"حط معجون أسنان إذا تعرضت لحرق عشان يهدأ.. حرك إيدك كده لو قلت آه تبقى اتكسرت.. لو حد فقد الوعى وتعرض للإغماء اضربه بالقلم على وشه هيفوق.. لو حد تعرض للاختناق وشرق أثناء الطعام نخبط على ظهره".. أخطاء شائعة اكتسبناها من الثقافة الشعبية، ونقوم جميعاً بتنفيذها على اعتقاد أنها صحيحة ونؤمن بها، ولكن الصدمة أن كل هذه الأخطاء قد تؤدى إلى الوفاة بدلاً من إنقاذ الشخص، ومن هنا نشأت فكرة فريق "شفاء" للإسعافات الأولية، والتى تهدف لتصحيح المفاهيم الصحية الخاطئة المنتشرة بيننا. مجموعة من الأطباء حديثى التخرج قرروا أن ينفعوا المجتمع بما تعلموه وأن يغيروا الثقافة الصحية، للوصول للحد الأدنى منها على الأقل وهو تعلم الإسعافات الأولية، التى تصل نسبة أمية المصريين بها إلى نسب أعلى من الأمية التعليمية. بدأت فكرة المبادرة من د. كمال المبشر، الذى وجد أن أغلب الناس لا تعرف الطريقة الصحيحة للتعامل مع حالات صحية كثيرة قد تحدث أمامنا مثل: الإغماء، الغيبوبة، السكر، الضغط، الكبد، وغيرها علاوة على الحوادث وحالات الغرق والحروق، حيث جمع دكتور كمال مجموعة من أصدقائه الأطباء، الذين تحمسوا لفكرة عمل حملات توعوية ومحاضرات مجانية لنشر ثقافة الإسعافات الأولية . وشارك الدكتور كمال فى تأسيس الفريق مجموعة من أصدقائه أطباء وغير أطباء وهم: د. أحمد جعيصة، المسئول عن المحاضرين بفريق شفاء، د. سلمى النجار، محاضرة، أسماء سميح، المسئولة عن لجنة تنظيم محاضرات الفريق، باسم مسلم، المسئول عن لجنة الدعاية ومصمم لوجو الفريق، ومع انتشار محاضرات الفريق زاد عدد المتطوعين حتى وصل إلى 30 شخصا حتى الآن. د. كمال المبشر، مؤسس فريق شفاء، قال، لليوم السابع، إنه بدأ تطبيق الفكرة بعمل محاضرات توعوية فى المدارس والجمعيات الخيرية والجامعات فى يناير 2012، موضحاً أن الهدف من المبادرة هى مجتمع خال من أمية الإسعافات الأولية التى زادت عن حدها حتى أصبحت تفوق الأمية التعليمية، حيث إن عددا كبيرا جداً من المتعلمين ليس لديهم ثقافة الإسعافات الأولية، وكذلك تغيير الثقافة المجتمعية والوصول إلى الحد الأدنى من الثقافة الصحية. وأوضح أنهم بدأوا المبادرة بتقديم محاضرات توعوية مجانية فى أماكن عديدة ومنها: مدرسة اليسر بالمعادى الجديدة، مكتبة ألف بالزمالك، مركز التعليم المدنى بالجزيرة، كلية الهندسة جامعة القاهرة بالتعاون مع فريق صناع الحياة، مكتبة مصر العامة بالجيزة، كلية دار العلوم بجامعة القاهرة بالتعاون مع أسرة ابتسامة، مشروع نهضة مدينة بالقناطر الخيرية، الجامعة الأمريكية بالتعاون مع فانوس العلم، جمعية رسالة بالتعاون مع فريق أنوار رسالة. وأشار إلى أن الفريق سوف ينتشر فى القاهرة الكبرى خلال المرحلة الحالية عن طريق الجامعات والمدارس والجمعيات الأهلية ، حتى يصلوا لأكبر قدر من الناس، كما أنهم سيسافرون للمحافظات التى ستطلبهم لتقديم المحاضرات بها، مضيفاً أنهم سوف يقدمون محاضرة فى جامعة عين شمس أول أسبوع فى الدراسة. وعن الأخطاء الشائعة التى تعلمناها من الثقافة الشعبية، قال د. كمال أن هناك الكثير من المعلومات الخاطئة والطرق الخاطئة فى الإسعافات مثل: التعامل مع الحروق بوضع معجون أسنان، وهذا خطأ شائع، حيث إن المعجون يزيد من حرق الأنسجة ويكتم الحرارة الموجودة وبالتالى تسوء الحالة، وكذلك وضع الثلج على الحرق يسبب حرقا ثلجيا، مشدداً على أن الطريقة الصحيحة للتعامل مع الحروق هو تركه مدة 10 دقائق تحت المياه الجارية من الحنفية. وأشار إلى أنه إذا تعرض أحد للاختناق أثناء الأكل، فمن الخطأ أن نخبط على ظهره أو نجعله يشرب مياها، والتصرف الصحيح هو أن نتركه "يكح" كرد فعل طبيعى لطرد الجسم الغريب، أما فى حالة تعرضه لاختناق كلى ويمسك برقبته، فالحل هو عمل "كحة صناعية". وعن التعامل مع الكسر أوضح أننا نأتى بالمنديل المثلث الموجود فى شنطة الإسعافات الأولية ونعقده من الطرف ثم نربط كتف المصاب برقبته، لمسك الكسر حتى يذهب المصاب للطبيب. وأوضح أن الإسعافات الأولية مهمة جداً فقد تنقذ أى مريض من الوفاة، إذا تم تطبيقها بشكل صحيح، مضيفاً أن وزارة التعليم لابد أن تضيف مادة خاصة للإسعافات الأولية فى المناهج الدراسية. وأشار إلى أن هناك تفاعلا كبيرا من الناس مع محاضراتهم خاصة أنها تفاعلية، حيث إن الناس تشاركهم بتعليقاتهم وآرائهم، كما أن نسبة الحضور عالية جداً، ولكنهم يرغبون فى تحقيق المزيد من الانتشار بين الناس، وكذلك زيادة عدد المتطوعين فى الفريق، لتحقيق انتشار بشكل أوسع.