أَجبر الفقر مواطنا سعوديا على تطليق زوجته برضاها لتستفيد من مخصص الضمان الاجتماعى بعد الطلاق، وقالت صحيفة "إخبارية عرعر" الإلكترونية اليوم الثلاثاء أن المواطن الذى اكتفت بالإشارة إلى اسمه ب "ط. العنزي" لا يملك منزلا ولا سيارة إضافة لمرضه وضعف راتبه التقاعدى الذى يتبقى منه 239 ريالاً ( 63 دولار ) بعد سداد ما عليه من التزامات. وأوضحت الصحيفة أن "قيمة إيجار المنزل والبالغ 1200 ريال شهريا يقوم بدفعه أهالى المنطقة"، إلا أن العنزى الذى يبلغ من العمر 52 عاماً ما زال يقف عاجزا ومرددا "ماذا سأفعل فى الأيام المقبلة". ونقلت الصحيفة عن العنزى قوله" له إنه يعول داخل منزله المستأجر أربع بنات وابنين إضافة لوالدتهم وهو جندى متقاعد من الأمن العام منذ أكثر من 7 سنوات ويتقاضى راتباً تقاعدياً مقداره 2600 ريال". وأوضح "الراتب يخصم منه 1200 ريال إيجار المنزل إضافة إلى خصم قسط للبنك فلا يتبقى معه سوى 239 ريالا إضافة إلى دين واجب السداد عليه يبلغ 11500 ريال"، وسجلت السعودية العام الماضى التى تعتبر أول مصدر عالمى للنفط فائضا قياسيا فى الميزانية فاق 81 مليار دولار. وكانت عدد من النشطاء فى المملكة انتقدوا مؤخرا قيام المملكة بمساعدة عدد من الدول وبناء منازل ومستشفيات ومدارس فى تلك الدول على الرغم من تزايد أعداد الفقراء فى المملكة وتزايد المعاناة اليومية التى يشهدها المواطن السعودى فى تلبية احتياجاته. ونشرت بعض المواقع والفضائيات الأجنبية تقارير عن "الفقر فى المملكة العربية السعودية" ووصفت تلك التقارير ملامح الفقر فى السعودية مؤكدة أن نحو 25% من السعوديين يعيشون تحت خط الفقر. وقال التقرير إن 75% من السعوديين مدينين بقروض طويلة الأجل، كما أن "85% من السعوديين لا يملكون مساكنهم الخاصة وفقا لتقرير رسمي، حسب ما قالته الفضائيات. وكشفت دراسة مؤخرا أن "أهم أسباب تزايد الفقر فى المجتمع السعودى هو استمرار انهيار سوق الأسهم السعودية منذ فبراير 2006 وحتى الآن، دون أن تتدخل الدولة لمحاسبة المتسببين فى ذلك أو التدخل لتحسين وضع السوق مع تواصل ارتفاع تكلفة المساكن والمواد الغذائية. وكان وزير المالية السعودى الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف أعلن أول من أمس أن المملكة قدمت مساهمة مالية بلغت 15 مليار لدعم الاقتصاد العالمى عبر صندوق النقد الدولي. وتشير الأرقام والإحصائيات المتداولة إلى تحول الانتحار لظاهرة مقلقة خاصة بين فئة الشباب فى السعودية، وتؤكد ارتباط التزايد المستمر فى حالات الانتحار مع تزايد معدلات الفقر والبطالة وغياب الفرص المتاحة للشباب السعودي، وقد سُلِّط الضوء مؤخرا على قصص عدد من الشباب المنتحرين التى تمحورت فى معظمها حول البطالة والفقر. وفى عام 2010 أفادت إحصائية رسمية صادرة من وزارة الداخلية بأن عام 2009 شهد 787 حالة انتحار فى السعودية بمعدل حالتين يوميا، وأن عدد الحالات زاد عن العام 2008 بتسع وثلاثين حالة، كما أن المقارنة بالسنوات العشر الماضية تؤكد زيادة عدد الحالات بالأضعاف، فبين عام 1994 وعام 2006 زادت الحالات بنسبة 185 بالمائة.