"نحن نرفض التدخل الإيرانى فى العراق أو المنطقة العربية بكل صوره، ولابد من وقفة جادة أمام هذا التدخل"، كان هذا هو التصريح الأبرز الذى قاله الشيخ حسين المؤيد رئيس الوفد العراقى فى المؤتمر السنوى للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية. فالمؤيد الذى رفض التعليق على مدى تأثير غياب الوفد الإيرانى عن المؤتمر، أكد أنه، أى المؤتمر، يمثل "رسالة مهمة جدا لأكثر من جهة وعلى رأسهم إيران". المؤيد قال أيضا لليوم السابع إنه من الواضح جدا أن الحكومة الأمريكيةالجديدة بقيادة باراك أوباما غير مستعدة أو قابلة للوجود الإيرانى فى العراق، كما أنها تتبنى سياسة تدين هذا الوجود وتعمل على الحماية منه، مشيرا إلى أن العالم الإسلامى يستطيع أن يلعب دورا حيويا على المستوى الدولى، ولكن هذا لن يكون إلا أذا توحدت الآراء والتوجهات. ولم تكن قضية غياب إيران هى الحدث الوحيد الذى شغل حيز اهتمام الحاضرين من حوالى 85 دولة، فى المؤتمر السنوى للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، فبخلاف الكلمات المقتضبة التى ألقاها كل من شيخ الأزهر والبابا الشنودة، والأخطاء اللغوية التى تكررت فى خطاب الدكتور أحمد نظيف، أو حتى غياب الشيخ عكرمة صبرى مفتى القدس السابق لأول مرة عن المؤتمر، إلا أن الأجندة طغى عليها أيضا قضية السودان وصدور قرار من المحكمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس عمر البشير وبدا هذا واضحا من التحركات النشطة لأعضاء الوفد السودانى، من أجل دعم إصدار بيان موحد عن المجلس يندد بالقرار. فمن جانبه، استنكر الدكتور عصام الدين البشير وزير الأوقاف السودانى السابق ورئيس الوفد السودانى القرار، وقال إن المحكمة بعيدة كل البعد عن العدالة التى تدعيها. وصرح عصام الدين لليوم السابع أن تلك المحكمة الدولية ذبحت باسم العدالة رمزا للشعب السودانى كله، بينما صمتت عن جرائم وحشية غادرة فى غزة وكشمير وأفغانستان، وأضاف أن المطلوب الآن هو توحيد الصف العربى أمام ما وصفه بالتهافت الغربى على إذلال العرب. وأضاف رئيس المجلس الإسلامى بالسودان الشيخ عمر إدريس أن جميع الأدلة التى عرضتها المحكمة ضد البشير " مزورة"، وسيقف الشعب السودانى بأكمله ضدها فردا فردا، فالقضية، على حد قوله، سياسية فى المقام الأول، مشيرا إلى أن الشعب السودانى ينتظر من مصر التوأم للسودان أن تقوم بدورها تجاه هذا القرار، لأن أمن مصر من أمن السودان. وعلى الرغم من عنوان المؤتمر الذى كان منصبا على قضية التجديد الدينى، إلا أن كل طرف استغل انتهاء الجلسة الافتتاحية لينشغل بأمور أخرى، ففى الوقت الذى جلس فيه شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى مستمعا للمبحث الذى قدمه الدكتور عصام البشير حول قضايا التجديد الدينى، حرص الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر على عقد مائدة مستديرة مغلقة حضرها كل من الدكتور على السمان عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ونائب رئيس لجنة حوار الأديان السابق بالأزهر، إضافة إلى الدكتور نبيل لوقا بباوى عضو مجلس الشورى، وكانت الجلسة تدور حول قضية حوار الأديان ودور المناهج الدراسية فى نشر ثقافة التعايش. فى الجانب الآخر، كان هناك لقاء خاص جمع بين الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف، والشيخ عبد الهادى القصبى أحد المنازعين على مشيخة الصوفية، واستمر هذا اللقاء قرابة ثلث الساعة، رفض بعدها القصبى الكشف عما إذا كان هنالك بوادر حل لأزمة الصوفية، باعتبار أن وزير الأوقاف أحد الأطراف فى اختيار شيخ المشايخ.