8 سنوات لم تتخلف فيها يوما عن الاستيقاظ فجرا، والتنقل بين المدن لشراء احتياجات فرشتها المتواضعة من مواد البقالة التى تبيعها لأهل قرية «شمبارة» بمركز الزقازيق. هى «أم حسام» أو آمال عطية, التى اضطرت للعمل منذ صغرها فى الأرض لتساعد والدها، ظنت أن الحياة ستبتسم لها وهى لم تتجاوز ال 17 عاماً عندما تقدم لها فارس الأحلام، ولكن رياح القدر لم تمهلها سوى عامين من السعادة أنجبت خلالهما طفلها الأول حسام، بينما لم تمهل الأيام زوجها لكى يرى طفلهما الثانى «مصطفى», توفى الزوج فى حادث تصادم مروع تاركاً لها 7 جنيهات، هى معاشه. أول الحلول لزيادة الدخل كما تقول آمال: «قعدت على فرشة قصاد البيت أبيع فيها مواد البقالة، ومكانش ممكن أتجوز أبداً ولو حتى كان مدير مدرسة، أنا ولادى عندى أغلى من أى جواز.. بعد كده قعدت 10 سنين أشيل أسمنت وجبس على كتفى, وانضف مخزن الجيارة القريب من بيت أبويا لأنى رحت عشت معاه فى الزقازيق وسيبت شمبارة, ابتسامة واحدة من ولادى كانت كفاية علشان أنسى وجع ضهرى وأكتافى, والحمد لله قدرت أدخلهم المدرسة وقتها واكبّرهم، تضيف آمال: دوام الحال من المحال تم إغلاق «الجيارة» فى وقت أصبح فيه حسام فى المرحلة الثانوية ومصطفى فى الإعدادية، معاش والدهما تضاعف وأصبح 40 جنيهاً, ولكن تضاعفت احتياجاتهما أيضاً, وكان ثالث الحلول هو افتتاح حضانة بمنزل والدها لرعاية أبناء الموظفات. 51 عاماً هو عمر آمال اليوم وقد تخرج حسام فى كلية الآداب وأنجب 3 توائم «آمال وفاطمة ومصطفى» بينما تخرج أخوه فى كلية التجارة وأنجب «حسام».. نسيت آمال «شيكارات» الجبس والأسمنت, ووجع الضهر, وفرشة البقالة, فقد تحققت آمالها، ولم يتبق لها سوى حلم واحد: «نفسى أزور قبر رسول الله».