تطورت مراحل العلاج الجراحى لأورام الثدى السرطانية.. فما هى مراحل التطور، وما هى آخر تلك الجراحات الحديثة؟ يوضح لنا الدكتور حسام حسنى أستاذ مساعد الجراحة والتجميل بكلية الطب قصر العينى جامعة القاهرة، أن العلاج الجراحى يظل هو حجر الزاوية والركن الأساسى فى علاج أورام الثدى، ولقد بدأت هذه الجراحات وتنوعت عبر السنين ومرت بمراحل متعددة، فبدأت بعمليات مركبة ومتعددة كان يتم فيها استئصال الثدى والعضلة الصدرية والغدد الليمفاوية تحت الإبط وداخل القفص الصدرى، وكان ينتج عنها تشوه شديد بعد العملية، إضافة إلى مخاطر عدة. وبعد ذلك اتجهت الجراحات لأن تكون أقل حدة، وذلك بعد التقدم الشديد فى وسائل العلاج التكميلى الكيميائى والإشعاعى، وأيضا التقدم فى وسائل التشخيص الحديث مما أتاح فرصة الوصول لنسب شفاء تصل لأكثر من 85% للمراحل المبكرة من المرض. أما عن مراحل التطور الجراحى فى أورام الثدى، فقد بدأت بإمكانية الحفاظ على العضلة الصدرية تحت الثدى والغدد الليمفاوية داخل التجويف الصدرى، وظل هذا هو السائد لعشرات السنين، ثم بدأت مرحلة ثانية تعرف بالاستئصال التحفظى، وفيه يتم استئصال الورم ومنطقة أمان من أنسجة الثدى حول الورم، وبدأت بما يعادل ربع حجم الثدى ثم أخذت منطق الأمان حول الورم تتناقص فى الحجم حتى وصلت إلى ما يعادل 2 سم من الأنسجة حول الورم، وذلك من دون التأثير على معدلات الشفاء أو نسب ارتجاع المرض المعترف بها علميا. ولكن الملاحظ فى العمليات السابقة، سواء تلك التى كان يستأصل فيها الثدى جذريا، والتى مازالت تجرى فى بعض الأورام ذات المراحل المتقدمة أو تلك متعددة المراكز فى الثدى أنها كانت تنتهى بتشوه كامل أو جزئى لمنطقة الصدر والثدى، وعلى ذلك فقد بدأت الجهود لاكتشاف طرق حديثة تقلل من وطأة هذا التشوة الواقع، وقد حدث بالفعل ما يسمى بالاستئصال التجميلى لأورام الثدى، وهو أحدث الطرق المستخدمة حديثا فى علاج جراحات الثدى.