بعد يوم واحد من إعلان الرئيس الصومالى شيخ شريف شيخ أحمد عن تمسكه بخيار المصالحة والحوار مع المعارضة وتطبيق الشريعة، قام الحزب الإسلامى الذى يرأسه الدكتور عمر إمام وهو ثانى أكبر التنظيمات الإسلامية المعارضة للحكومة، بتفكيك كافة قواعده العسكرية فى العاصمة مقديشيو، وذلك عقب وساطة الدكتور يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، من خلال لجنة خماسية ذهبت إلى مقديشيو لهذا الغرض. جاء هذا التطور الإيجابى الذى أشاع الارتياح والطمأنينة فى نفوس سكان العاصمة الصومالية والتى كانت مسرحا لاشتباكات دامية بين مقاتلى الحزب الإسلامى وبين القوات الحكومية الأسبوع الماضى، بفضل جهود حثيثة بذلها أعضاء لجنة الوساطة على مدى الأسبوعين الماضيين. وبالمثل أكد رئيس الوزراء الصومالى عمر عبد الرشيد شرماركى حرص حكومته الكامل على إجراء الحوار مع كافة أشكال المعارضة سواء كانوا من تنظيم شباب المجاهدين والحزب الاسلامى أم غيرهم. وصرح المحلل السياسى عابى فارح عثمان فى رده على سؤال لليوم السابع حول التطور الحاصل فى مقديشيو، بأن هذا التطور إيجابى، حيث يتيح على الأقل التقاط الأنفاس لسكان مقديشيو المحاصرين فى القتال الشرس الذى دار بين قوات الحكومة وقوات الاتحاد الأفريقى من جهة، وبين مقاتلى الحزب الإسلامى الأسبوع الماضى، والذى أودى بحياة أكثر من 50 شخصا وأسفر عن إصابة أكثر من 100 شخص، غالبيتهم من المدنيين. ومع ذلك فإن هذا الاتفاق الذى رعاه الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين مشكورا. ينبغى أن يشمل أيضا تنظيم شباب المجاهدين وهو أكبر تنظيم مسلح معارض للحكومة الصومالية التى تشكلت فى جيبوتى المجاورة الشهر الماضى. مضيفا أن كل شئ سيعتمد على جدية وإخلاص الأطراف الصومالية علما بأن شيخ شريف متمسك بمبدأ الحوار والمصالحة.