ظهرت اللغة العربية للمرة الأولى كإحدى اللغات الرسمية فى اللقاء الأسبوعى للبابا بنديكت فى إطار محاولة الفاتيكان التواصل بدرجة أكبر مع المسيحيين والمسلمين فى الشرق الأوسط. ويساور الفاتيكان القلق من هجرة مسيحيى الشرق الأوسط الذين يغادر كثير منهم بلادهم خوفا على سلامتهم الشخصية. ويشكل المسيحيون الآن خمسة بالمائة من سكان المنطقة انخفاضا من 20 فى المائة قبل قرن من الزمان. وتشير بعض التقديرات إلى أن عدد المسيحيين فى الشرق الأوسط والبالغ حاليا 12 مليونا قد ينخفض إلى النصف بحلول عام 2020 إذا استمر الأمن ومعدلات المواليد فى التراجع. وقال مسئولو الفاتيكان إن التحدث بالعربية خلال اللقاءات الأسبوعية العامة والتى تذاع على الهواء مباشرة فى تلفزيونات وإذاعات العالم من شأنه أن يبعث رسالة طمأنة للمسيحيين فى منطقة بها كثير من الأماكن المسيحية المقدسة. كما يأملون أن تحسن مخاطبة البابا المسلمين بشكل مباشر العلاقات التى يشوبها التوتر أحيانا. وتلا قس ملخص العظة الأسبوعية للبابا باللغة العربية للمرة الأولى لتنضم إلى الملخصات الأخرى بالفرنسية والإنجليزية والألمانية والأسبانية والبرتغالية والسلوفاكية والتشيكية والبولندية والمجرية والروسية خلال اللقاء الذى حضره الآلاف فى ساحة القديس بطرس. وبعد الخطاب قال البابا باللغة العربية إنه يصلى من أجل جميع الشعوب التى تتحدث بالعربية ودعا أن يباركهم الله جميعا. وقال الفاتيكان إن العربية أضيفت لإظهار اهتمام البابا بمسيحيى الشرق الأوسط وليذكر كلا من المسلمين والمسيحيين بالعمل من أجل السلام فى المنطقة. وذكر الفاتيكان فى بيان أن البابا الذى يتبعه 1.2 مليار مسيحى كاثوليكى فى أنحاء العالم أراد أن يواصل روح زيارته للبنان الشهر الماضى. وخلال هذه الزيارة ناشد البابا كلا من المسلمين والمسيحيين العمل من أجل إنهاء الصراع فى سوريا والسلام فى المنطقة. وكان البابا ألقى عام 2006 خطابا فى ريجنزبورج اعتبره بعض المسلمين هجوما على الإسلام. وقال البابا إنه أسىء فهمه وزار لاحقا مسجدا فى تركيا.