من الضرائب المطلوب دفعها بحسب القانون الأمريكى. ويفرض قانون "فاتكا" على المصارف فى العالم إرسال بيانات عن حسابات الأمريكيين للخزانة الأمريكية، إذا زادت عن 50 ألف دولار ويعاقب المصارف غير الملتزمة باقتطاع 30% من التحويلات الواردة إليها من الولاياتالمتحدة، وبالنسبة لتطبيق القانون فى الدول العربية، قدر اتحاد المصارف العربية المبالغ المحتمل تحصيلها لصالح الخزانة الأمريكية بنحو 800 مليون دولار إذا تم اقتطاع 30% من حسابات البنوك فى السنة الأولى، وما قد يزيد على عشرات المليارات إذا تم إقتطاع الضريبة مباشرة عبر البنوك. وعن تطبيق القانون فى مصر، قال الدكتور هشام إبراهيم أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، إن قانون "الامتثال الضريبى" الذى تسعى الولاياتالمتحدة لتطبيقه فى مستهل العام القادم، يضر العلاقات المصرية - الأمريكية إذا حاولت الأخيرة فرضه بقوة لتطبيقه على الأمريكيين المستثمرين فى مصر، كونه ينتهك القانون المصرى الذى يحافظ على سرية حسابات العملاء. وأضاف الدكتور هشام إبراهيم فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن القانون قائم على رعاية المصالح الأمريكية دون النظر لمصالح الدول الأخرى، داعيا إلى التعامل بالمثل فيما يخص هذا القانون. وأشار إلى أن العلاقات الاقتصادية تقوم فى الأساس على المنفعة المتبادلة بين الدول، مضيفا أن القانون شأن داخلى للولايات المتحدة، وإذا أرادت تطبيقه خارجها ينبغى أن تبرم اتفاقات مع الدول المختلفة. وعن إمكانية تفاوض الدول العربية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية والمعاملة بالمثل معها قال إبراهيم، إن هذا لا يمكن لأن الأموال العربية فى الولاياتالمتحدة هى أموال باحثة عن فرص استثمارية فى الأساس وليس على سبيل الدعم أو المساعدة، لافتا إلى أن الثروات العربية لم تستخدم فى الضغط على الولاياتالمتحدة إلا فى خلال أكتوبر 1973. وانتقد الدكتور هشام إبراهيم، عزوف المجتمع الدولى عن مناقشة القانون بالرغم صدوره فى الولاياتالمتحدة عام 2010، مضيفا أنه كان هناك عدة فرص لمناقشة القانون. من جانبه، قال الخبير الاقتصادى أحمد آدم، إن تطبيق القانون الأمريكى ليس له تأثير لأن نسبة الأمريكيين المتعاملين فى السوق المصرية ليست كبيرة، بالإضافة إلى أن القانون أمريكى ويطبق على الأمريكيين فقط، مشيرا إلى أن الاستثمارات الأمريكية فى مصر أخذت تنخفض وتأثرت بشكل كبير بعد الأزمة العالمية فى 2008 و2009. وقال أحمد آدم ل أ ش أ، إن التعاون بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية قائم بالفعل منذ وقت طويل فالولاياتالمتحدة كانت ترسل بيانات عملاء أمريكيين متهمين بالإرهاب لمصر بهدف تجميد أرصدتهم وكان ذلك يتم بالفعل.