تشهد محافظة المنيا، فى ظل غياب الرقابة واستمرار الانفلات الأمنى، كارثة جديدة تهدد الأراضى الزراعية، وهى كارثة البناء على الأراضى فى شكل ثلاجات أو مزارع دواجن، ومن أجل الحصول على تراخيص البناء لجأ الأهالى إلى تجريف مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية، وذلك لبيع التربة للقائمين على صناعة الطوب اللبن الذى يقوم أصحابه ببناء القمر ليصبح طوباً أحمر يتضاعف سعره عند المواطن، ويظهر ذلك فى القرى النائية، خاصة شرق النيل بملوى وأبو قرقاص. كما يظهر ذلك بشكل أكبر فى قرية جلال الشرقية التابعة لمركز ملوى، والتى تبعد عن المركز عشرات الكيلو مترات. وأكد الأهالى أن لجوء الفلاحين لتجريف أراضيهم وبيع التربة يرجع إلى تردى الحالة الاقتصادية، وعدم القدرة على مواجهة الأسعار، بينما أكد ربيع أحمد، أحد صناع الطوب الأحمر، أن الطوب الأحمر لابد له من تراب، وهناك نقص كبير فى كمية التربة، بسبب عدم عمل بلد وزارات الحفر فى الترع والمصارف منذ فترة طويلة، مما أجبارنا إلى رفع سعر التراب، حتى لا تموت الصنعة، ويجد المواطن البسيط أن سعر الطوب الأحمر الأفرنجى قفز أضعافاً مضاعفة، فصناعة هذا الطوب تقف حائلاً أمام الصناعة الإفرنجية من ارتفاع أسعارها، يجد الفلاح نفسه عاجزاً عن البناء بالطوب الأحمر. بينما أضاف بعض الأهالى أن تلك الصناعة ضرورية فمازال قطاع كبير من المواطنين لا يملكون المال من أجل شراء الطوب الأحمر، فيلجأ للبناء بالطوب اللبن، ورغم أن تحويله إلى طوب أحمر يسبب تلوث البيئة، بسبب القائمين على الصنعة، والذين ينشئون أقمارهم وسط الكتلة السكنية، إلا أنها ضرورية للمواطنين، وفى مقدمتهم الفلاحين الذين عانوا لسنوات طويلة من الظلم والقهر. وأشار الشيخ شافعى ومحمد سيد إلى أن الأهالى تجاوزا فى تجريف الأرض، بعد رفع أسعار التراب، مما قد يصيب الأراضى الزراعية بالتعب، وتصبح بعد سنوات قليلة غير قادرة على الإنتاج، وطالب مسئولى الزراعة ومباحث البيئة بالتدخل، من أجل الهجوم على تجريف الأرضى، حرصاً على الرقعة الزراعية بالمحافظة، كما طالب الوحدة المحلية بالقيام بدورها، وعدم المجاملات فى تحرير المحاضر.