لماذا سيفشل مشروع الرئيس؟

منذ أن أعلن عن مشروع ال100 يوم الذى أطلقه رئيس الجمهورية المنتخب كبداية حماسية لفترة رئاسته وأنا فى ذهول، والرأس من هذا الكلام تدور، لأنه مشروع لا يصدقه عقل وقد نادينا بذلك طويلا لكن لا حياة لمن تنادى، فكيف تحل مشكلات مزمنة منذ عقود فى ثلاثة أشهر، وكيف يتم التعامل مع تلك المشكلات والرئيس فى بداية ولايته كان يقتسم السلطة مع المجلس العسكرى طبقا للإعلان الدستورى المكمل، وحتى بعد أن اختارت قيادة المجلس العسكرى إزاحة الحمل الثقيل عنها وسلمت الرئيس كل السلطات فما الذى سيفعله الرئيس وحزبه لحل خمس مشكلات لو حلت لأصبحنا من الدول المتقدمة، فلو حلت مشكلات الأمن والمرور ورغيف الخبز والوقود والنظافة لأصبحنا نناطح دول العالم الأول.
إن حل تلك المشكلات يتطلب تضافر جهود كل الجهات التنفيذية وتحريك العجلة الاقتصادية وتغيير العادات الاجتماعية فإن حدث كل هذا متزامنا نستطيع أن نمهد لحل هذه المشكلات التى خصها الرئيس بالحل فى مدة حدها الأدنى 1000 يوم، وليس 100 يوم.
سيفشل مشروع الرئيس لأن مشكلة القمامة يلزمها بناء مصنع بكل محافظة على الأقل كبداية لتدوير النفايات وهى مصانع لا تحتاج لتكنولوجيا وبدلا من أن تحرق القمامة على الطرق السريعة وبدلا من أن تكون عبئا وعائقا ماديا ومعنويا تكون مصدرا لزيادة الدخل وتسهم فى التنمية الزراعية والصناعية وتسهم فى حل مشكلة أخرى كمشكلة البطالة.
سيفشل مشروع الرئيس لأن مشروع الخبز يحتاج لزراعة مساحات من القمح تعتمد على الأمطار فى الساحل الشمالى وتعتمد على نظم رى حديثة فى مناطق أخرى، ونحتاج أيضا لمخابز عملاقة تهتم بمعايير الجودة وتنتج خبزا صالحا للاستخدام الآدمى وتحتاج أيضا لتشديد الرقابة على المخابز وسحب الرخص من المخالفين فالعلاقة بين إدارات التموين وبينها أصبحت علاقة ترويض ومهادنة كعلاقة (توم بجيرى).
سيفشل مشروع الرئيس لأن مشروع الوقود يحتاج لبناء خمس مصافى تكرير على الأقل لتلبية الاحتياجات المتزايدة وكذلك رفع الدعم عن الشركات والمصانع الكبرى، كما نحتاج لتشديد عقوبة تهريب المواد البترولية المدعمة.
سيفشل مشروع الرئيس لأن مشكلة الأمن تحتاج لخطة من قيادات الداخلية لرصد وترقب العصابات المنظمة وغير المنظمة ورسم خريطة لها على مستوى الجمهورية فكل إدارة مباحث على مستوى الجمهورية تعرف المسجلين لديها جيدا وأن يتم التحرك ضدها بطريقة منهجية منظمة.
سيفشل مشروع الرئيس لأن مشكلة المرور تحتاج لبناء طرق جديدة بمعايير جديدة وتحتاج لبناء مدن جديدة، نحتاج ألا نرى سيارات موديلات الستينيات والسبيعنيات تمشى فى شوارعنا، نحتاج لتوطين صناعة السيارات والصناعات المغذية لها لدينا حتى لا تهدر أموالنا فى سيارات مستوردة وقطع غيار مرتفعة الثمن.
يا إخوان حدثوا العاقل بما يعقل ولا تلقوا بالمشروعات على الأرض جزافا فتدوسها أقدام العشوائية والفساد والعادات الاجتماعية السيئة وقلة ذات اليد فإننا نمر بأسوأ مراحلنا فيجب مواجهة مشكلاتنا بطرق علمية وعملية وكفانا لعبا على مشاعر البسطاء.