يأمل شبان مصريون جاءوا إلى قبرص لتقاسم تجربتهم مع ناشطين فى المجتمع المدنى من 28 بلدا فى أوروبا والشرق الأوسط، فى إبقاء "شعلة الثورة المصرية متقدة" بمشاريع تسمح بتعبئة كل الشباب. ويقول عماد كريم الشحات إنه "منذ الثورة يشعر الناس باهتمامهم بالقوة الجديدة، فقد استعادوا فخرهم وكرامتهم لكن ما زال المجتمع المدنى بحاجة لأن يتطور"، ويسعى الشباب إلى إيجاد منبر لتبادل وتصنيف المعلومات حول انتهاكات حقوق الإنسان. ويشارك مائتان من النشطاء فى منتدى المجتمع المدنى الذى يعقد فى العاصمة القبرصية نيقوسيا بتنظيم من اتحاد مؤسسات قبرصية باسم "صنع السلام معا"، وترى سالى محسن أن "السؤال هو هل الثورة مستمرة؟". وتحاول سالى بحماستها من خلال مؤسسة شبابية مصرية أطلقت فى الإسكندرية قبل وقت قصير من اندلاع الثورة عام 2011، بتوجيه طاقة الشباب المصريين نحو الأعمال التطوعية. وتقول "يرغب الكثير من الشباب فى الانخراط خاصة بعد الثورة. انطلاقا من هذا الحماس نحن نحاول أن نبنى وسيلة للعيش" على الأمد الطويل. ويسمح العمل التطوعى لأولئك الذين يناضلون من أجل دخول سوق العمل بأن يضعوا قدمهم فى أول الطريق. وتقوم المؤسسات غير الحكومية التى تعمل مع الشبان بورش عمل حول التعليم المدنى وأعمال فنية للمؤسسات الشريكة وغيرها من الأنشطة لمساعدة الشبان غير المسيسين على تنمية "الشعور بالمسئولية" والانخراط فى الحياة المجتمعية. وبقيت الحركات الشبابية التى كانت مصدر التعبئة فى أوائل عام 2011 عبر موقع فيسبوك خارج السلطة وهى تشاهد ما يحدث بإحباط. ويقول أحمد فتح الباب وهو مؤسس مشارك لشركة إنتاج تطور أفلام فيديو قصيرة وأفلام كارتونية منها حملات توعية مؤيدة للديمقراطية "نحن بحاجة إلى شبكات جيدة وللتمويل لاستمرار الثورة". ويضيف أنه يريد إنشاء موقع تستطيع منه المنظمات غير الحكومية أو مجموعات الضغط والمعلنون أن تقوم بتوظيف مصممى جرافيك شباب أو مخرجين أو متعهدين أحرار فى أعمالهم، ليتمكن هؤلاء من الاجتماع والتوافق حتى الوصول إلى الإنتاج السينمائى. ويتابع "فى صناعة الإعلام وخاصة السينما فإن أقطاب عصر (الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك) ما زالوا موجودين"، مشيرا إلى فيلم يظهر العلاقات بين المسيحيين والإسلاميين والذى رفض تمويله. ويؤكد الناشط منذ وقت طويل جورج إسحق أن "الثورة لم تنته بعد". وكان إسحق المنسق العام السابق للحركة المصرية المعارضة "كفاية" التى كانت نشطة جدا، خلال الثورة التى أسفرت عن سقوط نظام الرئيس المصرى حسنى مبارك عام 2011. وأكمل "نحن كسرنا ثقافة الخوف ونحن بحاجة الآن إلى بناء ثقافة المشاركة والديمقراطية"، مشيرا إلى أنه يرحب بمبادرات مواطنيه الشباب. وبحسب فرانشيسكو روزا من مؤسسة أجل المستقبل وهى مؤسسة إقليمية تسعى إلى الترويج للديموقراطية، فى كثير من بلدان العالم العربى "السلطة كانت مركزية بشكل كبير، وليس لدى الشباب خبرة فى الديموقراطية خاصة على المستوى المحلى". ويحث روزا الشباب على النظر إلى بلدان الاتحاد السوفياتى السابق التى "تعلمت بعد الفشل "كيفية قيادة مرحلة انتقالية والاستفادة من تجارب مثل تلك التى حدثت فى بلغاريا التى انتقلت بنجاح إلى الديموقراطية".