اعتبرت مجلة "تايم"الأمريكية فى نسختها الصادرة اليوم الأربعاء أن الخطاب الذى ألقاه الرئيس الأمريكى باراك أوباما أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها ال67 أمس،استهدف بشكل أساسى الناخب الأمريكى وتجاهل التحديات "الجوهرية"التى تواجهها بلاده على صعيد السياسات الخارجية. وذكرت المجلة -فى سياق تحليل إخبارى أوردته على موقعها الالكتروني-أن خطاب أوباما أثار العديد من التساؤلات حول التحديات التى تواجهها بلاده فى منطقة الشرق الأوسط بدلا من تقديم إجابات واضحة وحاسمة فى هذا الشأن. وأردفت تقول:أن الرسائل التى انطوى عليها خطاب الرئيس الأمريكى أمس لم تستهدف رؤساء الدول والوفود المجتمعة فى مقر الجمعية العامة بقدر ما استهدفت الناخب الأمريكي، الذى قد لا تستهويه كثيرا القضايا الخارجية بقدر ما تهمه المشكلات الاجتماعية والأزمة الاقتصادية. وأضافت"أن "اللهجة القوية وإرادة الرئيس أوباما فى تحفيز القادة الجدد فى العالم العربى كى يعملوا على القضاء على التطرف فى مجتمعاتهم أراد من خلالها بعث الطمأنينة ومخاطبة مخاوف الرأى العام الأمريكى الذى أربكته موجة العنف والاضطرابات التى اندلعت مؤخرا ضد بلاده على إثر اندلاع فيلم أمريكى يسيء للرسول محمد(صلى الله عليه وسلم). ولفتت مجلة "تايم" الأمريكية، من ناحية أخرى، إلى أن أوباما قد تجاهل فى خطابه عدة تحديات رئيسية تواجه سياسات بلاده فى منطقة الشرق الأوسط على رأسها الصراع الفلسطيني-الإسرائيلى والأزمة السورية وبرنامج إيران النووي، حيث رأت أن تناوله للقضية الفلسطينية لم يقدم شيئا ملموسا لمعالجة أزمة "المصداقية والشفافية" التى تواجهها واشنطن مع العالمين:الإسلامى والعربى من جراء مواقفها المتضاربة فى هذا الشأن. وأشارت إلى أن تأكيد أوباما على أن "أن السلام فى الشرق الأوسط لن يتحقق سوى بالتوصل إلى اتفاق عادل بين الجانبين" يمكن أن يقرأ بوصفه "تحذيرا للفلسطينيين ضد مسعاهم لنيل اعتراف دولى بدولتهم"، أما عن الأزمة الطاحنة فى سوريا،ذكرت المجلة أن أوباما لم يقدم أفكارا أو أطروحات جديدة لتسوية النزاع السورى والإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، كما شدد هو فى كلمته، كما أنه تفادى أو تملص-حسب وصف المجلة-من التعرض وتسليط الضوء على كافة التفاصيل والتحديات التى تنطوى عليها الأزمة فى سوريا مثل:أزمة اللاجئين على الحدود التركية والأردنية مع سوريا. وأخيرا فيما يتعلق بالبرنامج النووى الإيراني، قالت المجلة أن الرئيس الديمقراطى -الذى يخوض غمار المنافسة الرئاسية ضد المرشح الجمهورى ميت رومنى -سعى حثيثا من خلال "الفقرتين اللتين خصصهما فى الحديث عن الشأن الإيرانى من خطابه إلى "الحفاظ على شعرة معاوية" بين التأكيد على رغبة بلاده فى انتهاج الدبلوماسية فى التعاطى مع هذا الشأن وبين تحذير قادة إيران بأن الوقت أمامهم بات ينفذ بدلا من طرح حلول أكثر "حسما وإنجازا".